responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 33

5 ـ أن يكون الإمام المعصوم في جملة المخبرين، قال: شرطه الروافض، ثم أورد على الأخير أنّ هذا يوجب العلم باخبار الرسول عن جبرئيل لأنّه معصوم، فأي حاجة إلى إخبار غيره؟ ويجب أن لا يحصل العلم بنقلهم على التواتر النصّ على عليّ(رض) إذ ليس فيهم معصوم[1].

و ممّا يؤخذ عليه هنا: أنّه تقوّل على الشيعة وليس في كتبهم أثر من هذا الشرط، ولو شرطوه، فإنّما شرطه بعضهم في حجيّة الإجماع على فتوى نظريّة مستنبطة من الكتاب والسنّة، وأين هذا من الخبر المتواتر عن أمر محسوس؟ وكم للقوم في كتبهم من تقوّلات على الشيعة، وهم يكتبون كل شيء عنهم ولا يعرفون عنهم إلاّ الشيء الضئيل.

المبحث الخامس: في أقل عدد التواتر:

اختلفوا في أقل عدد يتحقّق معه التواتر، والحق أنّه لا يشترط فيه عدد، فالمقياس هو إخبار جماعة يؤمن من تعمّدهم الكذب وهو يختلف و يتخلّف باختلاف الموارد، فربّ مورد يكفي فيه عدد إذا كان الموضوع بعيداً عن الهوى والكذب، وربّ موضوع لا يكفي فيه ذلك العدد، وبذلك يظهر أنّ تقديره بالخمسة أو العشرة أو العشرين أو الأربعين أو السبعين لاأساس له.[2]


[1] الغزالي: المستصفى: 1/139ـ140.
[2] و إليك الأقوال:
1 ـ فعن القاضي أبي بكر الباقلاّني: «يشترط أن يكونوا أزيد من أربعة، لعدم إفادة خبر الأربعة العدول الصادقين العلم، كما هو الحال في البيّنة على الزنا و غيرها، و توقف في الخمسة لعدم اطّراد الدليل المذكور فيها».
2 ـ و عن الاصطخري: إنّ أقلّه عشرة لأنّه أوّل جموع الكثرة.
3 ـ و عن جمع: إنّه اثنا عشر، عدد نقباء بني اسرائيل، لقوله سبحانه: (و بعثنا منهم اثنى عشر نقيباً)(المائدة/12).
4 ـ و عن أبي هذيل العلاّف: إنّ أقلّه عشرون لقوله تعالى: (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين)(الأنفال/65) خصّهم بذلك لحصول العلم بما يخبرون.
5 ـ إنّ أقلّه أربعون لقوله تعالى: (يا أيّها النبىّ حسبك اللّه و من اتبعك من المؤمنين) (الأنفال/64)، حيث نزلت في الأربعين.
6ـ إنّ أقلّه سبعون لقوله تعالى:(واختار موسى قومه سبعون رجلا لميقاتنا)(الأعراف/155)، وإنّما كان كذلك ليحصل اليقين باخبارهم أصحابهم ما يشاهدون من المعجزات.
7 ـ من أنّ أقلّه ثلاثمائة و بضعة عشر، عدد أهل بدر. (الرعاية في علم الدراية، ص62، ومقباس الهداية ص14).
و لايخفى سخافة هذه الأقوال و أيّ صلة بين هذه الآيات الواردة في مقامات خاصة و بين العدد الذي يؤمن معه من التعمّد على الكذب.
هذا، و انّ حصول العلم من العوارض النفسانيّة، فهو يختلف حسب اختلاف روحيات الأشخاص و نفسياتهم و حسب اختلاف الموضوعات الظروف مع وجود دواعي الكذب و عدمه، و كون المخبرين أصحاب هوى أم لا ، فلايصحّ لعاقل تحديد حصول العلم بشيء قطعيّ على وجه يطّرد في جميع المقامات بحيث لاينقص و لايزيد.
نام کتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست