responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 644

ليعلموا أنهم في مرتبة النقص و هو كمالهم عن الكمال الإلهي فقال وَ الَّذِي جٰاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ يعني محمدا صلى اللّٰه عليه و سلم فكنى عنه بالذي جاء بالصدق و الذي من الأسماء النواقص و لما علم إن العبد المقرب يتألم بظهور نقصه و يخاف من الحاقة بالعدم و رجوعه إلى أصله آنسه سبحانه من باب اللطف و الكرم فسمى سبحانه نفسه بالأسماء النواقص فقال هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ و قال هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمٰاءِ و ليس في القرآن لله تعالى أكثر من الأسماء النواقص فكان ذلك تأمينا للخلفاء فإنهم قاطعون بأن الحق ليس له مرتبة النقص و لا يقبلها و مع ذلك قد جرت عليه الأسماء النواقص فلو أثرت الأسماء لذاتها في المسمى لأثرت في اللّٰه و هي غير مؤثرة فيه إذا فنرجو أنها لا تؤثر فينا تأثير العدم و لكن كمالنا في أن تؤثر فينا تأثير وقوفنا مع عجزنا و فقرنا و هذا الباب الذي فتحناه علينا في هذا المنزل باب واسع لا يتسع الوقت لا يراد بعض ما يعطيه فليكف هذا القدر منه وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى السفر التاسع عشر من الفتوح المكي وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ

«الباب التاسع و الثمانون و مائتان في معرفة منزل العلم الأمي الذي ما تقدمه علم من الحضرة الموسوية»



العلم بالله تزيين و تحلية و العلم بالفكر تشبيه و تضليل
و العلم بالفكر إجمال و مغلطة و العلم بالله تحقيق و تفصيل
و العلم بالفكر أعلام مجردة و العلم بالله تحويل و تبديل
فلا تغرنك أقوال مزخرفة فإن مدلولها جهل و تعليل
فالفيلسوف يرى نفي الإله بما تعطيه علته و ذاك تعطيل
و الأشعري يرى عينا مكثرة و ذاك علم و لكن فيه تمثيل

[الأمية عند ابن العربي]

الأمية عندنا لا تنافي حفظ القرآن و لا حفظ الأخبار النبوية و لكن الأمية عندنا من لم يتصرف بنظره الفكري و حكمه العقلي في استخراج ما تحوي عليه من المعاني و الأسرار و ما تعطيه من الأدلة العقلية في العلم بالإلهيات و ما تعطيه للمجتهدين من الأدلة الفقهية و القياسات و التعليلات في الأحكام الشرعية فإذا سلم القلب من علم النظر الفكري شرعا و عقلا كان أميا و كان قابلا للفتح الإلهي على أكمل ما يكون بسرعة دون بطء و يرزق من العلم اللدني في كل شيء ما لا يعرف قدر ذلك إلا نبي أو من ذاقه من الأولياء و به تكمل درجة الايمان و نشأته و يقف بهذا العلم على إصابة الأفكار و غلطاتها و بأي نسبة ينسب إليها الصحة و السقم و كل ذلك من اللّٰه و يعلم مع حكمه بالباطل أنه لا باطل في الوجود إذ كان كل ما دخل في الوجود من عين و حكم لله تعالى لا لغيره فلا عبث و لا باطل في عين و لا حكم إذ لا فعل إلا لله و لا فاعل إلا اللّٰه و لا حكم إلا لله و لا حاكم إلا اللّٰه فمن تقدمه العلم بما ذكرناه فبعيد إن يحصل له من العلم اللدني الإلهي ما يحصل للأمي منا الذي ما تقدمه ما ذكرناه فإن الموازين العقلية و ظواهر الموازين الاجتهادية في الفقهاء ترد كثيرا مما ذكرناه إذ كان الأمر جله و معظمه فوق طور العقل و ميزانه لا يعمل هنالك و فوق ميزان المجتهدين من الفقهاء لا فوق الفقه فإن ذلك عين الفقه الصحيح و العلم الصريح و في قصة موسى و الخضر دليل قوي على ما ذكرناه فكيف حال الفقيه و أين الأينية و ما شاكلها التي نسبها الشارع و الكشف إلى الإله من الموازين النظرية و البراهين العقلية على زعم العقل و حكم المجتهد فالرحمة التي يعطيها اللّٰه عبده أن يحول بينه و بين العلم النظري و الحكم الاجتهادي من جهة نفسه حتى يكون اللّٰه يحابيه بذلك في الفتح الإلهي و العلم الذي يعطيه من لدنه قال تعالى في حق عبده خضر عَبْداً مِنْ عِبٰادِنٰا فأضافه إلى نون الجمع آتَيْنٰاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنٰا بنون الجمع وَ عَلَّمْنٰاهُ بنون الجمع مِنْ لَدُنّٰا بنون الجمع عِلْماً أي جمع له في هذا الفتح العلم الظاهر و الباطن و علم السر و العلانية و علم الحكم و الحكمة و علم العقل و الوضع و علم الأدلة و الشبه و من أعطى العلم العام و أمر بالتصرف فيه كالأنبياء و من شاء اللّٰه من الأولياء أنكر عليه و لم ينكر هذا الشخص على أحد ما يأتي به من العلوم و إن حكم بخلافه و لكن يعرف موطنه و أين يحكم به فيعطي البصر حقه في حكمه و سائر الحواس و يعطي العقل حكمه و سائر القوي المعنوية و يعطي النسب الإلهية و الفتح الإلهي حكمهم فبهذا يزيد العالم الإلهي على غيره و هو

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 644
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست