responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 84

كلامه للرسل لا يعرفه إلا الرسل و لا ذوق لنا فيه و لو عرفنا به ما عرفناه و لو عرفناه لكنا رسلا مثلهم و لا حظ لنا في رسالتهم و لا في نبوتهم و كلامنا لا يكون إلا عن ذوق فالجواب عن هذا السؤال إذا أراد الرسل ترك الجواب فأردنا أن نفيد أصحابنا في أن نتكلم في كلامه تعالى للرسل الذين هم الورثة رسل رسل اللّٰه لما دعوا إلى اللّٰه على بصيرة و شرك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الدعوة إلى اللّٰه على بصيرة بينه و بين من اتبعه فاعلموا من أين نتكلم و فيمن أتكلم و عمن نبين ثم نرجع إلى ما كنا بسبيله فنقول فيقول فقد حددتموني و أنا لا حد لي فنقول هذا الذي تقول لسان العلم و أنت خاطبتنا بلسان الايمان فآمنا

فقلت من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا و من تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا فما حددناك إلا بحدك فأنت حددت نفسك بنا و حددتنا بك و إلا فمن أين لنا أن نحد ذواتنا فكيف أن نحدك و جعلت الايمان بما ذكرناه قربة إليك فهذا كلامك و لسان الايمان و نحن لا جراءة لنا على أن نقول ما قلته عن نفسك فيقول صدقتم هذا لسان الايمان

[الاقتراب إلى السعادة و إلى معرفة الذات و مشاكله]

فتقول طائفة منهم اقتربنا إلى سعادتنا فيقول سعادتكم قائمة بكم و ما برحت معكم في حال طلبكم القربة إليها فإن لم تعلموا ذلك فقد جهلتم و إن علمتموه فما صدقتم إذا فلا قربة فإن قالت طائفة إنما اعتقدنا القربة إلى معرفة ذواتنا فيقول لهم الشيء لا يجهل نفسه لكنه لا يعرف أنه يعرف نفسه لأن معرفة الشهود تحجب عن معرفة المشهود فطلبكم القربة من معرفة ما هو معروف لا يصح

[اعتقاد القربة من معرفة الحق و استحالة ذلك]

فإن قالت طائفة و لا بد أن تقول إنما اعتقدنا القربة من معرفتك فيقول لهم كيف يعرف من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فلو كان شيئا لجمعتهما الشيئية فيقع التماثل فيها إذا فلا شيئية له فليس هو شيئا و لا هو لا شيء فإن لا شيء صفة المعدوم فيماثله المعدوم في أنه لا شيء و هو لا يماثل فليس مثله شيء و ليس مثله لا شيء و من هو بهذه المثابة كيف يعرف فبطل اقترابكم إلى معرفتي فبطل أن يكونوا من المقربين فيقولون لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ فيقول أنتم رسل و حقيقة الرسول أن يكون بين مرسل و مرسل إليه و هو حامل إليهم رسالة ليعملوا بحكم ما تقتضيه تلك الرسالة فالرسول لما كانت مرتبته البينية كان أقرب من المرسل إليهم إلى الاسم الذي أرسله و كان المرسل إليهم أقرب إلى الاسم القابل لما جاء به الرسول من الرسول فالكل من المقربين فإن لم يقبلوا الرسالة كان الرسول من المقربين و كان المرسل إليهم غير متصفين بالقربة فكانوا من المبعدين

(السؤال السادس و الستون)إلى أين يأوون يوم القيامة من العرصة

الجواب إلى ساق العرش و يوم القيامة له مواطن كثيرة فالرسل يأوون يوم القيامة من العرصة في كل موطن إلى الموضع الذي يكون فيه تجلى الحكم الإلهي الذي يليق بذلك الموطن فموطن للسؤال و موطن للموازين و موطن لاخذ الكتب و موطن للصراط و موطن للحوض

[تكون الرسل في مواطن يوم القيامة بين يدي الحق كالوزغة بين يدي الملك]

فمواطن القيامة تكون الرسل فيها بين يدي الحق سبحانه كالوزغة بين يدي الملك و أقربهم منزلة من هو أدنى من قاب قوسين و هو التقاء قطري الدائرة ثم يأوون في السؤال العام إلى لا علم لنا و في السؤال الخاص بحسب ما يقتضيه ذلك السؤال من الجواب و للحق سؤال في كل عرصة من عرصات القيامة فيأوون إلى الاسم الذي يتضمن الجواب عن ذلك السؤال الخاص

(السؤال السابع و الستون)كيف مراتب الأنبياء و الأولياء يوم الزيارة

الجواب أن الناس إذا جمعهم اللّٰه يوم الزيارة في جنة عدن على كثيب المسك الأبيض نصب لهم منابر و أسرة و كراسي و مراتب

[أنبياء الشرائع و الأنبياء الاتباع]

فالأنبياء على رتبتين أنبياء شرائع و أنبياء أتباع فأنبياء الشرائع في الرتبة الثانية من الرسل و الأنبياء الأتباع في الرتبة الثالثة و الرتبة الثالثة تنقسم قسمين قسم يسمى أنبياء و قسم يسمى أولياء و الرتبة للأولياء بالاسم العام

[رؤية العلم و رؤية الإيمان]

فإذا كان يوم الزيارة فكل نبي أخذ معرفة ربه من ربه إيمانا لم يشبها بنظر فكري فإنه يشاهد ربه بعين إيمانه و الولي التابع له في إيمانه بربه يراه بمرآة نبيه فإن كان هذا الولي حصل معرفة ربه بنظره و اتخذ ذلك قربة من حيث إيمانه فله يوم الزيارة رؤيتان رؤية علم و رؤية إيمان و كذلك إن كان النبي له في معرفته بربه نظر فكري له رؤيتان رؤية علم و رؤية إيمان

[أولياء الفترات]

فإن كان الولي من أولياء الفترات و لم يحصل له في معرفته بربه من المعارف الإلهية التي جاءت بها الرسل و كانت معرفتهم بربهم إما عن نظر و إما عن تجل إلهي لقلبه أو كلاهما فمثل هؤلاء يكونون بما هم أهل نظر في مرتبة أهل النظر في الرؤية و إن كانت

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست