responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 194



و هو الإمام الذي رست قواعده الطيب الطاهر المحسان و العلم
تعنو له أوجه الأملاك قاطبة و الخلق تعنو له و اللوح و القلم

[العذاب و الألم]

اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بِرُوحٍ مِنْهُ أني التزمت هذا الذكر أيضا سنين متعددة حتى كنت أسمي به في بلدي كما كنت أسمي أيضا يغيره من الأذكار و رأيت له بركات ظاهرة فلا بقوله أَتَوْا و لا بقوله بِمٰا لَمْ يَفْعَلُوا فهو قوله فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ قَتَلَهُمْ و قوله وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ فيجيء الإنسان بالفعل من كون الفعل ظهر فيه فيحب إن يحمد بما فعل فيه و الفعل ليس له فله من الالتذاذ بذلك على قدر دعواه إلا أنه التذاذ موجع لكونه يعلم الأمر على خلاف دعواه كالمتكبر الجبار الذي لا يمكن له أن ينتزح عن ضروراته و افتقاره إلى أدنى الأسباب المريحة له من ألمه فقوله فَلاٰ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفٰازَةٍ مِنَ الْعَذٰابِ يقول لا تظن أنهم يلتذون بذلك إشارة لا حقيقة و يستعذبونه بل لهم فيه استعذاب إن كانوا عارفين فجمعوا في هذا الذوق بين العذاب و الألم فهم من وجه في نعيم و من وجه في ألم مؤلم كما قال بعضهم

فهل سمعتم بصب

[إن الكمل من الرجال بمنزلة اسم من الأسماء الإلهي]

و اعلم أن كل ذكر ينتج خلاف المفهوم الأول منه فإنه يدل ما ينتجه على حال الذاكر كما شرطناه التفسير الكبير لنا إلا لكامل من الرجال فإنه يعلم جميع ما ينتجه ذلك الذكر لعدم تقييده و خروجه عن تلك الصفات و الأسماء التي تحت ولاية الاسم اللّٰه فإن الكامل من الرجال بمنزلة الاسم اللّٰه من الأسماء و إن كان له الإطلاق فلا ينطق به إلا مقيدا بالحال أو اللفظ لا بد من ذلك وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الخامس و الخمسون و خمسمائة في معرفة السبب الذي منعني أن أذكر فيه
بقية الأقطاب من زماننا هذا إلى يوم القيامة»



لكل منع سبب ظاهر أو باطن لا بد من كونه
فمانع يظهر من غيره و مانع يظهر من عينه
و قد يكون المنع من قربه و قد يكون المنع من بينه
فمن وجود العقل عن فكره تجد وجود الحق في صونه
فزينة الإنسان من نفسه إدراكه الزينة في شينه

[في كل زمان لا بد من وجود قطب]

اعلم وفقنا اللّٰه و إياك أن الكتب الموضوعة لا تبرح إلى أن يرث اللّٰه اَلْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْهٰا و في كل زمان لا بد من وقوف أهل ذلك الزمان عليها و لا بد في كل زمان من وجود قطب عليه يكون مدار ذلك الزمان فإذا سميناه و عيناه قد يكون أهل زمانه يعرفونه بالاسم و العين و لا يعرفون رتبته فإن الولاية أخفاها اللّٰه في خلقه و ربما لا يكون عندهم في نفوسهم ذلك القطب بتلك المنزلة التي هو عليها في نفس الأمر فإذا سمعوا في كتابي هذا بذكره أداهم إلى الوقوع فيه فينزع اللّٰه نور الايمان من قلوبهم كما قال رويم و أكون أنا السبب في مقت اللّٰه إياهم فتركت ذلك شفقة مني على أمة محمد ص و ما أنا في قلوب الناس و لا في نفس الأمر و لا عند نفسي بمنزلة الرسول يجب الايمان بي عليهم و بما جئت به و لا كلفني اللّٰه إظهار مثل هذا فأكون عاصيا بتركه و لا هذه المسألة بمنزلة قوله تعالى وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شٰاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شٰاءَ فَلْيَكْفُرْ و بسط الرحمة على الكافة أولى من اختصاصها في حقنا و قد فعل مثل هذا القشيري في رسالته حيث ذكر أولئك الرجال في أول الرسالة و ما ذكر فيهم الحلاج للخلاف الذي وقع فيه حتى لا تتطرق التهمة لمن وقع ذكره من الرجال في رسالته ثم إنه ساق عقيدته في التوحيد في صدر الرسالة ليزيل بذلك ما في نفس بعض الناس منه من سوء الطوية وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست