responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 235

صحبه تجلى الحق فما من حضرة يدخلها من الحضرات لها حكم إلا و يرى الحق قد تحول بحكم تلك الحضرة و العبد قد ضبط منه أو لا ما ضبط فيعلم أنه قد تحول في أمر آخر فلا يجهله بعد ذلك أبدا و لا ينحجب عنه فإن اللّٰه ما تجلى لأحد فانحجب عنه بعد ذلك فإنه غير ممكن أصلا فإذا نزل العبد إلى عالم خياله و قد عرف الأمور على ما هي عليه مشاهدة و قد كان قبل ذلك عرفها علما و إيمانا رأى الحق في حضرة الخيال صورة جسدية فلم ينكره و أنكره العابر و الأجانب ثم نزل من عالم الخيال إلى عالم الحس و المحسوس فنزل الحق معه لنزوله فإنه لا يفارقه فيشاهده صورة كل ما شاهده من العالم لا يخص به صورة دون صورة من الأجسام و الأعراض و يراه عين نفسه و يعلم أنه ما هو عين نفسه و لا عين العالم و لا يحار في ذلك لما حصل له من التحقيق بصحبة الحق في نزوله معه من المقام الذي يستحقه و لا عالم وراءه يتحول في كل حضرة بحسب حكمها و هذا مشهد عزيز ما رأيت من يقول به من غير شهود إلا في عالم الأجسام و الأجساد و سبب ذلك عدم الصحبة مع الحق لما نزل من المقام الذي يستحقه فكان القائلون به في عالم الأجسام و الأجساد مقلدين و يعرف ذلك من كونه لا يصحبهم ذلك و تتوالى الغفلات عليهم فإذا حضروا بنفوسهم حينئذ يقولون بذلك و صاحب الذوق لا غفلة عنده عن ذلك جملة واحدة فإنه معلوم عنده و الغفلة إنما تكون عن شيء دون شيء لا تعم فكل ما يبقى من الأمور غير مشهود لصاحب الغفلة فإن صاحب الذوق يشهد الحق فيه فما بقي له مشهود في حال غفلته و من ليس له هذا المقام ذوقا يغفل عن الحق بالأشياء حتى يستحضره في أوقات ما فهذا هو الفارق بين أصحاب الذوق و بين غيرهم فلا تغالط نفسك و ما رأيت واحدا من أهل هذا المقام ذوقا إلا أنه أخبرتني أهلي مريم بنت محمد بن عبدون أنها أبصرت واحدا وصفت لي حاله فعلمت أنه من أهل هذا الشهود إلا أنها ذكرت عنه أحوالا تدل على عدم قوته فيه و ضعفه مع تحققه بهذا الحال وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

و أما الطلسم الثالث و هو طلسم العادات

الحاكمة على النفوس الناطقة لما حصل لها من الألفة بها و توقف المنافع و المصالح عليها دائما لا يرتفع فإذا أراد من أراد أن يرتفع عن حكم هذا الطلسم إذ علم أنه لا يرتفع فإن الأسباب المألوفة هي أوضاع إلهية لا يمكن رفعها و لا دفعها يرجع هذا الشخص إلى النظر في وجهه الخاص به الذي لا أثر للسبب فيه و هو خفي جدا فيعمد إلى بابه فيفتحه و يكثر العكوف عليه و يحس بالأسباب تجذبه عنه ليأخذ منها ما بيدها من الأمانات له فلا يفعل و لا يقبل ما تأتيه به فإذا جاءه خاطر أن ذلك سوء أدب مع اللّٰه فخذ ما أعطاك وَ كُنْ مِنَ الشّٰاكِرِينَ و إن هذه الأسباب لا يمكن رفعها فلا تبطل حكمة اللّٰه في حقك فتكون من الجاهلين فلا يصغ إلى هذا العتب و لا إلى هذا المعلم فإنه خاطر نفسي ما هو خاطر إلهي و ليثبت على اعتكافه بالباب الخاص و ليقل لذلك المعلم إن اللّٰه قد نهى أن تؤتى البيوت من ظهورها فلو كنت من اللّٰه لأتيت البيوت من أبوابها و أنا بيت لا يزيده على هذا فإذا أراده الحق لذلك المقام أدخل عليه ذلك السبب بما عنده من الأمانة له على باب ذلك الوجه الخاص الذي قد واجهه هذا العبد و اعتكف عليه و ذلك هو باب بيته فإذا أعطاه ذلك السبب ما أعطاه قبله منه لأنه ما جاءه إلا من باب الوجه الذي يطلب الأمر منه و قد أتى البيت هذا السبب من بابه و هذا هو المسمى خرق العوائد في العوائد فإن العالم لا يشهدون صاحب هذا المقام إلا آخذا من الأسباب فلا يفرقون بينهم و بينه فهو وحده يعرف كيف أخذ و ليس هذا المقام إلا للملامية و هم أعلى الطوائف فإنهم في خرق العادة في عين العادة و بينهم في المقام ما بين المحجوب و المشاهد و لكن لا يشعرون و أصحاب خرق العوائد الظاهرة ما لهم هذا المقام و لا شموا منه رائحة أصلا و هم الآخذون من الأسباب فإن الأسباب ما زالت عنهم و لا تزول و لكن خفيت فإنه لا بد لصاحب خرق العادة الظاهرة من حركة حسية هي سبب وجود عين ذلك المطلوب فيغرف أو يقبض بيده في الهواء فيفتحه عن مقبوض عليه من ذهب أو غيره فلم يكن إلا بسبب حركة من يده و قبض فما خرج عن سبب لكنه غير معتاد بالجملة لكن القبض معتاد و حركة اليد معتادة و تحصيل هذا الذي حصل له من غير هذا الوجه معتاد و تحصيله من هذا الوجه غير معتاد فقيل فيه إنه خرق عادة فاعلم ذلك فمن أراد رفع حكم طلسم العادات فليعمل نفسه فيما ذكرناه فلا تحكم عليه العوائد و هو في العوائد غير معروف عند العامة و الخاصة و من علوم هذا المنزل علم الإشارات و الخطاب و فيه علم الدخل بالشبه على أصحاب الأدلة و فيه علم الاسم الذي توجه على الخلق بالإيجاد و التقدير و علم ما بين

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست