responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 122

أسعد الخلق فإنه من إرادته النجاة و البشرى من اللّٰه تعالى له بها و إن لم يكن مؤمنا فما وقع المشروط وقع عموم الشرط فافهم و اعمل بحسب ما تعلم وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب السادس و الثمانون و أربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله وَ مَنْ يَعْصِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاٰلاً مُبِيناً »



ألا إن الرسول هو الذي قد حباه اللّٰه بالشرف التليد
فمن يعص الرسول فقد عصاه و حيره بتفصيل الوجود
فرام به فلم يقدر عليه لما في الرب من نعت العبيد
فلم يعلم به إذ لم يجده يميزه له حال الشهود
فيركب تارة متن اعتراف و يركب تارة متن الجحود
فسبحان المخصص كل حزب بآلام و لذات المزيد

[عصيان الرسول عصيان اللّٰه]

قال اللّٰه تعالى مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ لأنه لا ينطق إلا عن اللّٰه بل لا ينطق إلا بالله بل لا ينطق إلا لله منه فإنه صورته و ما ورد و من يعص الرسول فقد عصى اللّٰه كما أنزله في الطاعة لأن طاعة المخلوق لله ذاتية و عصيانه بالواسطة فلو أنزل هنا الرسول كما أنزله في الطاعة لم يكن إلها و هو إله فلا يعصى الا بحجاب و ليس الحجاب سوى عين الرسول و نحن اليوم أبعد في المعصية للرسول من أصحابه إلى من دونهم إلينا فنحن ما عصينا إلا أولي أمرنا في وقتنا و هم العلماء منا بما أمر اللّٰه به و نهى عنه فنحن أقل مؤاخذة و أعظم أجرا لأن للواحد منا أجر خمسين ممن يعمل بعمل الصحابة

يقول ص للواحد منهم أجر خمسين يعملون مثل عملكم فاجعل بالك لكونه لم يقل منكم ثم قال تعالى أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فذكر اللّٰه تعالى و ذكر الرسول و ذكرنا أعني أولي الأمر منا و هم الذين قدمهم اللّٰه علينا و جعل زمامنا بأيديهم و لم يكن رسول اللّٰه ص يقدم في السرايا و غيرها إلا من هو أعلمهم و ما كان أعلمهم إلا من كان أكثرهم قرآنا فكان يقدمه على الجيش و يجعله أميرا و ما خص الاسم اللّٰه من غيره من الأسماء في قوله فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ إذ كان اللّٰه هو الاسم الجامع فله معاني جميع الأسماء الإلهية كما هو للتجلي جميع الصور كذلك الخليفة و هو الرسول و أولو الأمر منا لا بد أن يظهروا في جميع الصور التي تحتاج إليها الرعايا فمن بايع الإمام فإنما يبايع اللّٰه تعالى و لا تصح المعصية إلا بعد العقد و قد وقع في أخذ الميثاق و العهد في قوله تعالى أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ ثم ألقمه الحجر الأسود و أمر بتقبيله تذكرة و أخبر بلسان الرسول أن الحجر يمينه فأمر ببيعة محمد ص و قال في الذين يبايعونه إِنَّمٰا يُبٰايِعُونَ اللّٰهَ فأنزله منزلته و لم ينزل الحجر منزلته بالذكر فعظم قدر ابن آدم

قبل فإن يمين العهد في الحجر و أين رتبته من رتبة البشر
إن المبايع من تعنو الوجوه له الواحد الأحد القيوم بالصور
إن شاء في ملك إن شاء في بشر إن شاء في شجر إن شاء في حجر
فما تقيده ذات و لا عرض و ما له في وجود الكون من أثر
بل الوجود هو الحق الصريح فلا تروه غيرا فيدعوكم إلى الغير
هو المؤثر و الآثار قائمة بالحق فيما يراه فيه ذو بصر
إن لم يكن هكذا أمر الوجود و ما تضمن الكون من نفع و من ضرر
فما تكون لحق صورة أبدا و لا تضاف إليه آخر العمر
هو المطاع فما تعصى أوامره و الخلق و الأمر في الأنثى و في الذكر
بالشمس يظهر ما في البدر من صفة فأنت شمس و عين الحق في القمر
و ليس في البدر ما الأبصار تدركه لكنه هكذا تدركه في النظر
فكوننا في وجود الحق مغلطة فالأمر أغمض بالبرهان و الخبر

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست