responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 624

البينة و ليس كذلك فإن العلامة إذا لم تكن بينة و هو التحقق بها و بها يقطع النبيون و الأولياء فيما يرد عليهم من اللّٰه و لقد أخبرني أبو البدر التماشكي البغدادي و هو من الفقراء الصادقين من أنظفهم ثوبا و أحسنهم عبارة قال لي جمع بيني و بين الشيخ رغيب الرحبي مجلس و كان من العارفين غير أنه لم يبلغ فيما نقل إلينا مبلغ العارفين المكملين في شغلهم أنه قال له عن رجل الوقت إنه رأى خلعة قد خرجت له من الحضرة و قد أعطى علامة في ذلك الرجل و إلى الآن فما رآه لأنه لم ير تلك العلامة فقال له أبو البدر رضي اللّٰه عن جميعهم يا شيخ أ لم تر بعد ذلك رجالا كثيرة فقال له نعم قال و كانوا من الأكابر قال نعم و لكن ما رأيت تلك العلامة في واحد منهم فقال له أبو البدر و ما يدريك أن واحدا من أولئك الرجال الذين رأيتهم كان هو المقصود بتلك الخلعة و تغرب عليك حتى لا تعرفه فقال له رغيب قد يكون ذلك فهذا صاحب علامة و لكن ما هو على بينة في علامته فإن العلامة إنما هي في الباطن لا تزول عنه و هو الذي يكون بها على بينة من ربه في نفسه فإذا جعلت له العلامة في غيره كان ذلك الغير حاكما لها إن شاء ظهر له فيها و إن شاء لم يظهر فلذلك قال رغيب ما قال في العلامة و لم يبين من كان محل العلامة هل هو أو ذلك الرجل فلما أقر بوقوع ما قال له أبو البدر في الدخول عليه في علامته علمنا قطعا إذا صدقنا رغيبا في دعواه أن العلامة كانت في غيره فإنه ما هو عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ فعلامته فيه ما يكون في غيره فلذلك قد يمكن أن يصح ما قال أبو البدر أن يكون الرجل قد دخل عليه فيمن رأى من الرجال و تغرب عليه فاعتراض أبي البدر على هذا العارف اعتراض صحيح محرر في الطريق و إقرار رغيب في ذلك إقرار صادق يدل على صدق دعواه إلا أنه قد يكون هذا الشيخ ممن ليس على بينة و قد يكون من أهل البينة إذ لم يقع في دعواه لفظ البينة و عدل إلى العلامة التي يدخلها الاشتراك و أما الشيخ أبو السعود ابن الشبل شيخ أبي البدر المذكور فالموصوف من أحواله أنه كان على بينة من ربه إلا أنه كان أعقل أهل زمانه و لو لا ما حكى عنه أبو البدر المذكور أنه انتهر شخصا في ذكر عبد القادر بغيظ لا بسكون و هدو و عرفه إنه يعرف عبد القادر كيف كان حاله في أهله و حاله في قبره لكان عبدا محضا و لكن عاش بعد هذا فقد يمكن أنه صار عبدا محضا لأنه لم ينتهر هذا الشخص لكونه أتى أمرا محرما في الشرع و إنما وصف أحوال عبد القادر و عظم منزلته فلو أنه وقع في محظور شرعي و انتهره و غضب عليه لم يخرجه ذلك عن إن يكون عبدا محضا فسبحان من أعطى أبا السعود ما أعطاه فلقد كان واحد زمانه في شأنه نعم لو كان هذا الذاكر تلميذا له لتعين عليه انتهاره إياه لأن انتهاره من تربيته فإن كان من تلامذته فذلك الانتهار لا يخرجه عن عبوديته فإن كان ذلك الانتهار من أبي السعود عن أمر إلهي خوطب به في نفسه لمصلحة الوقت في حق من كان أو لغيرة من اللّٰه على مقام قد أساء هذا المتكلم فيه الأدب فانتهاره ذلك مما يحقق عبوديته لا يخرجه عنها و هذا هو الظن بحال أبي السعود لا الذي ذكرناه أولا و إنما ذكرنا ذلك و هذا و ما بينهما لنستوفي الكلام على المقام بما يقتضيه من الوجوه على كمالها فلا بد أن يكون هذا الشيخ على واحد منها و لم يحكم عليه بواحد منها فأفدنا الواقف على هذا الكتاب معرفة هذا المقام و أحواله و إن اللّٰه ما أخبرني بحال من أحوال أبي السعود حتى نلحقه بمنزلته و اللّٰه أعلم أي ذلك كان إلا أني أقطع أن ميزانه بين الشيوخ كان راجحا نفعنا اللّٰه بمحبته و بمحبة أهل اللّٰه و قد أوردنا من هذا المنزل بعض ما يحوبه من القواصم فإنها كلها مخوفة وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الرابع و الثمانون و مائتان في معرفة منزل المجاراة الشريفة
و أسرارها من الحضرة المحمدية»



تجارت جياد الفكر في حلبة الفهم تحصل في ذاك التجاري من العلم
بأسرار ذوق لا تنال براحة تعالت عن الحال المكيف و الكم
أغار على جيش الظلام صباحها فأسفر عن شمسي و أعلن عن كتمي
و أورى زناد الفكر نارا تولدت من الضرب بالروح المولد عن جسم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 624
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست