responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 132

على صورته و له التخلق بالمؤمن و

آخى رسول اللّٰه ص بين أصحابه بدار الخيزران و أخذ بيد علي و قال هذا أخي و قال اللّٰه تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فجعل أباهم الايمان فهم إخوة لأب واحد و قال موسى لربه حين بعثه إلى فرعون رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسٰانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هٰارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي فأتاه اللّٰه سؤله فاعلم يا ولي أن المقام الجامع للأسماء الإلهية التي لها التأثير في الممكنات أخ صحيح الأخوة شقيق للمقام الجامع لاستعدادات القوابل الممكنات و هما إخوان لأب واحد يشد كل واحد منهما آزر صاحبه و لكن الأسماء هي الطالبة للاستعدادات أن يشد اللّٰه بها أزرها فافهم فإن هذا من علم الأسرار التي مقامها بين الستر و الكشف و هو من أصعب العلوم في التصور حيث لا يصح نفوذ الاقتدار إلا باتفاق في الأخوين لا بأحدهما و بهما ظهرت أعيان الممكنات و حصلت في الوجود معرفة الكائنات بالله و وصل بوجود هذه المعرفة المحدثة الحق سبحانه إلى عين مطلوبه فإنه ما أوجد العالم إلا ليعرفه العالم و العالم محدث و لا يقوم به إلا محدث فقامت به المعرفة بالله إما بتعريف اللّٰه و إما بالقوة التي خلق فيه التي بها يصل إلى معرفة اللّٰه من وجه خاص لا غير فمن نزهة بهذه القوة فقد عرفه و كفر من شبهه و من شبهه بهذه القوة فقد عرفه و جهل من نزهة بل كفره و من عرفه بالتعريف الإلهي جمع بين التنزيه و التشبيه فنزهه في موطن التنزيه و شبهه في موطن التشبيه و كل صنف من هذه الأصناف صاحب معرفة بالله فما جهله أحد من خلق اللّٰه لأنه ما خلقهم إلا ليعرفوه فإذا لم يتعرف إليهم بهذه القوة الموصلة التي هي الفكر أو بالتعريف الإنبائي لم يعرفوه فلم يقع منه في العالم ما خلق العالم له و لنا في هذا المقام الذي عم المعتقدات نظم و هو هذا

عقد الخلائق في الإله عقائدا و أنا شهدت جميع ما اعتقدوه
لما بدا صور الهم متحولا قالوا بما شهدوا و ما جحدوه
ذاك الذي أجنى عليهم خلفهم بجميع ما قالوه و اعتقدوه
إن أفردوه عن الشريك فقد نحوا في ملكه ربا كما شهدوه
قد أعذر الشرع الموحد وحده و المشركون شقوا و إن عبدوه
و كذاك أهل الشك أخسر منهم و الجاحدون وجود من وجدوه
و القائلون بنفيه أيضا شقوا مثل الثلاثة حين لم يجدوه
أجنى عليهم من تأله حين ما أهل السعادة بالهدى عبدوه
لو وافق الأقوام إذ أغواهم و تنزهوا عن غيه طردوه
فالعارف الكامل يعرفه في كل صورة يتجلى بها و في كل صورة ينزل فيها و غير العارف لا يعرفه إلا في صورة معتقده و ينكره إذا تجلى له في غيرها كما لم يزل يربط نفسه على اعتقاده فيه و ينكر اعتقاد غيره و هذا من أشكل الأمور في العلم الإلهي اختلاف الصور لما ذا يرجع هل إليه في نفسه و هو الذي وقع به الإنباء الإلهي و أحاله الدليل العقلي الذي أعطته القوة المفكرة فإذا كان الأمر على ما أعطاه الإنباء الإلهي فما رأى أحد إلا اللّٰه فهو المرئي عينه في الصور المختلفة و هو عين كل صورة و إن رجع اختلاف الصور لاختلاف المعتقدات و كانت تلك الصور مثل المعتقدات لا عين المطلوب فما رأى أحد إلا اعتقاده سواء عرفه في كل صورة فإنه اعتقد فيه قبول التجلي و الظهور للمتجلي له في كل صورة أو عرفه في صورة مقيدة ليس غيرها فمثل هذا العلم لا يعلم إلا بأخبار إلهي و قرينة حال فأما الإخبار الإلهي

فقول رسول اللّٰه ص إنه الذي يتحول في الصور في الحديث الصحيح و قرينة الحال كونه ما خلق الخلق إلا ليعرفوه فلا بد أن يعرفوه إما كشفا أو عقلا أو تقليدا لصاحب كشف أو عقل و الرؤية تابعة للمعرفة فكما تعلقت به المعرفة فكان معروفا تعلقت به الرؤية فكان مرئيا فإن قال منكر الأمرين الذي لا يقول بالوصول إلى معرفته و لا إلى رؤيته و إنما العلم به معرفة الناظر في ذلك بأنه يعجز عن معرفته فيعلم عند ذلك أن من هو بهذه المثابة هو اللّٰه فقد حصل العلم به إجمالا في عين الجهل به و العجز و هو قول بعضهم العجز عن درك الإدراك إدراك فهذا القدر هو المسمى معرفة بالله و صاحب

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست