responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 128

و يقرب من هؤلاء و إن كان دونهم،من هو مقترف جريمة اتهم بها،و هو مصر عليها و يريد أن ينفى التهمة عن نفسه،فيظهر التقوى لنفى التهمة،كالذي جحد وديعة،و اتهمه الناس بها،فيتصدق بالمال،ليقال إنه يتصدق بمال نفسه،فكيف يستحل مال غيره.و كذلك من ينسب إلى فجور بامرأة أو غلام،فيدفع التهمة عن نفسه بالخشوع و إظهار التقوى

الثانية:أن يكون غرضه نيل حظ مباح من حظوظ الدنيا

،من مال،أو نكاح امرأة جميلة أو شريفة.كالذي يظهر الحزن و البكاء،و يشتغل بالوعظ و التذكير،لتبذل له الأموال و يرغب في نكاحه النساء.فيقصد إما امرأة بعينها لينكحها،أو امرأة شريفة على الجملة.

و كالذي يرغب في أن يتزوج بنت عالم عابد،فيظهر له العلم و العبادة ليرغب في تزويجه ابنته فهذا رياء محظور،لأنه طلب بطاعة اللّه متاع الحياة الدنيا،و لكنه دون الأول،فإن المطلوب بهذا مباح في نفسه

الثالثة:أن لا يقصد نيل حظ،و إدراك مال أو نكاح

،و لكن يظهر عبادته خوفا من أن ينظر إليه بعين النقص،و لا يعد من الخاصة و الزهاد،و يعتقد أنه من جملة العامة.كالذي يمشى مستعجلا،فيطلع عليه الناس،فيحسن المشي و يترك العجلة،كيلا يقال إنه من أهل اللهو و السهو لا من أهل الوقار.و كذلك إن سبق إلى الضحك،أو بدا منه المزاح،فيخاف أن ينظر إليه بعين الاحتقار،فيتبع ذلك بالاستغفار و تنفس الصعداء،و إظهار الحزن،و يقول ما أعظم غفلة الآدمي عن نفسه.و اللّه يعلم منه أنه لو كان في خلوة لما كان يثقل عليه ذلك و إنما يخاف أن ينظر إليه بعين الاحتقار لا بعين التوقير.و كالذي يرى جماعة يصلون التراويح أو يتهجدون،أو يصومون الخميس و الاثنين،أو يتصدقون،فيوافقهم خيفة أن ينسب إلى الكسل،و يلحق بالعوام.و لو خلا بنفسه لكان لا يفعل شيئا من ذلك.و كالذي يعطش يوم عرفة أو عاشوراء،أو في الأشهر الحرم،فلا يشرب خوفا من أن يعلم الناس أنه غير صائم.فإذا ظنوا به الصوم امتنع عن الأكل لأجله.أو يدعى إلى طعام فيمتنع ليظن إنه صائم،و قد لا يصرح بأنى صائم،و لكن يقول لي عذر.و هو جمع بين خبيثين،فإنه يرى أنه صائم،ثم يرى أنه مخلص لبس بمراء،و أنه يحترز من أن يذكر عبادته للناس فيكون مرائيا،فيريد أن يقال إنه ساتر لعبادته.ثم إن اضطر إلى شرب ،لم يصبر عن أن يذكر لنفسه فيه عذرا:تصريحا أو تعريضا،بأن يتعلل بمرض يقتضي فرط العطش و يمنع من الصوم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست