responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 152

القسم الثاني:أن يتحدث بما فعله بعد الفراغ.

و حكمه حكم إظهار العمل نفسه،و الخطر في هذا أشد،لأن مئونة النطق خفيفة على اللسان،و قد تجرى في الحكاية زيادة و مبالغة و للنفس لذة في إظهار الدعاوي عظيمة،إلا أنه لو تطرق إليه الرياء،لم يؤثر في إفساد العبادة الماضية بعد الفراغ منها.فهو من هذا الوجه أهون.و الحكم فيه أن من قوى قلبه،و تم إخلاصه،و صغر الناس في عينه،و استوى عنده مدحهم و ذمهم،و ذكر ذلك عند من يرجو الاقتداء به،و الرغبة في الخير بسببه،فهو جائز.بل هو مندوب إليه إن صفت النية و سلمت عن جميع الآفات.لأنه ترغيب في الخير،و الترغيب في الخير خير و قد نقل مثل ذلك عن جماعة من السلف الأقوياء.قال سعد بن معاذ.ما صليت صلاة منذ أسلمت فحدثت نفسي بغيرها،و لا تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هي قائلة و ما هو مقول لها،و ما سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول قولا قط إلا علمت أنه حق و قال عمر رضي اللّه عنه:ما أبالي أصبحت على عسر أو يسر،لأني لا أدرى أيهما خير لي و قال ابن مسعود:ما أصبحت على حال فتمنيت أن أكون على غيرها.و قال عثمان رضي اللّه عنه [1]ما تغنيت،و لا تمنيت،و لا مسست ذكرى بيميني منذ بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم .و قال شداد بن أوس:ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت حتى أزمها و أخطمها غير هذه.و كان قد قال لغلامه:ائتنا بالسفرة لنبعث بها حتى ندرك الغداء.و قال أبو سفيان لأهله حين حضره الموت:لا تبكوا علىّ،فإنى ما أحدثت ذنبا منذ أسلمت .و قال عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى:ما قضى اللّه فيّ بقضاء قط فسرني أن يكون قضى لي بغيره.و ما أصبح لي هوى إلا في مواقع قدر اللّه فهذا كله إظهار لأحوال شريفة،و فيها غاية المرآة إذا صدرت ممن يرائي بها،و فيها غاية الترغيب إذا صدرت ممن يقتدى به.فذلك على قصد الاقتداء جائز للأقوياء بالشروط التي ذكرناها.فلا ينبغي أن يسد باب إظهار الأعمال،و الطباع مجبولة على حب التشبه و الاقتداء.

بل إظهار المرائي للعبادة إذا لم يعلم الناس أنه رياء،فيه خير كثير للناس،و لكنه شر للمرائي.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست