responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 337

الذي أوصاني قال نعم قلت له الحمد لله هذي فائدة و مع هذا فما هو الأمر إلا كما ذكرت لك فلما كان بعد مدة دخلت على الشيخ فوجدته قد رجع إلى قولي في تلك المسألة و قال لي إني كنت على غلط فيها و أنت المصيب فقلت له يا سيدي علمت الساعة أن الخضر ما أوصاني إلا بالتسليم ما عرفني بأنك مصيب في تلك المسألة فإنه ما كان يتعين على نزاعك فيها فإنها لم تكن من الأحكام المشروعة التي يحرم السكوت عنها و شكرت اللّٰه على ذلك و فرحت للشيخ الذي تبين له الحق فيها و هذا عين الحياة ماء خص اللّٰه به من الحياة شارب ذلك الماء ثم عاد إلى أصحابه فأخبرهم بالماء فسارع الناس إلى ذلك الموضع ليستقوا منه فأخذ اللّٰه بأبصارهم عنه فلم يقدروا عليه فهذا ما أنتج له سعيه في حق الغير و كذلك من والى في اللّٰه و عادى في اللّٰه و أحب في اللّٰه و أبغض في اللّٰه فهو من هذا الباب قال اللّٰه تعالى لاٰ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوٰادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كٰانُوا آبٰاءَهُمْ أَوْ أَبْنٰاءَهُمْ أَوْ إِخْوٰانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمٰانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ فما يدري أحد ما لهم من المنزلة عند اللّٰه لأنهم ما تحركوا و لا سكنوا إلا في حق اللّٰه لا في حق أنفسهم إيثار الجناب اللّٰه على ما يقتضيه طبعهم و أما الوقوف على علم الغيب الذي يحتاج إليه في الكون خاصة في مدة خاصة و هي تاسع مسألة ليس وراءها ما يحتاج إليه الإمام في إمامته و ذلك أن اللّٰه تعالى أخبر عن نفسه أنه كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ و الشأن ما يكون عليه العالم في ذلك اليوم و معلوم أن ذلك الشأن إذا ظهر في الوجود عرف أنه معلوم لكل من شهده فهذا الإمام من هذه المسألة له اطلاع من جانب الحق على ما يريد الحق أن يحدثه من الشئون قبل وقوعها في الوجود فيطلع في اليوم الذي قبل وقوع ذلك الشأن على ذلك الشأن فإن كان مما فيه منفعة لرعيته شكر اللّٰه و سكت عنه و إن كان مما فيه عقوبة بنزول بلاء عام أو على أشخاص معينين سأل اللّٰه فيهم و شفع و تضرع فصرف اللّٰه عنهم ذلك البلاء برحمته و فضله و أجاب دعاءه و سؤاله فلهذا يطلعه اللّٰه عليه قبل وقوعه في الوجود بأصحابه ثم يطلعه اللّٰه في تلك الشئون على النوازل الواقعة من الأشخاص و يعين له الأشخاص بحليتهم حتى إذا رآهم لا يشك فيهم أنهم عين ما رآه ثم يطلعه اللّٰه على الحكم المشروع في تلك النازلة الذي شرع اللّٰه لنبيه محمد ص أن يحكم به فيها فلا يحكم إلا بذلك الحكم فلا يخطئ أبدا و إذا أعمى اللّٰه الحكم عليه في بعض النوازل و لم يقع له عليه كشف كان غايته أن يلحقها في الحكم بالمباح و يعلم بعدم التعريف إن ذلك حكم الشرع فيها فإنه معصوم عن الرأي و القياس في الدين فإن القياس ممن ليس بنبي حكم على اللّٰه في دين اللّٰه بما لا يعلم فإنه طرد علة و ما يدريك لعل اللّٰه لا يريد طرد تلك العلة و لو أرادها لأبان عنها على لسان رسوله ص و أمر بطردها هذا إذا كانت العلة مما نص الشرع عليها في قضية فما ظنك بعلة يستخرجها الفقيه بنفسه و نظره من غير أن يذكرها الشرع بنص معين فيها ثم بعد استنباطه إياها يطردها فهذا تحكم على تحكم بشرع لم يأذن به اللّٰه و هذا يمنع المهدي من القول بالقياس في دين اللّٰه و لا سيما و هو يعلم أن مراد النبي ص التخفيف في التكليف عن هذه الأمة و لذلك

كان يقول ص اتركوني ما تركتكم و كان يكره السؤال في الدين خوفا من زيادة الحكم فكل ما سكت له عنه و لم يطلع على حكم فيه معين جعله عاقبة الأمر فيه الحكم بحكم الأصل و كل ما أطلعه اللّٰه عليه كشفا و تعريفا فذلك حكم الشرع المحمدي في المسألة و قد يطلعه اللّٰه في أوقات على المباح أنه مباح و عاقبة فكل مصلحة تكون في حق رعاياه يطلعه اللّٰه عليها ليسأله فيها و كل فساد يريد اللّٰه أن يوقعه برعاياه فإن اللّٰه يطلعه عليه ليسأل اللّٰه في رفع ذلك عنهم لأنه عقوبة كما قال ظَهَرَ الْفَسٰادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِي النّٰاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فالمهدي رحمة كما كان رسول اللّٰه ص رحمة قال اللّٰه عز و جل وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ و المهدي يقفو أثره لا يخطئ فلا بد أن يكون رحمة كان

رسول اللّٰه ص يقول لما جرح اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون يعتذر لربه عنهم و لما علم أنه بشر و أن أحكام البشرية قد تغلب عليه في أوقات دعا ربه فقال اللهم إنك تعلم أني بشر أرضى كما يرضى البشر و أغضب كما يغضب البشر يعني أغضب عليهم و أرضى لنفسي اللهم من دعوت عليه فاجعل دعائي عليه رحمة له و رضوانا فهذه تسعة أمور لم تصح لإمام من أئمة الدين خلفاء اللّٰه و رسوله بمجموعها إلى يوم القيامة إلا لهذا الإمام المهدي كما أنه ما نص رسول اللّٰه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست