responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 636

من الطوائف معهم فجزاؤهم الجلال و العظمة و الهيبة و في الدنيا الخوف و القبص و الوحشة و في الأحوال الاصطلام و في المحبة الغليل و الاشتياق و الشوق و الكمد و الخشية و التحقق بذلك في كل موطن بحسب ذلك الموطن من الدوام و عدم الدوام إلا أنه في ظهور كونه لا يتخلله غفلة و لا فترة أصلا فإذا زال المقام زال الحال لزواله هذا جزاء من حفظ الأمانة و لم يظهرها إلا بأمر اللّٰه و جزاء من أظهرها بإذن اللّٰه الإقامة في جوار اللّٰه من اسمه الرب لا غيره من الأسماء و معرفة العلوم التي تتعلق بمن هو تحت حيطته و دون منزلته لا بمن هو فوقه و إن هذه الحالة لهم دائمة و المقام لهم دائم في الدنيا و الآخرة و لهم الجمال و الأنس و من الأحوال الرضاء و من المحبة الوصلة و التعانق و الالتذاذ بثم المحبوب و ضمه و من خصائص هذا المنزل إن صاحبه لا يبذل المجهود من نفسه في أعماله بل أعماله دون قوته و طاقته و يقبل اللّٰه منه ذلك فإنه ممن اتقى اللّٰه حَقَّ تُقٰاتِهِ ما هو ممن اتقى اللّٰه استطاعته : و صاحب هذا المقام لا يتصور منه أن يطلب من الحق ما لم يعطه مما هو جائز أن يحصل له و يمنعه من ذلك الحياء من اللّٰه حيث لم يبذل المجهود من نفسه فيما كلفه من الأعمال على جهة الندب فهو قانع بما أعطاه ربه و لا يجد حسرة فوت لما فإنه مع علمه بما فاته لأن حاله الالتذاذ في ذلك الوقت بما هو فيه من النعيم و قد بينا أصول هذا المنزل وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب السابع و الثمانون و مائتان في معرفة منزل التجلي الصمداني و أسراره
من الحضرة المحمدية»



شخص الزمان له نفس تدبره غيدا معطرة من عالم الأمر
جيم و عين وفاء من منازلها جاءت به رسله في محكم الذكر
لها صلاتان من علم الغيوب و ما للظهر و العصر ذاك الفخر و الفجر
من أراد أن يقف على ما تضمنه هذا المنزل في التجلي الصمداني الذي هو خاص به من المعارف و الحقائق و الأسرار الضيائية و غيرها فليطالعه في باب القلب من كتاب مواقع النجوم لنا في علم هذا الطريق فلنذكر في هذا المنزل ما سوى ذلك مخافة التطويل

[إن الإنابة من منزل التجلي]

فاعلم إن لهذا المنزل الإنابة و ممن تحقق بها أبو يزيد البسطامي و هي الجمعية الذاتية و لا تكون للعارف من اللّٰه إلا عن شهود محقق من خلف حجاب مظهر بشرى و اعلم أن القوم قد اصطلحوا على ألفاظ لمعان قرروها في نفوسهم يخاطبون بها بعضهم بعضا كما فعلت كل طائفة فيما تنتحله من العلوم كالنحويين و أصحاب العدد و المهندسين و الأطباء و المتكلمين و الفقهاء و غيرهم فمما اصطلحت عليه هذه الطائفة الهوية و الإنية و الأنانية لأغراض في نفوسهم فهذا المنزل من ذلك منزل الأنانة فالإنية هي عبارة عن الحقيقة من حيث الأحدية و الأنانية التي هنا عبارة عن الحقيقة الأحدية التي هي عين الجمع فهذا منزل من منازل الغيوب لا ظهور له في الشهادة لكن المنازل التي في الغيب على ضربين منازل يكون عنها آثار في الشهادة يستدل بتلك الآثار عليها و إن كانت غيبا سواء ورد بذلك التعريف الإلهي أو لم يرد من حيث الخطاب و منازل لا يكون عنها في الشهادة أثر فلا تعرف إلا من طريق التعريف الإلهي و لا نتحقق تحقق منازل الآثار و هذه الأنانية من المنازل التي لها آثار في عالم الشهادة و الملكوت و آثارها مختلفة و تتقيد باختلاف آثارها و إن كانت في نفسها مطلقة فتارة تتقيد باسم ضمير مثلها في الرتبة فتحتاج إلى تقييد آخر مثل قوله تعالى إنا أوحينا إليك فإنا و النون من أوحينا على مرتبة واحدة من حيث أحدية حقيقة الجمعية و التقييد لأنا الوحي و التقييد للنون من أوحينا ما يذكره بعده من قرآن أو روح أو غير ذلك و تارة لا يتقيد باسم ضمير مثل قولهم إنا بنى فلان و كما قيل

نحن بنى ضبة إذ جد الوهل الموت أحلى عندنا من العسل
و ما وقفت على مثل هذا في القرآن فكنا نستشهد به و إنما استشهدت بهذا و إن لم يكن قرآنا فإنه من كلام العرب الذي نزل القرآن بلسانهم و الذي تقيدت به في هذا المنزل الإنزال الإلهي لا التنزيل على العارفين من عباده إما بما أجراه في خلقه أو بما يجريه في خلقه و إنزاله على قسمين قسم يكون الإنزال على جهة التعريف بمكانة ما يجريه في خلقه أو ما أجراه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 636
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست