responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 542

لا يعينه وصف و لا يقيده نعت و لا يدل على حقيقته اسم خاص و إن لم يكن الحكم ما ذكرناه فما هو رب العزة فإن العزيز هو المنيع الحمى و من يوصل إليه بوجه ما من وصف أو نعت أو علم أو معرفة فليس بمنيع الحمى و لذلك عم بقوله سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ و لحضرة الجلال السبحات الوجهية المحرقة و لهذا لا يتجلى في جلاله أبدا لكن يتجلى في جلال جماله لعباده فيه يقع التجلي فيشهدونه مظهر ما ظهر من القهر الإلهي في العالم

إن الجليل هو الذي لا يعرف و هو الذي في كل حال يوصف
فهو الذي يبدو فيظهر نفسه في خلقه و هو الذي لا يعرف
و الجلال لا يتعلق به إلا العلماء بالله و ما له أثر إلا فيهم و ليس للمحبين إليه سبيل هذا إذا كان بمعنى العلو و العزة و إنه إذا كان بالمعنى الذي هو ضد العزة و العلو فإن المحبين يتعلقون به كما يتعلق به العارفون و حضرته من العماء إلى قوله وَ فِي الْأَرْضِ إِلٰهٌ و أما قوله وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ فذلك من أسمائه المؤثرة فينا خاصة و الحافظة لنا و الرقيبة علينا و أما الأسماء التي تختص بالعالم الخارج عن الثقلين فأسماء أخر ما هي الأسماء التي معنا أينما كنا و قد بينا في شرح الأسماء الحسنى معنى الاسم الجليل على الوجهين مختصرا في جزء لنا في شرحها وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الثاني و الأربعون و مائتان في الجمال»



جميل و لا يهوى جلي و لا يرى و تشهده الألباب من حيث لا تدري
و لا تدرك الأبصار منه سوى الذي تنزهه عنه عقول ذوي الأمر
فإن قلت محجوب فلست بكاذب و إن قلت مشهود فذاك الذي أدري
فما ثم محبوب سواه و إنما سليمي و ليلى و الزيانب للستر
فهن ستور مسدلات و قد أتى بذلك نظم العاشقين مع النثر
كمجنون ليلى و الذي كان قبله كبشر و هند ضاق من ذكرهم صدري

[أن الجمال الإلهي في جميع الأشياء]

اعلم أن الجمال الإلهي الذي تسمى اللّٰه به جميلا و

وصف نفسه سبحانه بلسان رسوله إنه يحب الجمال في جميع الأشياء و ما ثم إلا جمال فإن اللّٰه ما خلق العالم إلا على صورته و هو جميل فالعالم كله جميل و هو سبحانه يحب الجمال و من أحب الجمال أحب الجميل و المحب لا يعذب محبوبه إلا على إيصال الراحة أو على التأديب لأمر وقع منه على طريق الجهالة كما يؤدب الرجل ولده مع حبه فيه و مع هذا يضربه و ينتهره لأمور تقع منه مع استصحاب الحب له في نفسه فمآلنا إن شاء اللّٰه إلى الراحة و النعيم حيث ما كنا فإن اللطف الإلهي هو الذي يدرج الراحة من حيث لا يعرف من لطف به فالجمال له من العالم و فيه الرجاء و البسط و اللطف و الرحمة و الحنان و الرأفة و الجود و الإحسان و النقم التي في طيها نعم فله التأديب فهو الطبيب الجميل فهذا أثره في القلوب و أثره في الصور ما يقع به العشق و الحب و الهيمان و الشوق و يورث الفناء عند المشاهدة و من هذه الحضرة تنتقل صورة تجليه فيها إلى المشاهد فينصبغ بها انتقال فيض كظهور نور الشمس في الأماكن و يسمى ذلك النور شمسا و إن لم يكن مستديرا و لا في فلك ثم يفيض الإنسان من تلك الصورة التي ظهر فيها عن الفيض الإلهي على جميع ملكه في رده إلى قصره فينصبغ ملكه كله بصورة جمال لم يكن فلا يفقد الإنسان في ملكه صورة ما شاهدها من ربه في رؤيته فهو عند العلماء بالله تجل دائم دنيا و آخرة لا ينقطع و عند العامة في الجنة خاصة لكونهم لا يعرفون اللّٰه معرفة العارفين و ليس لتجلى الجلال في الجنة حكم أصلا و إنما محله الدنيا و البرزخ و القيامة و به تبقي النار و الشقاء في الأشقياء مدة بقائهم فيه إلى أن يرتفع الشقاء و تغلب الرحمة فلا يبقى لتجلى الجلال في التعلق حكم و تنفرد به الملائكة بطريق الهيبة و العظمة و الخوف و الخشوع و الخضوع و اللّٰه أعلم

«الباب الثالث و الأربعون و مائتان في الكمال»



ليس الكمال الذي بالنقص تعرفه إن الكمال الذي بالنقص موصوف

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 542
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست