responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 85

معرفتهم عن كشف إلهي فإن لهؤلاء صفا على حدة يتميزون به عن سائر الخلق

[الرؤية يوم الزيارة تابعة للاعتقاد]

و الجامع لهذا الباب أن الرؤية يوم الزيارة تابعة للاعتقادات في الدنيا فمن اعتقد في ربه ما أعطاه النظر فما أعطاه الكشف و ما أعطاه تقليد رسوله فإنه يرى ربه في صورة وجه كل اعتقاد ربط عليه إلا أنه في تقليد نبيه يراه بصورة نبيه من حيث ما أعلمه ذلك الرسول مما أوحى به إليه في معرفته بربه فلمثل هذا ثلاث تجليات بثلاثة أعين في الآن الواحد و كذلك حكم صاحب النظر وحده أو صاحب الكشف وحده أو صاحب التقليد وحده

[الأولياء الذين لا يحكم عليهم مقام]

فتتميز مراتب الأولياء الأتباع في الزيارة بتقديم الأنبياء عليهم و الطبقتان اللتان ليستا بأنبياء و لا أتباع فهم أولياء اللّٰه لا يحكم عليهم مقام يتميزون عن الجميع بالنسب الصحيح إلى ربهم غير أن أصحاب النظر منهم في الرتبة دون أصحاب الكشف فبين الحق و بينهم في الرؤية حجاب فكرهم كلما أرادوا أن يرفعوا ذلك الحجاب لم يستطيعوا كاتباع الأنبياء كلما هموا برفع حجب الأنبياء عنهم حتى يروه دون هذه الواسطة لم يستطيعوا ذلك فلا تكون الرؤية الخالصة من الشوب إلا للأنبياء الرسل أهل الشرائع و لأهل الكشف خاصة و من حصل له هذا المقام مع كونه تابعا أو صاحب نظر جمع له على قدر ما عنده و لو كان على ألف طريق

[العلم الإلهي الواسع]

و أما الرجال الذين صوبوا اعتقاد كل معتقد بما وصله إليه و علمه و قرره فإنه يوم الزيارة يرى ربه بعين كل اعتقاد فالناصح نفسه ينبغي له أن يبحث في دنياه على جميع المقالات في ذلك و يعلم من أين أثبت كل واحد ذو مقالة مقالته فإذا ثبت عنده من وجهها الخاص بها الذي به صحت عنده و قال بها في حق ذلك المعتقد و لم ينكرها و لا ردها فإنه يجني ثمرتها يوم الزيارة كانت تلك العقيدة ما كانت و هذا هو العلم الإلهي الواسع

[لم يخرج عن اللّٰه نظر ناظر و لا يصح أن يخرج]

و الأصل في صحة ما ذكرناه أن كل ناظر في اللّٰه تحت حكم اسم من أسماء اللّٰه فذلك الاسم هو المتجلي له و هو المعطي له ذلك الاعتقاد بتجليه له من حيث لا يشعر و الأسماء الإلهية كلها نسبتها إلى الحق صحيحة فرؤيته في كل اعتقاد مع الاختلاف صحيحة ليس فيها من الخطاء شيء هذا يعطيه الكشف الأتم فلم يخرج عن اللّٰه نظر ناظر و لا يصح أن يخرج و إنما الناس حجبوا عن الحق بالحق لوضوح الحق فهذه الطائفة التي هي بهذه المثابة من العلم بالله صف يوم الزيارة بمعزل إذا انصرفوا من الزيارة يتخيل كل صاحب اعتقاد أنه منهم لأنه يرى صورة اعتقاده فيها كصورته فهو محبوب لجميع الطوائف من يكون بهذه الصفة و كذلك كان في الدنيا و هذا القول الذي ذكرناه لا يعرفه إلا الفحول من أهل الكشف و الوجود و أما أصحاب النظر العقلي فلا يشمون منه رائحة فاجعل بالك لما ذكرناه و اعمل عليه تعطي الألوهية حقها و تكون ممن أنصف ربه في العلم به فإن اللّٰه يتعالى أن يدخل تحت التقييد أو تضبطه صورة دون غيرها و من هنا تعرف عموم السعادة لجميع خلق اللّٰه و اتساع الرحمة التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ انتهى الجزء الخامس و الثمانون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(السؤال الثامن و الستون)ما حظوظ الأنبياء من النظر إليه

الجواب لا أدري فإني لست بنبي فذوق الأنبياء لا يعلمه سواهم إن أراد الأنبياء الذين خصهم اللّٰه بالتشريع العام و الخاص بهم فإن أراد أنبياء الأولياء فحظهم منه على قدر ما عندهم من وجوه الاعتقادات في اللّٰه فإن حصل على الجميع فحظه ما للجميع فهو في النعيم العام فيلتذ بلذة كل معتقد فما أعظمها من لذة و إن حصل على البعض فلذاته بحسب ما حصل له و إن انفرد بأمر واحد فحظه ما انفرد به من غير مزيد فافهم ما ذكرناه

(السؤال التاسع و الستون)ما حظوظ المحدثين من النظر إليه

الجواب الحجاب الأقرب فإذا شاهد ربه حصل لهم في المشاهدة من الحظ مثل ما يحصل لهم من الكلام إلا أن المحدثين يتميزون في الرؤية عن سائر الخلق بأن التجلي يتنوع عليهم في المشهد الواحد و سائر الخلق ليس لهم هذا المقام فإنه مخصوص بالمحدثين

(السؤال السبعون)ما حظوظ سائر الأولياء من النظر إليه

الجواب الأولياء على مراتب فتختلف حظوظهم باختلاف مراتبهم فولى حظه من النظر إليه لذة عقلية و ولي حظه من ذلك لذة نفسية و ولي حظه من ذلك لذة حسية و ولي حظه من ذلك لذة خيالية و ولي حظه من ذلك لذة مكيفة و ولي حظه من ذلك لذة غير مكيفة و ولي حظه من ذلك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست