responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 674

ليسوا منها بمخرجين و يصدق

قوله تعالى سبقت رحمتي غضبي و يصدق قوله لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّٰاسِ أَجْمَعِينَ و يصدق قوله وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ و قد أظهرت أمرا في هذه المسألة لم يكن باختياري و لكن حق القول الإلهي بإظهاره فكنت فيه كالمجبور في اختياره و اللّٰه ينفع به من يشاء لا إله إلا هو و هذا القدر كاف من علم هذا المنزل وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الباب الخامس و التسعون و مائتان في معرفة منزل الأعداد المشرفة من الحضرة المحمدية)



تفجرت الأنهار من ذات أحجار و غاصت بأرضي في خزائن أسراري
فعشر من العلم اللدني ظاهر و ما كتمت منه فتسعة أعشار
تطالبني نفسي بمثنى وجودها و يطلبني و ترى المصاب بأوتار
فحصنت نفسي في مدينة سيد بناها من الماء المركب و النار
فلم ير حصن مثله في ارتفاعه تحصنت فيه خلف سبعة أسوار
مكانتها ما بين ذل و عزة يعاملني فيها على حد مقداري
إلى أن يكون النفخ في صور حسه إلى صور تخييل ببرزخ أغياري
و يبقى دوام الأمر فيه مخلدا إلى أن يكون البعث من قبر أفكاري
فأشهده علما و عينا و حالة بمشهد أنوار و مشهد أسراري
منوعة تلك المظاهر عندنا برؤية أفكار و رؤية أبصار

[علم اللوائح و هي منزلة عجيبة لا تقبل الغفلة و النسيان]

فهرست ما يتضمنه هذا المنزل من العلوم و ذلك علم اللوائح و هي مقدمات الذوق و هي منزلة عجيبة لا تقبل الغفلة و النسيان و فيه علم دخول التأنيث في العدد و هو مذكر و فيه علم المانية من أين ضلت و ما وجه الحق الذي عندها حتى قادها إلى هذا الاعتقاد و هل لها عذر مقبول في ذلك يوم القيامة أم لا و فيه علم الدخول و هو طلب الأوتار و لما ذا تطلب و لمن يرجع فضلها و هل المغصوب على نفسه بالقتل هل يرضى بذلك أم لا ولاية حكمة جعل ذلك للولي و هل إذا عفا الولي عن الدم هل يسقط حق المقتول يوم القيامة أم مثل الحوالة في الدين إذا قبلها صاحب الحق لم يبق له رجوع على الأول إن أعسر المرجوع إليه عنه بعد رضاء صاحب الدين بالحوالة و فيه علم قرار الغيب حتى لا يشهد و لما ذا يقر و فيه علم الغيب الذي يجب أن يشهد و طلبه لذلك من اللّٰه و فيه علم العقل و مرتبة صاحبه و فيه علم الاعتبار و فيه علم الانتقال في الأحوال و المقامات و فيه علم الكيفيات و الكميات و فيه علم التعالي و لما ذا يؤدي و إنه مخصوص بأهل البلادة دون الأذكياء و فيه علم الصلاح و الفساد و فيه علم ما يترتب على الأعمال سواء وقع التكليف أو لم يقع و فيه من أين أخذ علم أهل النجوم الحاكمون بها الواقفون على ما أودع اللّٰه فيها من الأحكام من العلوم الإلهية و شرفه على سائر العلوم و ذكر الحيوان الذي إذا أكل أعلاه أعطى بالخاصية لمن أكله علم النجوم و إذا أكل وسطه أعطى علم النبات و إذا أكل عجزه و هو ما يلي ذنبه أعطى علم المياه المغيبة في الأرض فيعرف إذا أتى أرضا لا ماء فيها على كم ذراع يكون الماء فيها و هذا الحيوان حية ليست بالكبيرة و لا بالصغيرة لا يوجد إلا بأحواز شلب من غرب الأندلس و كان قد وقع بها عندنا عبد اللّٰه بن عبدون كاتب أمير المسلمين فقطع رأسها و ذنبها بسكين ذي شعبتين في ضربة واحدة و قسمها ثلاث قطع و كانوا ثلاثة إخوة فأكل عبد اللّٰه أعلاها فكان في علم القضاء بالنجوم آية من غير مطالعة كتاب أو توقيف إمام و أكل أخوه عبد المجيد الوسط منها فكان آية في علم النبات و خواصه و تركيباته من غير مطالعة كتاب و لا توقيف أخبرني ولده المنجنيقي بذلك بقونية و أكل الأخ الثالث القطعة الاخيرة التي تلي الذنب منها فكان آية في استخراج المياه من جوف الأرض فسبحان من أودع أسراره في خلقه و فيه علم الفرق في خرق العوائد بين الكرامة و الاستدراج و فيه علم السبب الذي أوجب أن يحب العالم الحيواني الإنساني غير اللّٰه و سبب الحب أمران النسبة و الإحسان و النسبة إلى اللّٰه أقرب فإنه مخلوق على الصورة و الإحسان من اللّٰه فهو المنعم عليه بإيجاد عينه ثم لكل ما هو فيه فكيف يحب غيره و يفنى فيه و فيه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 674
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست