responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 153

فكم من مخلص كان سبب إخلاصه الاقتداء بمن هو مراء عند اللّه.و قد روى أنه كان يجتاز الإنسان في سكك البصرة عند الصبح،فيسمع أصوات المصلين بالقرءان من البيوت.فصنف بعضهم كتابا في دقائق الرياء،فتركوا ذلك،و ترك الناس الرغبة فيه فكانوا يقولون ليت ذلك الكتاب لم يصنف.فإظهار المرائي فيه خير كثير لغيره إذا لم يعرف رياؤه.[1]و إن اللّه يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر،و بأقوام لا خلاق لهم،كما ورد في الأخبار.و بعض المرائين ممن يقتدى به منهم ،و اللّه تعالى أعلم

بيان
الرخصة في كتمان الذنوب و كراهة اطلاع الناس عليه و كراهة ذمهم له

اعلم أن الأصل في الإخلاص استواء السريرة و العلانية،كما قال عمر رضي اللّه عنه لرجل:

عليك بعمل العلانية.قال يا أمير المؤمنين و ما عمل العلانية؟قال ما إذا اطلع عليك لم تستحي منه.و قال أبو مسلم الخولاني:ما عملت عملا أبالي أن يطلع الناس عليه،إلا إتيانى أهلي، و البول،و الغائط،إلا أن هذه درجة عظيمة لا ينالها كل واحد.و لا يخلو الإنسان عن ذنوب بقلبه أو بجوارحه،و هو يخفيها،و يكره اطلاع الناس عليها،لا سيما ما تختلج به الخواطر في الشهوات و الأمانى.و اللّه مطلع على جميع ذلك.فإرادة العبد لإخفائها عن العبيد ربما يظن أنه رياء محظور،و ليس كذلك.بل المحظور أنه يستر ذلك ليرى الناس أنه ورع خائف من اللّه تعالى،مع أنه ليس كذلك.فهذا هو ستر المرائي.و أما الصادق الذي لا يرائي،فله ستر المعاصي،

و يصح قصده فيه،و يصح اغتمامه باطلاع الناس عليه من ثمانية أوجه

الأول:أن يفرح بستر اللّه عليه.

و إذا افتضح اغتم بهتك اللّه ستره ،و خاف أن يهتك ستره في القيامة.إذ ورد في الخبر[2]أن من ستر اللّه عليه في الدنيا ذنبا،ستره اللّه عليه في الآخرة.و هذا غم ينشأ من قوة الإيمان

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست