responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 125

أو يعتقد طى بساط الشرع و الأحكام،ميلا إلى أهل الإباحة.أو يعتقد كفرا أو بدعة،و هو يظهر خلافه.فهؤلاء من المنافقين و المرائين المخلدين في النار.و ليس وراء هذا الرياء رياء،و حال هؤلاء أشد حالا من الكفار المجاهرين،فإنهم جمعوا بين كفر الباطن و نفاق الظاهر

الثانية:الرياء بأصول العبادات

،مع التصديق بأصل الدين.و هذا أيضا عظيم عند اللّه و لكنه دون الأول بكثير.و مثاله أن يكون مال الرجل في يد غيره،فيأمره بإخراج الزكاة خوفا من ذمه ،و اللّه يعلم منه أنه لو كان في يده لما أخرجها .أو يدخل وقت الصلاة،و هو في جمع،و عادته ترك الصلاة في الخلوة.و كذلك يصوم رمضان،و هو يشتهي خلوة من الخلق ليفطر.و كذلك يحضر الجمعة،و لو لا خوف المذمة لكان لا يحضرها.أو يصل رحمه أو يبر والديه،لا عن رغبة،و لكن خوفا من الناس،أو يغزو،أو يحج كذلك فهذا مراء معه أصل الإيمان باللّه.يعتقد أنه لا معبود سواه،و لو كلف أن يعبد غير اللّه أو يسجد لغيره لم يفعل،و لكنه يترك العبادات للكسل،و ينشط عند اطلاع الناس.فتكون منزلته عند الخلق أحب إليه من منزلته عند الخالق،و خوفه من مذمة الناس أعظم من خوفه من عقاب اللّه،و رغبته في محمدتهم أشد من رغبته في ثواب اللّه.و هذا غاية الجهل،و ما أجدر صاحبه بالمقت،و إن كان غير منسل عن أصل الإيمان من حيث الاعتقاد

الثالثة:أن لا يرائي بالإيمان و لا بالفرائض،و لكنه يرائي بالنوافل

و السنن التي لو تركها لا يعصى،و لكنه يكسل عنها في الخلوة،لفتور رغبته في ثوابها،و لإيثار لذة الكسل على ما يرجى من الثواب.ثم يبعثه الرياء على فعلها.و ذلك كحضور الجماعة في الصلاة،و عيادة المريض،و اتباع الجنازة،و غسل الميت.و كالتهجد بالليل و صيام يوم عرفة و عاشوراء،و يوم الاثنين و الخميس.فقد يفعل المرائي جملة ذلك خوفا من المذمة أو طلبا للمحمدة ،و يعلم اللّه تعالى منه أنه لو خلا بنفسه لما زاد على أداء الفرائض.فهذا أيضا عظيم،و لكنه دون ما قبله.فإن الذي قبله آثر حمد الخلق على حمد الخالق،و هذا أيضا قد فعل ذلك.و اتقى ذم الخلق دون ذم الخالق،فكان ذم الخلق أعظم عنده من عقاب اللّه.و أما هذا فلم يفعل ذلك،لأنه لم يخف عقابا على ترك النافلة لو تركها،و كأنه على الشطر من الأول،و عقابه نصف عقابه.فهذا هو الرياء بأصول العبادات

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست