responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 93

عمل بها من حيث عقله و من عمل بها من حيث عقله قد لا يعمل بها من حيث شرعه فالعامل بها من حيث عقله ينسبها إلى هياكل منورة أو عقول مجردة عن المواد لا بد من ذلك و العامل بها من حيث شرعه ينسبها إلى اللّٰه سبحانه و ينسبها من حيث آثارها و ما تنظر إليه لوضع الوسائط بينك و بينها إلى الهياكل النورية و العقول المجردة عن المواد و أما العامة فلا يعرفونها إلا لله خاصة أو للأسباب القريبة المعتادة المحسوسة خاصة لا يعلمون غير هذا

[الوقوف مع الرب على قدم العبودية المحضة]

و ما رأيت و لا سمعت عن أحد من المقربين أنه وقف مع ربه على قدم العبودة المحضة فالملأ الأعلى يقول أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا و المصطفون من البشر يقولون رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا و يقولون رَبِّ لاٰ تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكٰافِرِينَ دَيّٰاراً و

يقولون إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض من بعد اليوم و هذا كله لغلب الغيرة عليهم و استعجال لكون الإنسان خلق عجولا : فهي حركة طبيعية أظهرت حكمها في الوقت فانحجب عن صاحبها من العبودة بقدر استصحاب مثل هذا الحكم لصاحبها

[نور العبودية على السواء من نور الربوبية]

و كل ما كان يقدح في مقام ما و يرمي به ذلك المقام فإن صاحب ذلك المقام لم يتصف في تلك الحال بالكمال الذي يستحقه و إن كان من الكمل فنور العبودية على السواء من نور الربوبية فإنه من أثره و على قدر ما يقدح في العبودية يقدح في الربوبية و إن كان مثل هذا القدح لا يقدح و لا يؤثر في السعادة الطبيعية و لكن يؤثر في السعادة العلمية و أعم الدرجات في ذلك درجتان درجة العجلة التي خلق الإنسان عليها و درجة الغفلة التي جبل الإنسان عليها و لو لا إن الملأ الأعلى له جزء في الطبيعة و مدخل من حيث هيكله النوري ما وصفهم الحق بالخصام في قوله مٰا كٰانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ و لا يختصم الملأ الأعلى إلا من حيث المظهر الطبيعي الذي يظهر فيه كظهور جبريل في صورة دحية و كذلك ظهورهم في الهياكل النورية المادية و هي هذه الأنوار التي تدركها الحواس فإنها لا تدركها إلا في مواد طبيعية عنصرية و أما إذا تجردت عن هذه الهياكل فلا خصام و لا نزاع إذ لا تركيب و مهما قلت اثنان كان وقوع الخصام لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلاَّ اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا

[الوحدة من جميع الوجوه هي الكمال الذي لا يقبل النقص و لا الزيادة]

فالوحدة من جميع الوجوه هو الكمال الذي لا يقبل النقص و لا الزيادة فانظر من حيث هي لا من حيث الموحد بها فإن كانت عين الموحد بها فهي نفسها و إن لم تكن عين الموحد بها فهو تركيب فما هو مقصودنا و لا مطلب الرجال و لهذا اختلفت أحكام الأسماء الإلهية من حيث هي أسماء فأين المنتقم و الشديد العقاب و القاهر من الرحيم و الغافر و اللطيف فالمنتقم يطلب وقوع الانتقام من المنتقم منه و الرحيم يطلب رفع الانتقام عنه و كل ينظر في الشيء بحسب حكم حقيقته فلا بد من المنازعة لظهور السلطان فمن نظر إلى الأسماء الإلهية قال بالنزاع الإلهي و لهذا قال تعالى لنبيه وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فأمره بالجدال الذي تطلبه الأسماء الإلهية و هو قوله بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ كما

ورد في الإحسان أن تعبد اللّٰه كأنك تراه فإذا جادل بالإحسان جادل كأنه يرى ربه و لا يرى ربه مجادلا إلا إذا رآه من حيث ما تطلبه الأسماء الإلهية من التضاد فاعلم ذلك

[حجابا الغفلة و العجلة]

و ما منعني من تحصيل هذا المقام إلا الغفلة لا غير فليس بيني و بينه أ الغفلة و هو حجاب لا يرفع و أما حجاب العجلة فأرجو بحمد اللّٰه أنه قد ارتفع عني و أما حجاب الغفلة فمن المحال رفعه دائما مع وجود التركيب حيث كان في المعاني أو في الأجسام و لو ارتفع هذا الحجاب لبطل سر الربوبية في حق هذا الشخص و هو الذي أشار إليه سهل بن عبد اللّٰه أو من كان يقوله إن للربوبية سرا لو ظهر لبطلت الربوبية لكنه ممكن الحصول بالنظر إلى نفسه و لكن لا أدري هل تقتضي الذات تحصيله و ظهوره في الوجود أم لا غير أني أعلم أنه ما وقع و مع هذا فلا أقطع يأسي من تحصيله مع علمي باستحالة ذلك و ينبغي للناصح نفسه أن يقارب هذا المقام جهد الاستطاعة و أما القائلون بالتشبه بالحضرة الإلهية جهد الطاقة و هو التخلق بالأسماء إنه عين المطلوب و الكمال فهو صحيح في باب السلوك لا في عين الحصول و أما في عين الحصول فلا تشبه بل هو عين الحق و الشيء لا يشبه نفسه فأعلى المظاهر مظاهر الجمع و هو عين التفريق

(السؤال السابع و الثمانون)ما يقتضي الحق من الموحدين

الجواب أن لا مزاحمة

[هو الظاهر من حيث المظاهر و هو الباطن من حيث الهوية]

و ذلك أن اللّٰه لما تسمى بالظاهر و الباطن نفى المزاحمة إذ الظاهر لا يزاحم الباطن و الباطن لا يزاحم الظاهر و إنما المزاحمة أن يكون ظاهران أو باطنان فهو الظاهر من حيث المظاهر و هو الباطن من حيث الهوية فالمظاهر متعددة من حيث أعيانها لا من حيث

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست