responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 72

أي من أجل آدم فالسجود لله من أجل آدم سجود شكر لما علمهم اللّٰه من العلم به و بما خلقه في آدم عليه السلام فعلموا ما لم يكونوا يعلمون فنال التقدمة عليهم بكونه علمهم فهو أستاذهم في هذه المسألة و بعده فما ظهرت هذه الحقيقة في أحد من البشر إلا في محمد صلى اللّٰه عليه و سلم

فقال عن نفسه إنه أوتي جوامع الكلم و هو قوله في حق آدم عليه السلام اَلْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا و كلها بمنزلة الجوامع و الكلم بمنزلة الأسماء و نال التقدمة بها و بالصورة التي خلقه اللّٰه عليها

قال عليه السلام إن اللّٰه خلق آدم على صورته بالنشأة من أجل اليدين و جعله بالخلافة على صورته و هي المنزلة فأعطته الصورتان التقدم حيث لم يكن ذلك لغيره من المخلوقات فليس فوق هذه المنزلة منزلة لمخلوق فلا بد أن يكون له التقدمة على من سواه و كذلك الأمر الذي أعطاه هذا يتقدم على جميع الأمور كلها

(السؤال السادس و الأربعون)كم عدد الأخلاق التي منحه عطاء

الجواب ثلاثمائة خلق و هي التي

ذكر النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أن لله ثلاثمائة خلق من تخلق بواحد منها دخل الجنة و لهذا قال في الثلاثمائة إنهم على قلب آدم عليه السلام يعني هذه الأخلاق التي منح اللّٰه آدم فمن كملت نشأته من بنيه قبل هذه الثلاثمائة من الخلق و من لم يكمل كمال آدم فله منها على قدر ما أعطى من الكمال فمنهم الكامل و الأكمل

[الأخلاق الإلهية خارجة عن الاكتساب]

و هذه الأخلاق خارجة عن الاكتساب لا تكتسب بعمل بل يعطيها اللّٰه اختصاصا و لا يصح التخلق بها لأنه لا أثر لها في الكون و إنما هي إعدادات بأنفسها لتجليات إلهية على عددها لا يكون شيء من تلك التجليات إلا لمن له هذه الأخلاق فناهيك من أخلاق لا نعلق لها لمن كان عليها و اتصف بها إلا بالله خاصة ليس بينها و بين المخلوقين نسب أصلا

فقول النبي صلى اللّٰه عليه و سلم من تخلق بواحد منها أراد من اتصف بشيء منها أي من قامت به

[الأخلاق على ثلاثة أقسام]

فإن الأخلاق على أقسام ثلاثة منها أخلاق لا يمكن التخلق بها إلا مع الكون كالرحيم و أخلاق يتخلق بها مع الكون و مع اللّٰه كالغفور فإنه يقتضي الستر لما يتعلق بالله من كونه غيورا و يتعلق بالكون و أخلاق لا يتخلق بها إلا مع اللّٰه خاصة و هي هذه الثلاثمائة و لها من الجنات جنة مخصوصة لا ينالها إلا أهل هذه الأخلاق و تجلياتها لا تكون لغيرها من الجنات و لكن هذه الأخلاق هي لهم كالخلوق الذي يتطيب به الإنسان فإنه وجود الريح من الطيب لا تعمل فيه للمتطيب به فإنه يقتضي تلك الريح لذاته و التخلق تعمل في تحصيل الخلق و هذا ليس كذلك فالثناء على الطيب لا على من قام به فكذلك هذا الخلق إذا رىء على عبد قد اتصف به لم يقع منه ثناء عليه أصلا و إنما يقع الثناء على الخلق خاصة فكل خلق تجده بهذه المثابة فهو من هذه الأخلاق الثلاثمائة فإن الكرم خلق من أخلاق اللّٰه و لكن إذا تخلق به العبد أثنى عليه بأنه كريم و كذلك الرحمة يقال فيه رحيم و هذه الأخلاق لا ينطلق على من اتصف بها اسم فاعل جملة واحدة لكن ينطلق عليه اسم موصوف بها و سبب ذلك لأنه لا تعلق لها بالكون إلا بحكم الاشتراك كالغفور و لا بحكم الاختصاص كالشديد العقاب و يعطيها الاسم الوهاب من عين المنة لا غير

(السؤال السابع و الأربعون)كم خزائن الأخلاق

الجواب على عدد أصناف الموجودات و أعيان أشخاصها فهي غير متناهية من حيث ما هي أشخاص و متناهية من حيث ما هي خزائن و ما سميت خزائن لكون الأخلاق مخزونة فيها اختزانا وجوديا و إنما جعلت خزائن لما تتضمنه في حكم من اتصف بها من الصفات التي لا نهاية لوجودها و هي خزائن في خزائن

[أصول خزائن الأخلاق]

و أصلها الذي ترجع إليه الجامع للكل ثلاث خزائن خزانة تحوي على ما تقتضيه الذوات من حيث ما هي ذوات و خزانة تحوي على ما تقتضيه النسب الموجبة للأسماء من حيث ما هي نسب و خزانة تحوي على ما تقتضيه الأفعال من حيث إنها أفعال لا من حيث المفعولات و لا الانفعالات و لا الفاعلية و كل خزانة من هذه الخزائن الثلاث تنفتح إلى خزائن و تلك الخزائن إلى خزائن هكذا إلى غير نهاية فهي تدخل تحت الكم بوجه و لا تدخل تحت الكم بوجه فما حصل منها في الوجود حصره الكم

(السؤال الثامن و الأربعون)إن لله مائة و سبعة عشر خلقا ما تلك الأخلاق

الجواب إن هذه الأخلاق مخصوصة بالأنبياء عليهم السلام ليس لمن دونهم فيها ذوق و لكن لمن دونهم تعريفاتها فتكون عن تلك التعريفات أذواق و مشارب لا يحصيها إلا اللّٰه علما و عددا

[الأخلاق الأربعة التي للرسل و الأنبياء و الأولياء و المؤمنين]

فمن هذه الأخلاق خلق الجمع الدال على التفريق و الجمع الذي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست