responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 552

شغلهم عنه بالنظر في ذواتهم و ذوات العالم عند صدورهم من اللّٰه فإذا وفوا النظر فيما وجد من العالم تعلقوا بالله فتخيلوا أنهم رجعوا إليه من حيث صدورهم عنه و ما علموا أن الحقيقة الإلهية التي صدروا عنها ما هي التي رجعوا إليها بل هم في سلوك دائما إلى غير نهاية و إنما نظروا لكونهم رجعوا إلى النظر في الإله بعد ما كانوا ناظرين في نفوسهم لما لم يصح أن يكون وراء اللّٰه مرمى و سبب الري الحقيقي أنه لما لم يتمكن أن يقبل من الحق إلا ما يعطيه استعداده و ليس هناك منع فحصل الاكتفاء بما قبله استعداد القابل و ضاق المحل عن الزيادة من ذلك فقال صاحب هذا الذوق ارتويت فما يقول بالري إلا من هو واقف مع وقته و ناظر إلى استعداده وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الأحد و الخمسون و مائتان في عدم الري»

و قال به قوم

عدم الري دليل واضح أن أحكام التناهي لا تكون
قال بالري رجال غلطوا و رأوا أن الذي قيل يهون
و هم لو عرفوا مقداره و رأوا ما يقتضي كن فيكون
لم يقولوا مثل هذا و أتوا للذي أنكره يعتذرون

[إنا مأمورون بطلب الزيادة في العلم]

أمر اللّٰه تعالى نبيه أن يقول رَبِّ زِدْنِي عِلْماً و من طلب الزيادة فما ارتوى و ما أمره إلى وقت معين و لا حد محدود بل أطلق فطلب الزيادة و العطاء دنيا و آخرة

يقول النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في شأن يوم القيامة فأحمده يعني إذا طلب الشفاعة بمحامد يعلمنيها اللّٰه لا أعلمها الآن فالله لا يزال خلاقا إلى غير نهاية فينا فالعلوم إلى غير نهاية و ليس غرض القوم من العلم إلا ما يتعلق بالله كشفا و دلالة و كلمات اللّٰه لا تنفد و هي أعيان موجوداته فلا يزال طالب العلم عطشانا أبدا لا رى له فإن الاستعداد الذي يكون عليه يطلب علما يحصله فإذا حصل أعطاه ذلك العلم استعداد العلم آخر كوني أو إلهي فإذا علم بما حصل له أن ثم أمرا يطلبه استعداده الذي حدث له بالعلم الحاصل عن الاستعداد الأول يعطش إلى تحصيل ذلك العلم فطالب العلم كشارب ماء البحر كلما ازداد شربا ازداد عطشا و التكوين لا ينقطع فالمعلومات لا تنقطع فالعلوم لا تنقطع فأين الري فما قال به إلا من جهل ما يخلق فيه على الدوام و الاستمرار و من لا علم له بنفسه لا علم له بربه قال بعض العارفين النفس بحر لا ساحل له يشير إلى عدم النهاية و كلما دخل في الوجود أو اتصف بالوجود فهو متناه و ما لم يدخل في الوجود فلا نهاية له و ليس إلا الممكنات فلا يصح أن يعلم إلا محدث فإن المعلوم لم يكن ثم كان ثم يكون آخر أيضا فلو اتصف المعلوم بالوجود لتناهى و اكتفى به فلا تعلم من اللّٰه إلا ما يكون منه و يوجده فيك إما إلهاما أو كشفا عن حدوث تحل و هذا كله معلوم محدث فلا علم لأحد إلا بمحدث ممكن مثله و الممكنات لا تتناهى لأنها غير داخلة في الوجود دفعة واحدة بل توجد مع الآنات فلا يعلم اللّٰه إلا اللّٰه و لا يعلم الكون المحدث إلا محدثا مثله يكونه الحق فيه قال تعالى مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ و هو كلامه و حدث فيهم فتعلق علمهم به فما تعلق إلا بمحدث و ذلك الذي يتخيله من لا علم له من أنه علم اللّٰه فلا صحة له لأنه لا يعلم الشيء إلا بصفته النفسية الثبوتية و علمنا بهذا محال فعلمنا بالله محال فسبحان من لا يعلم إلا بأنه لا يعلم فالعالم بالله لا يتعدى رتبته و يعلم ما يعلم أنه ممن لا يعلم وَ اللّٰهُ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ

«الباب الثاني و الخمسون و مائتان في المحو»



للمحو حكم إلهي يقول به في سورة الرعد و البرهان يحمله
المحو يثبته الإثبات و هو له ضد و هل بوجود الضد تعقله
المحو ثبت و لكن حكمه عدم فابحث على عالم به يفصله

[أن المحو عبارة عن رفع أوصاف العادة و إزالة العلة]

اعلم أن المحو عند الطائفة رفع أوصاف العادة و إزالة العلة و ما ستره الحق و نفاه قال تعالى يَمْحُوا اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ فثبت المحو و هو المعبر عنه بالنسخ عند الفقهاء فهو نسخ إلهي رفعه اللّٰه و محاه بعد ما كان له حكم في الثبوت و الوجود و هو في الأحكام انتهاء مدة الحكم و في الأشياء انتهاء المدة فإنه تعالى قال كُلٌّ يَجْرِي إِلىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فهو يثبت إلى وقت معين ثم يزول حكمه لا عينه فإنه قال يَجْرِي إِلىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فإذا بلغ جريانه الأجل زال جريانه و إن بقي عينه فالعادة التي في

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست