responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 124

منهما لو انفرد لاستقل بحمله على العمل.فهذا قد أفسد مثل ما أصلح.فنرجو أن يسلم رأسا برأس،لا له و لا عليه.أو يكون له من الثواب مثل ما عليه من العقاب.و ظواهر الأخبار تدل على أنه لا يسلم،و قد تكلمنا عليه في كتاب الإخلاص

الرابعة:أن يكون اطلاع الناس مرجحا و مقويا لنشاطه

،و لو لم يكن لكان لا يترك العبادة:و لو كان قصد الرياء وحده لما أقدم عليه.فالذي نظنه و العلم عند اللّه،أنه لا يحبط أصل الثواب،و لكنه ينقص منه،أو يعاقب على مقدار قصد الرياء،و يثاب على مقدار قصد الثواب .و أما قوله صلّى اللّه عليه و سلم«يقول اللّه تعالى أنا أغنى الأغنياء عن الشّرك » فهو محمول على ما إذا تساوى القصدان،أو كان قصد الرياء أرجح

الركن الثاني:المراءى به و هو الطاعات.

و ذلك ينقسم إلى الرياء بأصول العبادات،و إلى الرياء بأوصفها

القسم الأول:و هو الأغلظ،الرياء بالأصول.و هو على ثلاث درجات:

الأولى:الرياء بأصل الإيمان

،و هذا أغلظ أبواب الرياء.و صاحبه مخلد في النار.

و هو الذي يظهر كلمتي الشهادة،و باطنه مشحون بالتكذيب،و لكنه يرائي بظاهر الإسلام.و هو الذي ذكره اللّه تعالى في كتابه في مواضع شتى،كقوله عز و جل إِذٰا جٰاءَكَ الْمُنٰافِقُونَ قٰالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللّٰهِ وَ اللّٰهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللّٰهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنٰافِقِينَ لَكٰاذِبُونَ [1]أي في دلالتهم بقولهم على ضمائرهم.و قال تعالى وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ يُشْهِدُ اللّٰهَ عَلىٰ مٰا فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصٰامِ. وَ إِذٰا تَوَلّٰى سَعىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهٰا [2]الآية و قال تعالى وَ إِذٰا لَقُوكُمْ قٰالُوا آمَنّٰا وَ إِذٰا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنٰامِلَ مِنَ الْغَيْظِ [3]و قال تعالى يُرٰاؤُنَ النّٰاسَ وَ لاٰ يَذْكُرُونَ اللّٰهَ إِلاّٰ قَلِيلاً. مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ [4]و الآيات فيهم كثيرة.و كان النفاق يكثر في ابتداء الإسلام،ممن يدخل في ظاهر الإسلام ابتداء لغرض .و ذلك مما يقل في زماننا .و لكن يكثر نفاق من ينسل عن الدين باطنا.فيجحد الجنة و النار و الدار الآخرة،ميلا إلى قول الملحدة.


[1] المنافقون:1.

[2] البقرة:204،205

[3] آل عمران:119.

[4] النساء:142،143

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست