responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 64

من سيده و يلبس من سيده و يقوم بواجبات مقامه فلا يزال في دار سيده ليلا و نهارا لا يبرح إلا إذا وجهه في شغله فهو في الدنيا مع اللّٰه و في القيامة مع اللّٰه و في الجنة مع اللّٰه فإنها جميعها ملك سيده فيتصرف فيها تصرف الملاك و الأجير ماله سوى ما عين له من الأجرة منها نفقته و كسوته و ماله دخول على حرم سيده و مؤجره و لا الاطلاع على أسراره و لا تصرف في ملكه إلا بقدر ما استوجر عليه فإذا انقضت مدة إجارته و أخذ أجرته فارق مؤجره و اشتغل بأهله و ليس له من هذا الوجه حقيقة و لا نسبة تطلب من استأجره إلا أن يمن عليه رب المال بأن يبعث خلفه و يجالسه و يخلع عليه فذلك من باب المنة و قد ارتفعت عنه في الدار الآخرة عبودية الاختيار فإن تفطنت فقد نبهتك على مقام جليل تعرف منه من أي مقام قالت الأنبياء مع كونهم عبيدا مخلصين له لم يملكهم هوى أنفسهم و لا أحد من خلق اللّٰه و مع هذا قالوا إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اللّٰهِ فيعلم إن ذلك راجع إلى دخولهم تحت حكم الأسماء الإلهية فمن هناك وقعت الإجارة فهم في الاضطرار و الحقيقة عبيد الذات و هم لها ملك و صارت الأسماء الإلهية تطلبهم لظهور آثارها فيهم فلهم الاختيار في الدخول تحت أي اسم إلهي شاءوا و قد علمت الأسماء الإلهية ذلك فعينت لهم الأسماء الإلهية الأجور يطلب كل اسم إلهي من هذا العبد الذاتي أن يؤثره على غيره من الأسماء الإلهية بخدمته فيقول له ادخل تحت أمري و أنا أعطيك كذا و كذا فلا يزال في خدمة ذلك الاسم حتى يناديه السيد من حيث عبودية الذات فيترك كل اسم إلهي و يقوم لدعوة سيده فإذا فعل ما أمره به حينئذ رجع إلى أي اسم شاء و لهذا يتنفل الإنسان و يتعبد بما شاء حتى يسمع إقامة الصلاة المفروضة فتحرم عليه كل نافلة و يبادر إلى أداء فرض سيده و مالكه فإذا فرغ دخل في أي نافلة شاء فهو في التشبيه في هذه المسألة كعبد لسيده أولاد كثيرة فهو مع سيده بحكم عبودية الاضطرار إذا أمره سيده لم يشتغل بغير أمره و إذا فرغ من أداء ذلك طلب أولاد سيده منه أن يسخروه فلا بد أن يعينوا له ما يرغبه في خدمتهم و كل ولد يحب أن يأخذه لخدمته في وقت فراغه من شغل سيده فيتنافسون في أجره ليستخلصوه إليهم فهو مخير مع أي ولد يخدم في ذلك الوقت فالإنسان هو العبد و السيد هو اللّٰه و الأولاد سائر الأسماء الإلهية فإذا رأى هذا العبد ملهوفا فأغاثه فيعلم أنه تحت تسخير الاسم المغيث فيكون له من المغيث ما عين له في ذلك من الأجر و إذا رأى ضعيفا في نفسه فتلطف به كان تحت تسخير الاسم اللطيف و كذلك ما بقي من الأسماء فتحقق يا ولي كيف تخدم ربك و سيدك و كن على علم صحيح في نفسك و في سيدك تكن من العلماء الراسخين في العلم الحكماء الإلهيين و تفز بالدرجة القصوى و المكانة العليا مع الرسل و الأنبياء و يحوي أيضا هذا المنزل على علم التخلق بالأسماء الإلهية كلها و أعني بالكل ما وصل إلينا العلم بها و علم التمييز و أين يناله العبد و تقدير الزمان الذي بينه و بين الوصول إليه و علم التفاضل الإلهي بين اللّٰه و بين عباده في مثل قوله أَحْسَنُ الْخٰالِقِينَ و أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ ما الوجه الذي جمعهم حتى كان الحق في ذلك الوجه أكمل و لا مفاضلة بين اللّٰه و خلقه إذ كان السيد هو الذي لا يكاثر و لا يفاضل و الكل عبيد له و لا مفاضلة بين السيد و عبده من حيث هو عبد بل السيد له الفضل أجمعه و علم مراتب أهل التصديق أهل التكذيب من مراتب أهل الكفر و الشرك و غيرهم و علم التمني أي اسم إلهي يطلبه و علم الصفات التي يكرهها السيد من العبد و ما السبب الموجب للعبد حتى يدخل فيما يكرهه سيده هل من حقيقة هو عليها تطلب ذلك أو هو راجع إلى القضاء و القدر خاصة و علم القلوب و علم العلامات و علم الإصرار و بما يتعلق و قد بيناه في كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن في قوله تعالى في آل عمران وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلىٰ مٰا فَعَلُوا فانظره هناك و علم الجزاء الدنياوي و الأخراوي و قد بيناه في التفسير لنا في فاتحة الكتاب في قوله تعالى مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ و علم التقوى و علم الفرقان و علم القرآن و علم الشدائد و الأهوال و لما ذا ترجع و كون أيام الدجال من سنة و شهر و جمعة و سائر أيامه كالأيام المعهودة هل ذلك راجع إلى شدة الفجاة فإن الهم بولد كبير أو بصغر كلما دام و استصحبه الإنسان هان عليه ما يجد حتى إن المعاقب بالضرب ما يحس به إلا في أول ما يقع به مقدارا قليلا ثم لما يتخدر موضع الضرب فلا يحس به و علم الانفراد بالحق لأهل الشقاء ما فائدته و لما ذا يرجع و علم المكر و الخداع و الكيد و الاستدراج و الفرق بين هذه المراتب و أصحابها و علم الصبر و علم عقوبة من لم يصبر و متى يكون صابرا و علم العناية و علم الاجتباء و علم منازل الصالحين و هو علم غريب شريف ما رأيت من العارفين من

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست