responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 126

«فصل»

ثم اعلم أن الأحد لا يكون عنه شيء البتة و إن أول الأعداد إنما هو الاثنان و لا يكون عن الاثنين شيء أصلا ما لم يكن ثالث يزوجهما و يربط بعضهما ببعض و يكون هو الجامع لهما فحينئذ يتكون عنهما ما يتكون بحسب ما يكون هذان الاثنان عليه إما أن يكونا من الأسماء الإلهية و إما من الأكوان المعنوية أو المحسوسة أي شيء كان فلا بد أن يكون الأمر على ما ذكرناه و هذا هو حكم الاسم الفرد فالثلاثة أول الأفراد و عن هذا الاسم ظهر ما ظهر من أعيان الممكنات فما وجد ممكن من واحد و إنما وجد من جمع و أقل الجمع ثلاثة و هو الفرد فافتقر كل ممكن إلى الاسم الفرد ثم إنه لما كان الاسم الفرد مثلث الحكم أعطى في الممكن الذي يوجده ثلاثة أمور لا بد أن يعتبرها و حينئذ يوجده و لما كان الغاية في المجموع الثلاثة التي هي أول الأفراد و هو أقل الجمع و حصل بها المقصود و الغني عن إضافة رابع إليها كان غاية قوة المشرك الثلاثة فقال إن اللّٰه ثالث ثلاثة و لم يزد على ذلك و ما حكى عن مشرك بالله أنه قال فيه غير ثالث ثلاثة ما جاء رابع أربعة و لا ثامن ثمانية و هكذا ظهرت في البسملة ثلاثة أسماء لما كان من أعطى التكوين يقول بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ و التكوين الإلهي عن قول كُنْ و هو ثلاثة أحرف كاف و واو و نون الواو بين الكاف و النون لا ظهور لها لأمر عارض أعطاه سكون النون و سكون الواو إلا أنه للنون سكون أمر فانظر سريان الفردية الأولية كيف ظهر في بروز الأعيان و اعتبر فيما يتكون عنه ثلاثة أمورا جعلها حقوقا فمن أحضر من العابدين المنشئين صور أعمالهم و عباداتهم هذه الحقوق عند إرادتهم إنشاءها و أعطى كل ذي حق حقه في هذه النشآت كان أتم و أعلى درجة عند اللّٰه ممن لم يقصد ما قصده و الصورة المنشأة فيها ثلاثة حقوق يقصدها الموجد الفرد الحق الواحد لله و هو ما يستحقه منها من التنزيه أو التسبيح بحمده و حق النفس الصورة من الاسم الفرد و هو إيجادها بعد أن لم تكن لتتميز في حضرة الوجود و تنصبغ به و تلحق بما هو صفة لخالقها و موجدها و هو اللّٰه و هذه الدرجة الأولى من درجات التشبه به للظهور في الوجود و الانصباغ به و الحق الثالث ما للغير في وجودها من المصلحة فتعطيه تلك النشأة حق ذلك الغير منها و هو مقصود لموجدها و ذلك الغير صنفان الصنف الواحد الأسماء الإلهية فتظهر آثارها المتوقف ظهور تلك الآثار على وجود هذه العين و الصنف الآخر ما فيها من حقوق الممكنات التي لا تكون لها إلا بوجود هذه الصورة المنشأة فيقصد المنشئ لها في حين الإنشاء هذه الأمور كلها فيكون الثناء الإلهي على هذا العابد بحسب ما أحضر من ذلك و ما قصد فمنهم من يجمع هذا كله في صورة عبادته و صورة عمله فيسري التثليث في جميع الأمور لوجوده في الأصل و لهذا قال فيمن قال بالتثليث إنه كافر فقال لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قٰالُوا إِنَّ اللّٰهَ ثٰالِثُ ثَلاٰثَةٍ و ما سماه مشركا فإنه ستر ما كان ينبغي له إذ قال به أن يبين صورته و لو أبان صورته لقال هذا الذي قلناه و تبين للسامع الحق في ذلك فلما ستر هذا البيان سماه كافرا لأنه مٰا مِنْ إِلٰهٍ إِلاّٰ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ و إن كانت له أحكام مختلفة و لا بد منها فلو لم يستر هذا الكافر و أبان لقال ما هو الأمر عليه و أما من يدعي أن الآلهة ثلاثة فذلك مشرك جاهل و نعوذ بالله أن يكون عاقل من المشركين فالعدد أحكام الواحد و قد جاء العدد في الأسماء الحسنى و جاء قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا من حيث دلالته على عين المسمى فَلَهُ أي لذلك المسمى اَلْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ التي اللّٰه و الرحمن منها من حيث ما هي أسماء لكن الأفهام قاصرة عن إدراك ما يريده اللّٰه في خطابه بأي لسان كان فهذا بعض ما في هذا المنزل قد ذكرناه فلنذكر ما يحوي عليه من العلوم النافعة على طريق الذكرى فَإِنَّ الذِّكْرىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ فنقول وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ و يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ فمن ذلك علم أسماء التكوين و علم حروف التكوين و علم الأرواح المفرقة لا الجامعة و علم الأمور الحاملة للأشياء ما يقصد بحملها و لمن تنتهي بالحمل إليه و علم السعايات ما نهايتها و ما المقصود بها من السعاة هل لنيل ما ليس عندهم أو لإيصال ما عندهم لمن يطلبه إما بذاته الذي هو الطلب الذاتي و إما بسؤال منه في ذلك فيعطيه هذا الساعي بتيسير و بريحة من سعيه إليه و كده و مشقته و علم تفاصيل الأمور و لما ذا ترجع تفاصيلها و تقسيمها هل إلى الأصل و هو الأسماء الإلهية أو للقوابل و هي أعيان الممكنات أو للمجموع أي أمر كان من الأمور التي يطلبها التفصيل و التقسيم و علم الجزاء و صدق الوعد دون الوعيد و علم مدارج الملائكة و الأرواح المفارقة المحمولة في الصور الجسدية و علم الخلاف من علم الاتفاق و فيما ذا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست