responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 65

الصفات النفسية سوى واحدة لأحديته و هي عين ذاته فليس له فصل مقوم يتميز به عما وقع له من الاشتراك فيه مع غيره بل له الأحدية الذاتية التي لا تعلل و لا تكون علة فهي الوجود و ما هي

[أسنى ما تمدح به الإنسان العلم بالقدر]

و من الأسباب التي لأجلها طوى علم ذلك عن الإنسان لكون ذات الإنسان تقتضي البوح به لأنه أسنى ما يمدح به الإنسان و لا سيما الرسل فحاجتهم إليه آكد من جميع الناس لأن مقام الرسالة يقتضي ذلك و ما ثم علم و لا آية أقرب دلالة على صدقهم من مثل هذا العلم

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فيما وصف ربه به مما أوحى إليه به أنه لا شيء أحب إلى اللّٰه تعالى من أن يمدح و لا مدحة فوق المدحة بمثل هذا ثم إن اللّٰه خلق آدم على صورته فلا شيء أحب إلى العبد من أن يمدح و يثنى عليه و أسنى ما يمدح به العبد العلم بالله و علمه بالقدر علمه بالله فلو فتح للعبد الإنساني العلم بالقدر و قد أمر بالغيرة فيه و طيه عمن لا ينبغي أن يظهر عليه و كان الإنسان و هو مجبول على حب المدح و الرسالة تعطي الرغبة في هداية الخلق أجمعين و لا طريق للهداية أوضح من هذا الفن فالذي كانوا يلقونه من الكتم من الألم و العذاب في أنفسهم لا يقدر قدره فخفف اللّٰه عن الرسل مثل هذا الألم فطواه عنهم فإن جميع العالم ممن له قوة على إيصال ما في نفسه من الأمور إلى الخلق يكتمون علم مثل هذا و غيره إذا كان عندهم إلا الجن و الإنس فإن النشأة من هذه القوي العنصرية تقتضي لهم ذلك فمن كتم منهم فإنما يكتم على كره مما ينبغي أن يمدح به إذا بثه و لو لا إن البهائم لم تعط لها قوة التوصيل لأعلمت بما تشاهده من الأمور الغيبية التي أمر اللّٰه من يعلمها بسترها مثل خوار الميت على نعشه و عذاب القبر و حياة الشهداء فكل دابة تسمعه و تصغي يوم الجمعة شفقا من الساعة و لكن لما كوشفت على مثل هذا أعطيت الخرس عن التوصيل فكتمها الأشياء اضطراري لا اختياري فطواه اللّٰه عن الثقلين لذلك فإنه من الأسرار المكتومة فهذا من الأسباب التي طوى لها علم القدر

(السؤال الخامس و الثلاثون)متى ينكشف لهم سر القدر

الجواب سر القدر غير القدر و سره عين تحكمه في الخلائق و إنه لا ينكشف لهم هذا السر حتى يكون الحق بصرهم فإذا كان بصرهم بصر الحق و نظروا للأشياء ببصر الحق حينئذ انكشف لهم علم ما جهلوه إذ كان بصر الحق لا يخفى عليه شيء

[لا ينكشف للعبد سر القدر حتى يكون الحق منه ملء البصر]

قال تعالى إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَخْفىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فِي السَّمٰاءِ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحٰامِ لكونها مظلمة تمدح بإدراك الأشياء فيها كيف يشاء من أنواع الصور و التصوير لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ أي المنيع الذي نسب لنفسه الصورة لا عن تصوير و لا تصور الحكيم بما تعطيه الاستعدادات المسواة لقبول الصور فيعين لها من الصور ما شاء مما قد علم أنها مناسبة له

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عن ربه تعالى أنه قال ما تقرب أحد بأحب إلي من أداء ما افترضته عليه لأنها عبودية اضطرار و لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل و هي عبودية اختيار حتى أحبه إذ جعلها نوافل فاقتضت البعد من اللّٰه فلما ألزم عبودية الاختيار نفسه لزوم عبودية الاضطرار أحبه فهو معنى قوله تعالى حتى أحبه

ثم قال فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به الحديث فإذا كان الحق لهذه الحالة بصر العبد كيف يخفى عليه ما ليس يخفى فأعطته النوافل و اللزوم عليها أحكام صفات الحق و أعطته الفرائض أن يكون كله نورا فينظر بذاته لا بصفته فذاته عين سمعه و بصره فذلك وجود الحق لا وجوده وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(السؤال السادس و السابع و الثلاثون)أين ينكشف لهم و لمن ينكشف منهم

الجواب في حال الانفعال عنهم و الاتحاد بهم

[المظاهر:أقسامها و علاماتها]

و ذلك أن من المظاهر من يعلم أنه مظهر و من المظاهر من لا يعلم أنه مظهر فيتخيل أنه عن الحق أجنبي و علامة من يعلم أنه مظهر أن تكون له مظاهر حيث شاء من الكون كقضيب البان فإنه كان له مظاهر فيما شاء من الكون لا حيث ما شاء من الكون و إن من الرجال من يكون له الظهور فيما شاء من الكون لا حيث شاء و من كان له الظهور حيث شاء من الكون كان له الظهور فيما شاء من الكون فتكون الصورة الواحدة تظهر في أماكن مختلفة و تكون الصور الكثيرة على التعاقب تلبس الذات الواحدة في عين المدرك لها فإذا حصل الإنسان في المكان الذي يعرف فيه تجلى الحق في الصور المختلفة للشخص الواحد أو الأشخاص الكثيرين فمعرفته بتلك الحيثية لا تكون إلا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست