responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 371

مرآة إلا بالرؤية فإذا أقامك الحق في العبودة المطلقة التي ما فيها ربوبية فأنت خليفة له حقا فإنه لا حكم للمستخلف فيما ولى فيه خليفة عنه جملة واحدة فاستخلفه في العبودة فلا حظ للربوبية فيها لأن الخليفة استقل بها استقلالا ذاتيا فهو بيد اللّٰه و في ملك اللّٰه قال تعالى سُبْحٰانَ الَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ فجعل عبدا محضا و جرده عن كل شيء حتى عن الإسراء فجعله يسرى به و ما أضاف السري إليه فإنه لو قال سبحان الذي دعي عبده لأن يسرى إليه أو إلى رؤية آياته فسرى لكان له أن يقول و لكن المقام منع من ذلك فجعله مجبورا لا حظ له من الربوبية في فعل من الأفعال

«الوصل الثالث»من خزائن الجود فيما يناسبه

و يتعلق به من المنزل الثالث و هو يتضمن علم الأمر الواقع عند السؤال فإن الأوامر منها ما يقع ابتداء و منها ما يقع جوابا و يتضمن علم الهوية و الفرق بين الهوية و الأحدية و الواحدية و يتضمن علم مسمى اللّٰه ما هو و لما ذا ينعت و لا ينعت به و حقيقة الهوية هل لها شبه بشيء من العالم في شيء من الوجوه أو لا شبه فيها بوجه من الوجوه و صورة ما يتقيد به الاسم اللّٰه إذا ورد بقرائن الأحوال و يتضمن علم ظهور العالم هل هو ظهور ذاتي لذات الحق أو لحكم ما تقرر في العلم الإلهي أو ظهر بحكم الاختيار فيكون العالم لما يضاف إليه حتى تتبين المراتب و يتضمن علم نفي المماثل الذي لو ثبت صح أن يكون العالم بينهما فما هو لنا أب و لا نحن أبناء بل هو الرب و نحن العبيد فيطلبنا عبيدا و نطلبه سيدا

تعالى عن التحديد بالفكر و الخبر كما جل عن حكم البصيرة و البصر
فليس لنا منه سوى ما يرومه على كل حال في الدلالات و العبر
فاعلم أني ما تحققت غيره و اعلم إني ما علمت سوى البشر
لذا منع الرحمن في وحيه على لسان رسول اللّٰه في ذاته النظر
فقال وَ لاٰ تَقْفُ الذي لست عالما به فيكون الناظرون على خطر
ف‌ لَمْ يُولَدْ الرحمن علما و لَمْ يَلِدْ وجودا فحقق من نهاك و من أمر
و لما لم يكن في الإمكان أن يخلق اللّٰه فيما خلق قوة في موجود يحيط ذلك الموجود بالله علما من حيث قيامها به لم يدرك بعقل كنه جلاله و لم يدرك ببصر كنه ذاته عند تجليه حيثما تجلى لعباده فهو تعالى المتجلي الذي لا يدرك الإدراك الذي يدرك فيه هو نفسه لا علما و لا رؤية فلا ينبغي أن يقفو الإنسان علم ما قد علم أنه لا يبلغ إليه قال الصديق رضي اللّٰه عنه العجز عن درك الإدراك إدراك فمن لا يدرك إلا بالعجز فكيف يوصف المدرك له بتحصيله

كلما فيه نكاح و ازدواج هو مقصود لأرباب الحجاج
فإذا انتجني أنتجه فترانا في نكاح و نتاج
فالذي يظهر من أحوالنا هو ما بين اتضاح و اندماج
فكما نحن به فهو بنا إن عين الضيق عين الانفراج

[أن من خزائن الجود أن يعلم الإنسان أنه لا جامع له بين العبودة و الربوبية]

و اعلم أن من خزائن الجود أن يعلم الإنسان أنه لا جامع له بين العبودة و الربوبية بوجه من الوجوه و إنهما أشد الأشياء في التقابل فإن المثلين و إن تقابلا فإنهما يشتركان في صفات النفس و السواد و البياض و إن تقابلا فلم يمكن اجتماعهما و الحركة و السكون و إن تقابلا فلم يمكن اجتماعهما فإن الجامع للبياض و السواد اللون و الجامع للحركة و السكون الكون و الجامع للاكوان و الألوان العرضية فكل ضدين و إن تقابلا أو مختلفين من العالم فلا بد من جامع يجتمعان فيه إلا العبد و الرب فإن كل واحد لا يجتمع مع الآخر في أمر ما من الأمور جملة واحدة فالعبد من لا يكون فيه من الربوبية وجه و الرب من لا يكون فيه من العبودية وجه فلا يجتمع الرب و العبد أبدا و غاية صاحب الوهم أن يجمع بين الرب و العبد في الوجود و ذلك ليس بجامع فإني لا أعني بالجامع إطلاق الألفاظ و إنما أعني بالجامع نسبة المعنى إلى كل واحد على حد نسبته إلى الآخر و هذا غير موجود في الوجود المنسوب إلى الرب و الوجود المنسوب إلى العبد فإن وجود الرب عينه و وجود العبد حكم يحكم به على العبد و من حيث عينه قد يكون موجودا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست