responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 127

أن الواجب عليه أن يحسن و يخلص،فإن لم تحضره النية،فينبغي أن يستمر على عادته في الخلوة فليس له أن يدفع الذم بالمراءاة بطاعة اللّه،فإن ذلك استهزاء كما سبق.

الدرجة الثانية:أن يرائي بفعل ما لا نقصان في تركه

،و لكن فعله في حكم التكملة و التتمة لعبادته.كالتطويل في الركوع و السجود،و مد القيام،و تحسين الهيئة،و رفع اليدين و المبادرة إلى التكبيرة الأولى،و تحسين الاعتدال،و الزيادة في القراءة على السورة المعتادة و كذلك كثرة الخلوة في صوم رمضان،و طول الصمت.و كاختيار الأجود على الجيد في الزكاة و إعتاق الرقبة الغالية في الكفارة.و كل ذلك مما لو خلا بنفسه لكان لا يقدم عليه.

الثالثة:أن يرائي بزيادات خارجة عن نفس النوافل أيضا.

كحضوره الجماعة قبل القوم و قصده للصف الأول،و توجهه إلى يمين الإمام،و ما يجرى مجراه.و كل ذلك مما يعلم اللّه منه أنه لو خلا بنفسه لكان لا يبالي أين وقف،و متى يحرم بالصلاة.

فهذه درجات الرياء بالإضافة إلى ما يرائي به،و بعضه أشد من بعض،و الكل مذموم

الركن الثالث:المرائي لأجله.

فإن للمرائي مقصودا لا محالة،و إنما يرائي لإدراك مال أو جاه أو غرض من الأغراض لا محالة.و له أيضا ثلاث درجات.

الأولى:و هي أشدها و أعظمها،أن يكون مقصوده التمكن من معصية.

كالذي يرائي بعباداته،و يظهر التقوى و الورع بكثرة النوافل و الامتناع عن أكل الشبهات،و غرضه أن يعرف بالأمانة،فيولى القضاء،أو الأوقاف،أو الوصايا،أو مال الأيتام،فيأخذها.

أو يسلم إليه تفرقة الزكاة،أو الصدقات،ليستأثر بما قدر عليه منها.أو يودع الودائع فيأخذها و يجحدها.أو تسلم إليه الأموال التي تنفق في طريق الحج،فيختزل بعضها أو كلها.

أو يتوصل بها إلى استتباع الحجيج،و يتوصل بقوتهم إلى مقاصده الفاسدة في المعاصي.و قد يظهر بعضهم زي التصوف،و هيئة الخشوع،و كلام الحكمة،على سبيل الوعظ و التذكير و إنما قصده التحبب إلى امرأة أو غلام لأجل الفجور.و قد يحضرون مجالس العلم و التذكير و خلق القرءان،يظهرون الرغبة في سماع العلم و القرءان،و غرضهم ملاحظة النساء و الصبيان أو يخرج إلى الحج،و مقصوده الظفر بمن في الرفقة من امرأة أو غلام.و هؤلاء أبغض المرائين إلى اللّه تعالى،لأنهم جعلوا طاعة ربهم سلما إلى معصيته،و اتخذوها آلة و متجرا،و بضاعة لهم في فسقهم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست