responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 102

و لا يمكنه أن لا يحب المنزلة في قلوب الناس ما دام يطمع في الناس.فإذا أحرز قوته من كسبه أو من جهة أخرى،و قطع طمعه عن الناس رأسا،أصبح الناس كلهم عنده كالأرذال فلا يبالي أ كان له منزلة في قلوبهم أم لم يكن،كما لا يبالي بما في قلوب الذين هم منه في أقصى المشرق،لأنه لا يراهم،و لا يطمع فيهم.و لا يقطع الطمع عن الناس إلا بالقناعة.فمن قنع استغنى عن الناس،و إذا استغنى لم يشتغل قلبه بالناس.و لم يكن لقيام منزلته في القلوب عنده وزن.و لا يتم ترك الجاه إلا بالقناعة و قطع الطمع.و يستعين على جميع ذلك بالأخبار الواردة في ذم الجاه و مدح الخمول و الذل،مثل قولهم:المؤمن لا يخلو من ذلة،أو قلة،أو علة.

و ينظر في أحوال السلف،و إيثارهم للذل على العز،و رغبتهم في ثواب الآخرة رضى اللّه عنهم أجمعين.

بيان
وجه العلاج لحب المدح و كراهة الذم

اعلم أن أكثر الناس إنما هلكوا بخوف مذمة الناس و حب مدحهم.فصارت حركاتهم كلها موقوفة على ما يوافق رضا الناس،رجاء للمدح و خوفا من الذم .و ذلك من المهلكات فيجب معالجته.و طريقه ملاحظة

الأسباب التي لأجلها يحب المدح و يكره الذم.

أما السبب الأول:

فهو استشعار الكمال بسبب قول المادح.فطريقك فيه أن ترجع إلى عقلك،و تقول لنفسك:هذه الصفة التي يمدحك بها أنت متصف بها أم لا؟فإن كنت متصفا بها،فهي إما صفة.تستحق بها المدح،كالعلم و الورع،و إما صفة لا تستحق المدح،كالثروة و الجاه و الأعراض الدنيوية.فإن كانت من الأعراض الدنيوية.فالفرح بها كالفرح بنبات الأرض، الذي يصير على القرب هشيما تذروه الرياح.و هذا من قلة العقل.بل العاقل يقول كما قال المتنبي:


أشد الغم عندي في سرور تيقن عنه صاحبه انتقالا
فلا ينبغي أن يفرح الإنسان بعروض الدنيا.و إن فرح فلا ينبغي أن يفرح بمدح المادح بها.بل بوجودها.و المدح ليس هو سبب وجودها.و إن كانت الصفة مما يستحق الفرح بها،كالعلم و الورع،فينبغي أن لا يفرح بها،لأن الخاتمة غير معلومة.و هذا إنما تقتضي الفرح لأنه يقرب عند اللّه زلفى.و خطر الخاتمة باق.ففي الخوف من سوء الخاتمة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست