responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 67

كمية جسم النور و أكبر من فتيلة نزلت عن هذه في الصفة من النظافة و الصفاء فكان التفاوت بين الأنوار بحسب استعدادات الفتائل و مع هذا فلم ينقص من السراج الأول شيء بل هو على كماله كما كان و كل سراج من هذه السرج يضاهيه و يقول أنا مثله و بأي شيء فضل علي و أنا يؤخذ مني كما يؤخذ منه و يصول و يقول و ما يرى فضله عليه من وجه إنه الأصل و له التقدم و الثاني إنه في غير مادة و لا واسطة بينه و بين ربه و ما عداه فلم يظهر له وجود إلا به و بالمواد التي قبلت الاشتعال منه فظهرت أعيان العقول هذا كله غاب عنها بل ما لها فيه ذوق كيف يدرك من لا وجود له إلا بين أب و أم حقيقة من كان وجوده عن غير واسطة

[العقول عاجزة عن إدراك العقل الأول و خالقه]

و إذا كانت العقول تعجز عن إدراك العقل الأول التي ظهرت عنه فعجزها عن إدراك خالق العقل الأول و هو اللّٰه تعالى أعظم فإنه أول ما خلق اللّٰه العقل و هو الذي ظهرت منه هذه العقول بوساطة هذه النفوس الطبيعية فهو أول الآباء و سماه اللّٰه في كتابه العزيز الروح و أضافه إليه فقال في حق النفوس الطبيعية و حق هذا الروح و حق هذه الأرواح الجزئية التي لكل نفس طبيعية فَإِذٰا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي و هو هذا العقل الأكبر و لهذا يقال فيه العقل الغريزي معناه الذي اقتضته هذه النشأة الطبيعية باستعدادها الذي هو عبارة عن تسويتها و تعديلها لقبول هذا الأمر

[الواحد أصل كل متكثر]

و اعلم أن أصل كل متكثر الواحد فالأجسام ترجع إلى جسم واحد و الأنفس ترجع إلى نفس واحدة و العقول ترجع إلى عقل واحد و لكن لا يكون من الواحد الكثرة بمجرد أحديته بل بنسب إذا تأملت ما ذكرناه وجدته كذلك فيكون كان ذلك الواحد انقسم إلى هذه الكثرة لا أنه انقسم في نفسه إما لكونه لا يقبل القسمة كالنفوس و العقول و الأصل المرجوع إليه و إما لكونه في قوته أن تكون منه هذه الكثرة من غير أن ينقص منه من حيث جسميته كالجسوم التي يتولد عنها الحيوان بماء أو ريح فذلك الماء أو الريح ليس هو من حد هذا الجسم الذي تكون عنه ما تكون

(السؤال الأربعون)ما صفة آدم عليه السلام

الجواب إن شئت صفته الحضرة الإلهية و إن شئت مجموع الأسماء الإلهية و إن شئت

قول النبي صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه خلق آدم على صورته فهذه صفته فإنه لما جمع له في خلقه بين يديه علمنا أنه قد أعطاه صفة الكمال فخلقه كاملا جامعا و لهذا قبل الأسماء كلها فإنه مجموع العالم من حيث حقائقه فهو عالم مستقل و ما عداه فإنه جزء من العالم

[نسبة الإنسان إلى الحق في الدنيا و في الآخرة]

و نسبة الإنسان إلى الحق من جهة باطنه أكمل في هذه الدار الدنيا و أما في النشأة الآخرة فإن نسبته إلى الحق من جهة الظاهر و الباطن و أما الملك فإن نسبته من جهة الظاهر إلى الحق أتم و لا باطن للملك و لكن إلى الحق من حيث هو مسمى اللّٰه لا من حيث ذاته فإنه من حيث ذاته هو لذاته و من حيث مسمى اللّٰه يطلب العالم فكان العالم لم يعلم من الحق سوى المرتبة و هي كونه ألها ربا و لهذا لا كلام له فيه إلا في هذه النسب و الإضافات

[حكم الظاهر على الإنسان]

و سمي بآدم لحكم ظاهره عليه فإنه ما عرف منه سوى ظاهره كما أنه ما عرف من الحق سوى الاسم الظاهر و هو المرتبة الإلهية فالذات مجهولة و كذلك كان آدم عند العالم من الملائكة فمن دونهم مجهول الباطن و إنما حكموا عليه بالفساد أي بالإفساد من ظاهر نشأته لما رأوها قامت من طبائع مختلفة متضادة متنافرة فعلموا أنه لا بد أن يظهر أثر هذه الأصول على من هو على هذه النشأة فلو علموا باطنه و هو حقيقة ما خلقه اللّٰه عليه من الصورة لرأوا الملائكة جزءا من خلقه فجهلوا أسماءه الإلهية التي نالها بهذه الجمعية لما كشف له عنه فأبصر ذاته فعلم مستنده في كل شيء و من كل شيء

[الإنسان للعالم كالروح من الجسد]

فالعالم كله تفصيل آدم و آدم هو الكتاب الجامع فهو للعالم كالروح من الجسد فالإنسان روح العالم و العالم الجسد فبالمجموع يكون العالم كله هو الإنسان الكبير و الإنسان فيه و إذا نظرت في العالم وحده دون الإنسان وجدته كالجسم المسوي بغير روح و كمال العالم بالإنسان مثل كمال الجسد بالروح و الإنسان منفوخ في جسم العالم فهو المقصود من العالم و اتخذ اللّٰه الملائكة رسلا إليه و لهذا سماهم ملائكة أي رسلا من المالكة و هي الرسالة فإن أخذت الشرف بكمال الصورة قلت الإنسان أكمل و إن أخذت الشرف بالعلم بالله من جانب الحق لا من طريق النظر فالأفضل و الأشرف من شرفه اللّٰه بقوله هذا أفضل عندي فإنه لا تحجير عليه في إن يفضل من شاء من عباده فإن العلم بالله الذي يقع به الشرف لا حد له ينتهي إليه

(السؤال الحادي و الأربعون)ما توليته

الجواب إن اللّٰه تولاه بثلاث منها توليته في خلقه بيديه و منها

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست