responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 145

و المتخلصون عن الرياء في دفع خواطر الرياء على أربع مراتب.

الأولى:أن يرده على الشيطان فيكذبه

،و لا يقتصر عليه،بل يشتغل بمجادلته،و يطيل الجدال معه،لظنه أن ذلك أسلم لقلبه.و هو على التحقيق نقصان،لأنه اشتغل عن مناجاة اللّه،و عن الخير الذي هو بصدده،و انصرف إلى قتال قطاع الطريق،و التعريج على قتال قطاع الطريق نقصان في السلوك

الثانية:أن يعرف أن الجدال و القتال نقصان في السلوك

،فيقتصر على تكذيبه و دفعه،و لا يشتغل بمجادلته

الثالثة:أن لا يشتغل بتكذيبه أيضا

،لأن ذلك وقفة.و إن قلت بل يكون قد قرر في عقد ضميره كراهة الرياء و كذب الشيطان،فيستمر على ما كان عليه مستصحبا للكراهة غير مشتغل بالتكذيب و لا بالمخاصمة

الرابعة:أن يكون قد علم أن الشيطان سيحسده عند جريان أسباب الرياء

،فيكون قد عزم على أنه مهما نزغ الشيطان زاد فيما هو فيه من الإخلاص،و الاشتغال باللّه،و إخفاء الصدقة و العبادة،غيظا للشيطان .و ذلك هو الذي يغيظ الشيطان و يقمعه ،و يوجب يأسه و قنوطه حتى لا يرجع.يروى عن الفضيل بن غزوان أنه قيل له إن فلانا يذكرك.فقال و اللّه لأغيظن من أمره.قيل و من أمره؟قال الشيطان.اللهم اغفر له.أي لأغيظنه بأن أطيع اللّه فيه.و مهما عرف الشيطان من عبد هذه العادة،كف عنه خيفة من أن يزيد في حسناته و قال إبراهيم التيمي:إن الشيطان ليدعو العبد إلى الباب من الإثم،فلا يطعه،و ليحدث عند ذلك خيرا.فإذا رآه كذلك تركه.و قال أيضا:إذا رآك الشيطان مترددا طمع فيك و إذا رآك مداوما ملّك و قلاك.و ضرب الحارث المحاسبي رحمه اللّه لهذه الأربعة مثالا أحسن فيه فقال:مثالهم كأربعة قصدوا مجلسا من العلم و الحديث،لينالوا به فائدة و فضلا و هداية و رشدا.فحسدهم على ذلك ضال مبتدع،و خاف أن يعرفوا الحق،فتقدم إلى واحد فمنعه و صرفه عن ذلك،و دعاه إلى مجلس ضلال فأبى.فلما عرف إباءه شغله بالمجادلة،فاشتغل معه ليرد ضلاله،و هو يظن أن ذلك مصلحة له،و هو غرض الضال ليفوت عليه بقدر

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست