responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 557

يقول إنه قد يعطي اللّٰه ما يشاء من العلوم التي لا تدرك في العقل إلا بالأدلة بغير دليلها لأن المقصود ما هو الدليل و إنما المقصود مدلوله فإذا حصل بوجه من الحق من غير الدليل الذي يرتبط به في النظر العقلي فلا حاجة للدليل إذ قد علمنا أن الدليل يقابل حصول المدلول في النفس و إنهما لا يجتمعان و هذا غلط و إنما الذي لا يجتمع مع المدلول النظر في الدليل لا عين الدليل فإن الناظر في الدليل فاقد واجد و محصل للمدلول و قد تكون المحاضرة من العبد مع الأسماء الإلهية و الكونية من حيث إن الأسماء الكونية قد وسم الحق بها نفسه و الأسماء الإلهية قد وسم الكون بها نفسه و استحق الجنابان الأسماء جميعها و هذا مما يقوي حديث خلق العالم على الصورة فإذا حضرت الأسماء الحسنى و أسماء الكون و جرت في ميدان المفاخرة فإن اللّٰه يستهزئ بالمنافقين و بأهل الاستهزاء بالجناب الإلهي و يمكر سبحانه بالماكرين و يعجب ممن قهر الطبيعة على قوتها في الحكم و هذا كله سمات المحدثات و قد وسم الحق بها نفسه كما وسمها بكونه قديرا و خلاقا و عليما و غير ذلك فالكل عند طائفة أصل للأصل النسبي الذي أوجد العالم و بعضهم فرق فجعل خلاف الأسماء الحسنى أصلا في الكون منقولا في الجناب الإلهي و حكم هذه المحاضرة في كل شخص بحسب ما يتقوى عنده و يعطيه النظر فتختلف أحوال أهل اللّٰه في ذلك و هو قوله إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ و التفكر في ذات اللّٰه محال فلا يبقى إلا التفكر في الكون و متعلق الفكرة الأسماء الحسنى و سمات المحدثات فالأسماء كلها أصل في الكون على هذا النظر فإذا وقف على محاضرة الأسماء و مناظرتها علم من أثر في وجود الكون بعد أن لم يكن هل أثر فيه الحق الوجود أو استعداده أو المجموع هذه فائدة المحاضرة وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الثامن و الخمسون و مائتان في معرفة اللوامع و هي ما ثبت من أنوار التجلي وقتين و قريبا من ذلك»



لمعت أنوار توحيدي عند تغريدي بتجريدى
كلما أبدت لوامعها أذنت فينا بتحديدي
كل محدود يؤول إلى حل تركيب و تبديد
فصله من جنسه علم ظاهر بنقص توحيدي

[اللوامع بين الذوق و الشرب]

اللوامع فوق الذوق فإنها تزيد على المبدأ و دون الشرب فإن الشرب قد ينتهي إلى الري و قد لا ينتهي فإذا ثبتت أنوار التجلي وقتين و قريبا من ذلك فهي اللوامع و هذا لا يكون في التجلي الذاتي و إنما يكون في تجلى المناسبات فإذا تجلى في المناسبات دام بقدر ثبوت تلك المناسبة و المناسبات صغيرة الزمان قصيرة في الثبوت لأن الشئون الإلهية لا تتركها و ما سوى الأعيان القائمة بأنفسها أعراض سريعة الزوال و إنما ثبتت وقتين و قريبا من ذلك لأن الوقت الأول لظهورها و الوقت الثاني لإفادة ما تعطيه مما لمعت له فإن المحل يدهش عند لمعانها و هو حديث عهد بالتجلي الذي فارقه فتتربص هذه اللوامع حتى يزول الدهش و التعلق بما كان عليه فيقبل ما أتته به هذه اللوامع و أعني بتربصها تواليها فإذا حصل القبول مضى حكمها فزالت و جاء غيرها مثلها أو خلافها و صاحبها أبدا سريع الرجوع إلى عالم الحس و لا ترد هذه اللوامع إلا بعلوم إلهية لا تعلق لها بعلوم الكون فهي إلهية مجردة هذه ميزانها فإن وجد الإنسان علما يكون في حاله فما هي لوامع لأن ضروب التجلي كثيرة متنوعة الحكم فاعلم ذلك وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب التاسع و الخمسون و مائتان في معرفة الهجوم و البوادة»

فالهجوم ما يرد على قلب بفوت الوقت من غير تصنع منك و البوادة ما يفجأ القلب من الغيب على سبيل الوهلة و هو إما موجب فرح أو ترح

نور البوادة فجآت الغيوب على قلب تقلب في ظلمائه زمنا
و واردات هجوم الكشف تورثها حالا فتلحقه بحالة الزمنا
لو أنها وردت لروح نشأتنا ما دبرت روحنا نفسا و لا بدنا

[أن البوادة و الهجوم إنما هي واردات القلب]

اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح منه أن البوادة و الهجوم و الصحو و السكر و الذوق و الشرب و أمثالها إنما هي واردات الغيب ترد على القلوب فتؤثر فيها أحوالا مختلفة فيمن قامت به و يسمون ذلك الحال بالوارد و ليس للعبد تعمل في تحصيل هذه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 557
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست