responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 139

تفعل فعلاً بغير العلم» ليس تفسيراً كاملاً، والصحيح أن يقال: كلّ عمل صدر عن خفّة و طيش، كما هو المراد في الآيات المتقدمة، ومنه الحديث: «من استجهل مؤمناً فعليه إثمه» أي من حمله على شيء ليس من خلقه فيغضبه فإنّما إثمه على من أحوجه إلى ذلك[1]، ومنه تسمية الفترة بين المسيح و النبي الأكرم بالجاهليّة لبعد أهلها عن الأخلاق المحمودة والسيرة الحسنة، و لأجل المبالغة في ذلك يقولون: الجاهليّة الجهلاء مثل قولهم: ليلة ليلاء، وورد في الحديث: «إنَّك امرؤ فيك جاهليّة» أي فيك طيش و خفة.

كلّ ذلك يصدّنا عن تفسير الآية بمطلق عدم العلم، وإنّما المراد هو العمل الجاري على غير النظام الذي يستحسنه الطبع، وتدعو إليه الفطرة، ويشجّع عليه العقلاء.

وعلى ضوء ذلك فالعمل بالخبر الذي يتّسم بأنّه عمل عقلائي وأنّه جار على النظام المطلوب، فالآية غير ناهية عنه بل داعية إلى العمل به.

ومن المعلوم أنّ العمل بالخبر الذي يورث الإطمئنان و سكون النفس يعدّ عملاً عقلائيّاً، خصوصاً إذا لم يكن الموضوع من جلائل الاُمور التي تحتاج إلى تثبّت و تفحّص أكثر، كالنفوس و الأعراض العامّة، فالعمل بخبر الثقة، أي المتحرّز عن الكذب، أو العمل بخبر تسكن النفس إليه، و يحصل الوثوق بصدقه، عمل عقلائي لا عمل جاهلي .

ولو سلّمنا ـ تبعاً للسان العرب ـ: أنّ الجهالة هي مطلق غير العلم، والتعليل بصدد النهي عن كل عمل بغيره، فنقول: إنّ الإطمئنان العرفي وإن كان ظنّاً حسب التحديد المنطقي، ولكنّه علم في نظر العرف، فهو على طرف


[1] ابن الاثير: النهاية:1/322 مادة «جهل».
نام کتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست