responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 571

يجب له التصرف فيه و لا تنظر العين إلا فيما يجب لها النظر إليه و فيه فذلك هو حق اليقين الذي أوجبه على العلم و العين و أما اليقين فهو كل ما ثبت و استقر و لم يتزلزل من أي نوع كان من حق و خلق فله علم و عين و حق أي وجوب حكمه إلا الذات الإلهية فيقينها ما له سوى حق اليقين و صورة حقها أي الوجوب علينا منها السكوت عنها و ترك الخوض فيها لأنها لا تعلم فما ثم علم يضاف إلى اليقين و لا يشهد فلا تضاف العين إلى اليقين و لها الحكم على العالم كله بترك الخوض فيها فلها الحق فأضيف إليها فلا يضاف إلى اليقين إلا ما يقبله فإن كان مما تدل عليه علامة أضيف إليه العلم و إن لم يكن فلا يضاف إليه و إن كان مما يشهد أضيفت إليه العين و إن لم يكن فلا تضاف إليه و إن كان ممن له في نفس الأمر حكم واجب على أحد من المخلوقين حتى على نفسه مثل قوله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة أضيف إليه الحق فقيل حق اليقين لوجوبه و إن لم يكن شيء مما ذكرناه فلا يضاف إلى شيء مما تقدم فقد أعطيتك أمرا كليا في هذه المسألة في كل متيقن فلك النظر في حقيقة ذلك اليقين و هذا القدر كاف وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى السفر الثامن عشر (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

«الباب السبعون و مائتان في معرفة منزل القطب و الإمامين من المناجاة المحمدية»



منزلة القطب و الإمامة منزلة ما لها علامة
يملكها واحد تعالى عن صفة السير و الإقامة
يعلوه في لونه اصفرار في أيمن الخد منه شامة
خفية ما لها نتو أيده اللّٰه بالسلامة
توجه اللّٰه بالمعالي في عالم الأمر في القيامة
اعلم أيدك اللّٰه بروح منه أن ممن تحقق بهذا المنزل من الأنبياء صلوات اللّٰه عليهم أربعة محمد و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق عليهم السلام و من الأولياء اثنان و هما الحسن و الحسين سبطا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و إن كان لمن عدا هؤلاء المذكورين منه شرب معلوم على قدر مرتبته من الإمامة

[إن الأقطاب يسمون بالعبودية]

فاعلم إن الأقطاب و الصالحين إذا سموا بأسماء معلومة لا يدعون هناك إلا بالعبودية إلى الاسم الذي يتولاهم قال تعالى وَ أَنَّهُ لَمّٰا قٰامَ عَبْدُ اللّٰهِ يَدْعُوهُ فسماه عبد اللّٰه و إن كان أبوه قد سماه محمدا و أحمد فالقطب أبدا مختص بهذا الاسم الجامع فهو عبد اللّٰه هناك ثم إنهم يفضل بعضهم بعضا مع اجتماعهم في هذا الاسم الذي يطلبه المقام فيختص بعضهم باسم ما غير هذا الاسم من باقي الأسماء الإلهية فيضاف إليه و ينادي في غير مقام القطبية كموسى صلى اللّٰه عليه و سلم اسمه عبد الشكور و داود عليه السلام اسمه الخاص به عبد الملك و محمد صلى اللّٰه عليه و سلم اسمه عبد الجامع و ما من قطب إلا و له اسم يخصه زائد على الاسم العام الذي له الذي هو عبد اللّٰه سواء كان القطب نبيا في زمان النبوة المقطوع بها أو وليا في زمان شريعة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و كذلك الإمامان لكل واحد منهما اسم يخصه ينادى به كل إمام في وقته هناك فالإمام الأيسر عبد الملك و الإمام الأيمن عبد ربه و هما للقطب الوزيران فكان أبو بكر رضي اللّٰه عنه عبد الملك و كان عمر رضي اللّٰه عنه عبد ربه في زمان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إلى أن مات صلى اللّٰه عليه و سلم فسمى أبو بكر عبد اللّٰه و سمي عمر عبد الملك و سمي الإمام الذي ورث مقام عمر عبد ربه و لا يزال الأمر على ذلك إلى يوم القيامة و كان الحسن و الحسين رضي اللّٰه عنهما أمكن الناس في هذا المقام من غيرهما ممن اتصف به و جرت السنة الإلهية في القطب إذا ولي المقام أن يقوم في مجلس من مجالس القربة و التمكين و ينصب له فيه تخت عظيم لو نظر إلى بهائه الخلق لطاشت عقولهم فيقعد عليه و يقف بين يديه الإمامان اللذان قد جعلهما اللّٰه له و يمد يده للمبايعة الإلهية و الاستخلاف و تؤمر الأرواح الملكية و الجن و البشر الروحاني بمبايعته واحدا بعد واحد فإنه جل جناب الحق أن يكون مصدرا لكل وارد و أن يرد عليه إلا واحد بعد واحد فكل روح يبايعه في ذلك المقام يسأله أعني يسأل الروح القطب عن مسألة من المسائل فيجيبه أمام الحاضرين ليعرفوا منزلته من العلم فيعرفون في ذلك الوقت أي اسم إلهي يختص به و قد أفردنا لهذه المبايعة كتابا كبيرا سميناه مبايعة القطب

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 571
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست