responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 206

خاصة دون سائر الكتب و الصحف المنزلة و ما خلق اللّٰه من أمة من أمم نبي و رسول من هذه الحضرة إلا هذه الأمة المحمدية و هي خير أمة أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ و لهذا أنزل اللّٰه في القرآن في حق هذه الأمة لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَى النّٰاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً فنأتي يوم القيامة يقدمنا القرآن و نحن نقدم سائر أهل الموقف و يقدم القراء منا من ليس له من القرآن مثله فأكثرنا قرآنا أسبقنا في التقدم و الرقي في المعراج المظهر للفضل بين الناس يوم القيامة فإن للقراء منابر لكل منبر درج على عدد آي القرآن يصعد الناس فيه بقدر ما حفظوا منه في صدورهم و لهم منابر أخر لها درج على عدد آي القرآن يرقى فيها العاملون بما حققوه من القرآن فمن عمل بمقتضى كل آية بقدر ما تعطيه في أي شيء نزلت رقى إليها عملا و ما من آية إلا و لها عمل في كل شخص لمن تدبر القرآن و في القيامة منابر على عدد كلمات القرآن و منابر على عدد حروفه يرقون فيها العلماء بالله العاملون بما أعطاهم اللّٰه من العلم بذلك فيظهرون على معارج حروف القرآن و كلماته بسور تلك الحروف و الكلمات و الآيات و السور و الحروف الصغار منه و به يتميزون على أهل الموقف في هذه الأمة لأن أناجيلهم في صدورهم فيا فرحة القرآن بهؤلاء فإنهم محل تجليه و ظهوره فإذا تلا الحق على أهل السعادة من الخلق سورة طه تلاها عليها كلاما و تجلى لهم فيها عند تلاوته صورة فيشهدون و يسمعون فكل شخص حفظها من الأمة يتحلى بها هنالك كما تحلى بها في الدنيا بالحاء المهملة فإذا ظهروا بها في وقت تجلى الحق بها و تلاوته إياها تشابهت الصور فلم يعرف المتلو عليهم الحق من الخلق إلا بالتلاوة فإنهم صامتون منصتون لتلاوته و لا يكون في الصف الأول بين يدي الحق في مجلس التلاوة إلا هؤلاء الذين أشبهوه في الصورة القرآنية الطاهية و لا يتميزون عنه إلا بالإنصات خاصة فلا يمر على أهل النظر ساعة أعظم في اللذة منها فمن استظهر القرآن هنا بجميع روايانه حفظا و علما و عملا فقد فاز بما أنزل اللّٰه له القرآن و صحت له الإمامة و كان على الصورة الإلهية الجامعة فمن استعمله القرآن هنا استعمل القرآن هناك و من تركه هنا تركه هناك و كَذٰلِكَ أَتَتْكَ آيٰاتُنٰا فَنَسِيتَهٰا وَ كَذٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسىٰ و

ورد في الخبر فيمن حفظ آية ثم نسيها عذبه اللّٰه يوم القيامة عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين و

ما أحسن ما نبه النبي ص على منزلة القرآن بقوله لا يقول أحدكم نسيت آية كذا و كذا بل نسيتها فلم يجعل لتارك القرآن أثرا في النسيان احتراما لمقام القرآن و

قالت عائشة في خلق النبي ص كان خلقه القرآن و ليس إلا ما ذكرناه من الاتصاف به و التحلي على حد ما ذكرناه وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«حضرة العزة و هي الاسم العزيز»



ألا إن العزيز هو المنيع له ستر الورى فهو الرفيع
يعز وجوده فيعز ذاتا و لو لا الخلق ما ظهر البديع
فقل للمنكرين صحيح قولي حمى الرحمن ذلكم المنيع

[عبد هواه و عبد نفسه]

الداخل فيها يدعى في الملإ الأعلى عبد العزيز لم أذق في كل ما دخلته من الحضرات ذوقا ألذ منه و لا أوقع في القلب لهذه الحضرة المنع فلها الحدود لا بل لها من الحدود ما يقع به التمييز فيقف كل محدود لا بل كل شيء على عزته فيكون كل شيء عزيزا و عبوديته فيه فهو عبد نفسه فمن هنا ظهر كل من غلبت عليه نفسه و اتبع هواها و لو لا الشرع ما ذمه بالنسبة إلى طريق خاص لما ذمه أهل اللّٰه فإن الحقائق لا تعطي إلا هذا فمن اتبع الحق فما اتبعه إلا بهوى نفسه و أعني بالهوى هنا الإرادة فلو لا حكمها عليه في ذلك ما اتبع الحق و هكذا حكم من اتبع غير الحق و أعني بالحق هنا ما أمر الشارع باتباعه و غير الحق ما نهى الشرع عن اتباعه و إن كان في نفس الأمر كل حق لكن الشارع أمر و نهى كما أنا لا نشك أن الغيبة حق و لكن نهانا الشرع عنها و لنا

و حق الهوى إن الهوى سبب الهوى و لو لا الهوى في القلب ما عبد الهوى
فبالهوى يجتنب الهوى و بالهوى يعبد الهوى و لكن الشارع جعل اسم الهوى خاصا بما ذم وقوعه من العبد و الوقوف عند الشرع أولى و لهذا بينا قصدنا بالهوى الإرادة لا غير فالأمر يقضي أن لا حاكم على الشيء إلا نفسه فيما يكون منه لا فيما

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست