responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 615



فكيف الأمر فيه فدتك نفسي فخص العبد بالعلم الغريب

[قلب العبد حيث ماله]

قال رب هذا المنزل إن الصلاة الوسطى أجرها مقرون إذا لم تصل في جماعة بأجر من وتر أهله و ماله و

قد قال العدل عيسى عليه السلام قلب كل إنسان حيث ماله فاجعلوا أموالكم في السماء تكن قلوبكم في السماء أي تصدقوا و إلى هنا انتهت معرفة هذا العدل و

قال الصادق المؤتي جوامع الكلم رسول اللّٰه محمد صلى اللّٰه عليه و سلم الصدقة تقع بيد الرحمن فيربيها فيكون قلب العبد حيث ماله و إن حيثيته يد الرحمن و أين يد الرحمن من السماء فقد أجمع العدلان على إن المال له من القلب مكانة علية و أما الأهل من زوج و ولد فلا خفاء على ذي لب أنهم منوطون بالفؤاد فأما الزوجة فقد جعل اللّٰه بينها و بين بعلها المودة و الرحمة : و السكون إليها و السكون صفة مطلوبة للأكابر و هي الطمأنينة قال إبراهيم بَلىٰ وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي أي يسكن إلى الوجه الذي يحيي به الموتى و يتعين لي إذ الوجوه لذلك كثيرة فسكن إليه سكونا لا يشوبه تحير و لا تشويش يعني في معرفة الكيفية فانظر بما ذا قرن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم من فاتته صلاة العصر و سبب ذلك أن أوائل أوقات الصلوات الأربع محدودة إلا العصر فإنها غير محدودة و إن قاربت الحد من غير تحقيق فقربت من التنزيه عن تقييد الحدود إذ كان المغرب محدودا بغروب الشمس و هو محقق محسوس و العشاء محدود أوله بمغيب الشفق و هو محقق محسوس أي شفق كان على الخلاف المعلوم فيه و الفجر محدود أوله بالبياض المعترض في الأفق المستطير لا المستطيل و هو محقق محسوس و الظهر محدود بزوال الشمس و فيء الظل و هو محقق محسوس و لم يأت مثل هذه الحدود في العصر فتنزهت عن الحدود المحققة فجعل النبي صلى اللّٰه عليه و سلم وقتها أن تكون الشمس مرتفعة بيضاء نقية و الحد الوارد في ذلك ما يكون في الظهور مثل سائر حدود أوقات الصلوات فعظم قدرها النبي صلى اللّٰه عليه و سلم للمناسبة في نفي تحقيق الحدود و كذلك حب المال و الأهل لا يضبطه حد يقول القائل في الولد

و إنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
فأنزل الولد منزلة النفس و كما لا يفنى الإنسان في حبه نفسه للقرب المفرط الذي ما يكون مثله قرب إليه البتة كذلك لا يفنى الإنسان في حب ولده و لا ماله و لا أهله لأنه منوط بقلبه بمنزلة نفسه للقرب المفرط يخفى ذلك فيه فإن اتفق أن يطلق امرأته و قد كان حبه إياها كامنا فيه لا يظهر لإفراط القرب أخذه الشوق إليها و هام فيها و حن إليها لبعدها عن ذلك القرب المفرط لتعلق الشوق و الوجد بها و لهذا يفنى العاشق في معشوقه الأجنبي لأنه ليس له ذلك القرب الظاهر الذي يحول بينه و بين الاشتياق إليه و لقرب الحق من قلوب العارفين بالعلم المحقق الذوقي الذي وجدوه لهذا صحوا و لم يهيموا فيه هيمان المحبين لله من كونه تجلى لهم في جمال مطلق و تجليه للعلماء به في كمال مطلق و أين الكمال من الجمال فإن الأسماء في حق الكامل تتمانع فيؤدي ذلك التمانع إلى عدم تأثيرها فيمن هذه صفته فيبقى منزها عن التأثير مع الذات المطلقة التي لا تقيدها الأسماء و لا النعوت فيكون الكامل في غاية الصحو كالرسل و هم أكمل الطوائف لأن الكامل في غاية القرب يظهر به في كمال عبوديته مشاهدا كمال ذات موجدة و إذا تحققت ما قلناه علمت أين ذوقك من ذوق الرجال الكمل الذين اصطفاهم اللّٰه فيه و اختارهم منه و نزههم عنه فهم و هو كهو و هم فسماه الكامل منهم العصر لأنه ضم شيء إلى شيء لاستخراج مطلوب فضمت ذات عبد مطلق في عبوديته لا يشوبها ربوبية بوجه من الوجوه إلى ذات حق مطلق لا يشوبها عبودية أصلا بوجه من الوجوه من اسم إلهي بطلب الكون فلما تقابلت الذاتان بمثل هذه المقابلة كان المعتصر عين الكمال للحق و العبد و هو كان المطلوب الذي له وجد العصر فإن فهمت ما أشرنا إليه فقد سعدت و ألقيتك على مدرجة الكمال فارق فيها و لهذا المعنى الإشارة في نظمنا في أول الباب

صلاة العصر ليس لها نظير لضم الشمل فيها بالحبيب
و بعد أن أبنت لك مرتبة الكمال فلنبين لك من هذا المنزل قيام الواحد مقام الجماعة و هو عين الإنسان الكامل فإنه أكمل من عين مجموع العالم إذ كان نسخة من العالم حرفا بحرف و يزيد أنه على حقيقة لا تقبل التضاؤل حين قبلها أرفع الأرواح الملكية إسرافيل فإنه يتضاءل في كل يوم سبعين مرة حتى يكون كالوضع أو كما قال و التضاؤل لا يكون إلا عن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 615
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست