responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 91

هنا أنبياء الأولياء أهل النبوة العامة فيكون قد صرح بهذا القول إن اللّٰه قد أعطاه ما لم يعطهم فإن اللّٰه قد جعلهم فاضلا و مفضولا فمثل هذا لا ينكر

(السؤال الرابع و الثمانون)كم أجزاء الصديقية

الجواب بضع و سبعون جزءا على عدد شعب الايمان الذي يجب على الصديق التصديق بها

[الصديقية للأتباع و الأنبياء أصحاب الشرائع صديقون]

و ليست الصديقية إلا للاتباع و الأنبياء أصحاب الشرائع صديقون بخلاف أنبياء الأولياء الذين كانوا في الفترات و إنما كانت الأنبياء أصحاب الشرائع صديقين لأن أهل هذا المقام لا يأخذون التشريع إلا عن الروح الذي ينزل بها على قلوبهم و هو تنزيل خبري لا تنزيل علمي فلا يتلقونه إلا بصفة الايمان و لا يكشفونه إلا بنوره فهم صديقون للأرواح التي تنزل عليهم بذلك و كذلك كل من يتلقى عن اللّٰه ما يتلقاه من كون الحق في ذلك الإلقاء مخبرا فإنما يتلقاه من جانب الايمان و نوره لا من التجلي فإن التجلي ما يعطي الايمان بما يعطيه و إنما يعطي ذلك بنور العقل لا من حيث هو مؤمن

[أجزاء الصديقية محصورة و غير محصورة]

فأجزاء الصديقية على ما ذكرناه لا تنحصر فإنه ما يعلم ما يعطي اللّٰه في إخباراته لمن أخبرهم فأجزاء الصديقة المحصورة هو ما وردت به الأخبار الإلهية بأن اعتقاد ذلك الخبر قربة إلى اللّٰه على التعيين و هي متعلقة بالاسم الصادق لا بد من ذلك فيتصور هنا من أصول طريق اللّٰه و أنه ما ثم إلا صادق فإنه ما ثم مخبر إلا اللّٰه فينبغي أن لا يكذب بشيء من الأخبار

[الصديق من لا يكذب بشيء من الأخبار]

قلنا الصديق من لا يكذب بشيء من الأخبار إذا تلقى ذلك من الصادق و لكن الصديق إن كان من العلم بالله بحيث أن يعلم أنه ما ثم مخبر إلا اللّٰه فيلزمه التصديق بكل خبر على حسب ما أخبر به المخبر فإذا أخبر الصادق الحق بأن قوما كذبوا في أمر أخبروا به صدق اللّٰه في خبره أنهم كذبوا في كل ما أخبر به أنهم كذبوا فيه و إن الكذب هي صفة بالنسبة إليهم لا بالنسبة إلى الخبر فإن الخبر إذا نسبته إلى الصادق كان صدقا و إذا نسبته إلى الكاذب فيه كان كذبا و إذا نسبته إلى الكاذب لا فيه كان محتملا و الذي يرى أن المخبر هو اللّٰه الصادق فإن ذلك الخبر في ذلك الحال هو صدق و المؤمن به صديق ثم أخبر الصادق الحق أن ذلك الخبر الذي نسبته إلي بأنه صدق أنسبه إلى الذي ظهر على لسانه نسبة كذب فاعتقد أنه كذب فيعتقد فيه أنه بالنسبة إلى ذلك الشخص لكونه محلا لظهور عين هذا الخبر كذب لأن مدلوله العدم لا الوجود فالصدق أمر وجودي و الكذب أمر عدمي

[صورة الصدق في الكذب]

و صورة الصدق في الكذب إن المخبر الكاذب ما أخبر إلا بأمر وجودي صحيح العين في تخيله إذ لو لم يتخيله لحصول المعنى عنده لما صح أن يخبر عنه بما أخبر فهو صادق في خبره ذلك و المؤمن به صديق ثم أخبر الحق عن ذلك الخبر أنه بالنسبة إلى الحس كذب و ما تعرض إلى الخيال كما لم يتعرض المخبر في خبره ذلك إلى الحس و إنما السامع ليس له في أول سماعه الأخبار إلا أول مرتبة و هي الحس ثم بعد ذلك يرتقي في درجات القوي فاعتقد بعد هذا بأخبار الحق عنه أن ذلك كذب في الحس إنه كذب في الحس أي ليس في الحس منه صورة من حيث الحكم الظاهر فهو صديق للخبر الحق فما للوجود كذب و لا في العدم صدق فإن الصدق أصله الصادق و هو الوجود المحض الذي لا نسبة للعدم إليه و الكذب هو العدم المحض الذي لا نسبة للوجود إليه و أما الكذب النسبي بالنظر إلى الخيال يكون صدقا و بالنظر إلى الظاهر على شرط مخصوص يكون كذبا فالصديق يتعلق به من حيث نسبته إلى ما هو موجود به و العامة تتعلق به من حيث أنه لا وجود له في المرتبة التي يطلبها فيه من يكذبه فاعلم ذلك

[الصفة التي بها تحصل الصديقية للصديق]

فإن شئت قلت بعد هذا إن للصديقية أجزاء منحصرة و إن شئت قلت لا تدخل تحت الجصر أجزاؤها و إن أردت بأجزاء الصديقية الصفة التي بها تحصل الصديقية للصديق فهذا سؤال آخر يمكن أن يسأل عنه فالجواب عن مثل هذا الوجه أن من أجزائها سلامة العقل و الفكر الصحيح و الخيال الصحيح و الايمان بصدق المخبر و إن أحاله العقل الذي ليس بسليم عند أهل هذه الصفة و القول باستحالات الإمكان في الأعيان الممكنات بالنظر إلى ما تقتضيه ذات الواجب الوجود لذاته أو إلى سبق العلم منه عند من يقول بذلك فإذا كان بهذه المثابة حصلت له الصديقية و يكون هذا المجموع أجزاءها لأنها ليست بزائدة على عين المجموع و هذا هو النور الأخضر

(السؤال الخامس و الثمانون)ما الصديقية

الجواب نور أخضر بين نورين يحصل بذلك النور شهود عين ما جاء به المخبر من خلف حجاب الغيب بنور الكرم

[المؤمن هو معطى الأمان و مصدق الصادقين]

و ذلك أن اسم اللّٰه المؤمن الذي تسمى اللّٰه لنا به في كتابه من حيث هو

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست