responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 92

نور أعني الكتاب فقال عز من قائل هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاٰمُ الْمُؤْمِنُ إلا إن المؤمن هنا له وجهان معطي الأمان و مصدق الصادقين من عباده عند من لم يثبت صدقهم عنده و لهذا قال تعالى حكاية عما يقوله الصادق يوم القيامة لربه قٰالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ليثبت صدقي عند من أرسلتني إليهم فيما أرسلتني به فجاء بلفظ يدل على أنه وقع و هو عند العامة ما وقع فإنه يوم القيامة و ما أخبر اللّٰه إلا بالواقع

[الحضرة الإلهية متعلقها الحال الدائم]

فلا بد أن يكون ثم حضرة إلهية فيها وقوع الأشياء دائما لا تتقيد بالماضي فيقال قد وقعت و لا بالمستقبل فيقال تقع و لكن متعلقها الحال الدائم و بين القلوب و بين هذه الحضرة حجاب التقييد فإذا كوشف العبد على خلوصه من التقييد و ظهر بصورة حق في حضرة مطلقة شهد ما يقال فيه يقع واقعا و شهد ما يقال فيه واقعا فلم يزل واقعا و لا يزال واقعا فعنه تقع الحكايات الإلهية بأنه يقع مثل قوله تعالى يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ فعلق بالمستقبل و قوله عز و جل أَتىٰ أَمْرُ اللّٰهِ فأتى بالماضي و كلا التقييدين يدل على العدم

[الحال له الوجود و العدم لا يقع فيه شهود]

و الحال له الوجود و العدم لا يقع فيه شهود و لا تمييز فلا بد أن يكون المخبر عنه بأنه كان كذا أو يكون كذا له حالة وجودية في حضرة إلهية عنها تقع الإخبارات و الواقف فيها يسمى صديقا و هي بنفسها الصديقية و لها اطلاع من خلف حجاب هذا الهيكل المظلم في حق شخص و الهيكل المنور في حق شخص فإن وجدت عينا مفتوحة سليمة من الصدع أبصرت هذه العين بهذا النور من هذه الحضرة صدق المخبرين كانوا من كانوا فيسمون صديقين بذلك و تسمى هذه الحالة صديقية و للملإ الأعلى منها شرب و للرسل فيها شرب و للأنبياء فيها شرب و للأولياء فيها شرب و للمؤمنين فيها شرب و لغير المؤمنين من جميع أهل النحل و الملل شرب فيسعد بها قوم و يشقى بها قوم لشروط تتعلق بها و لوازم بها يقال مؤمن و كافر و مشرك و موحد و معطل و مثبت و مقر و جاحد و صادق و كاذب فقد عمت الصديقية جميع الهياكل المنورة و المظلمة و النورية و النارية و الطبيعية العنصرية و لا يشعر بها إلا الأكابر من الرجال و هم العارفون بسريانها في الموجودات

[الخروج عن حضرة الصديقية و السمو إلى ذروة المعاينة]

فإذا نظرت أرباب هذه الهياكل أنفسها مجردة عن هياكلها خرجت عن حضرة الصديقية و كانت من أهل المعاينة فصارت ترى من بعد ما كانت كأنها ترى فالحق سبحانه من كونه مؤمنا له حضرة الصديقية فبها يصدق الحق عباده المؤمنين بقوله وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ فصدقهم في كونهم ما عبدوا سواه في الهياكل المسماة شركاء قال تعالى قُلْ سَمُّوهُمْ و قال إِنْ هِيَ إِلاّٰ أَسْمٰاءٌ سَمَّيْتُمُوهٰا و بهذا يصدق العباد في الأخبار كلها من غير توقف فلها حكم في الطرفين فإن في هذا الذي قلناه آية لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ما فيه آية لقوم يتفكرون و لا لقوم يعلمون على الإطلاق إلا إن أراد بيعلمون يعقلون فالصديقية مستندها من الأسماء الإلهية المؤمن و كذلك أثرها في المخلوقات الايمان و كذلك أسماؤهم المؤمنون الصديقون لهم النور لصدقهم إذ لو لا النور لما عاينوا صدق المخبر و صدق الخبر من خلف حجاب هذا الهيكل ف‌ طُوبىٰ لَهُمْ ثم طوبى وَ حُسْنُ مَآبٍ انتهى الجزء السادس و الثمانون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(السؤال السادس و الثمانون)على كم سهم ثبتت العبودية

الجواب على تسعة و تسعين سهما على عدد الأسماء الإلهية التي من أحصاها دخل الجنة لكل اسم إلهي عبودية تخصه بها يتعبد له من يتعبد من المخلوقين و لهذا لا يعلم هذه الأسماء الإلهية إلا ولي ثابت الولاية فإن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ما ثبت عندنا أنه عينها و قد يحصيها بعض الناس و لا يعلم أنها هي التي ورد فيها النص كما يكون وليا و لا يعلم أنه ولي و من رجال اللّٰه من عرفهم اللّٰه بها من أجل ما يطلبه كل اسم منها من عبودية هذا العبد فيعين له هذا الولي العارف من العبودية بحسب الاسم الذي له الحكم عليه في وقته

[إحصاء الأسماء الإلهية و دخول الجنة المعنوية و الحسية]

فمن أحصى هذه الأسماء الإلهية دخل الجنة المعنوية و الحسية فأما المعنوية فبما ذا تطلبه هذه الأسماء من العلم بالعبودية التي تليق بها و أما الحسية فبما ذا تطلبه هذه الأسماء من الأعمال التي تطلبه من العباد فلا بد من تمييزها و كيف يعرف اسم لعبودية من لا يعلم من اللّٰه ما يطلبه منه فبهذا النظر يكون للعبودية سهام و يكون عددها ما ذكرناه

[العاملون بالعبودية رجلان]

و العاملون بهذه العبودية رجلان رجل يعمل بها من حيث شرعه و من عمل بها من حيث شرعه فقد عمل بها من حيث عقله و رجل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست