responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 540

أحدية التعلق لكنه في الأشياء بين أن يجمعها أو يفرقها كلا أو بعضا و هي الأكوان فالوقت على الحقيقة عند الكامل جمع و تفرقة دائما و من الناس من يشهد التفرقة خاصة في الجمع و لا يشهد جمع التفرقة فيتخيل إن ذلك عين الوقت فإذا سئل عن الوقت يشبهه بالمبرد فيقول الوقت مبرد يسحقك و لا يمحقك يقول يفرق جمعيتك و لا يذهب عينك فمن عرف الوقت و أن الحكم له فيه سكن تحت ما حكم به عليه وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب التاسع و الثلاثون و مائتان في الهيبة»



إن الجمال مهوب حيثما كانا لأن فيه جلال الملك قد بأنا
الحسن حليته و اللطف شيمته لذاك نشهده روحا و ريحانا
فالقلب يشهده يسطو بخالقه و العين تشهده بالذوق إنسانا

[أن الهيبة أثر تجلى جلال الجمال الإلهي لقلب العبد]

اعلم أن الهيبة حالة للقلب يعطيها أثر تجلى جلال الجمال الإلهي لقلب العبد فإذا سمعت من يقول إن الهيبة نعت ذاتي للحضرة الإلهية فما هو قول صحيح و لا نظر مصيب و إنما هي أثر ذاتي للحضرة إذا تجلى جلال جمالها للقلب و هي عظمة يجدها المتجلي له في قلبه إذا أفرطت تذهب حاله و نعته و لا تزيل عينه فَلَمّٰا تَجَلّٰى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ ذلك التجلي دَكًّا فما أعدمه و لكن أزال شموخه و علوه و كان نظر موسى في حال شموخه و كان التجلي له من الجانب الذي لا يلي موسى فلما صار دكا ظهر لموسى ما صير الجبل دكا ف‌ خَرَّ مُوسىٰ صَعِقاً لأن موسى ذو روح له حكم في مسك الصورة على ما هي عليه و ما عدا الحيوان فروحه عين حياته لا أمر آخر فكان الصعق لموسى مثل الدك للجبل لاختلاف الاستعداد إذ ليس للجبل روح يمسك عليه صورته فزال عن الجبل اسم الجبل و لم يزل عن موسى بالصعق اسم موسى و لا اسم الإنسان فأفاق موسى و لم يرجع الجبل جبلا بعد دكه لأنه ليس له روح يقيمه فإن حكم الأرواح في الأشياء ما هو مثل حكم الحياة لها فالحياة دائمة في كل شيء و الأرواح كالولاة وقتا يتصفون بالعزل و وقتا يتصفون بالولاية و وقتا بالغيبة عنها مع بقاء الولاية فالولاية ما دام مدبرا لهذا الجسد الحيواني و الموت عزله و النوم غيبته عنه مع بقاء الولاية عليه فإذا علمت إن الهيبة عظمة و أن العظمة راجعة لحال المعظم بكسر الظاء اسم فاعل علمت أنها حالة القلب فهو نعت كياني و مستندة في الإلهية من العلوم التي لا تنقال و لا تذاع و لا يعرفه إلا من علم إن الوجود هو الحق و أنه المنعوت بكل نعت قال تعالى وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعٰائِرَ اللّٰهِ فَإِنَّهٰا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ يعني تلك العظمة و لما كانت العظمة تعطي الحياء و الحياء نعت إلهي فإن اللّٰه يستحيي من ذي الشيبة يوم القيامة لعظيم حرمة الشيب عنده تعالى فقد نعت نفسه بأن بعض الأشياء تعظم عنده كما قال وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللّٰهِ عَظِيمٌ فقد قامت به العظمة لذلك الذي هان على الجاهل بقدره من الافتراء على بيت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و الألفاظ لما كانت محجورة من الشارع علينا فلا نطلقها إلا حيث أمرنا بإطلاقها فوقع الفرق بين الهيبة و العظمة فنطلق العظمة في ذلك و لا نطلق الهيبة و لا الخوف و لا القبض فاعلم ذلك و اللّٰه سبحانه يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الأربعون و مائتان في الأنس»



الأنس بالأنس لا بالصور يجمعنا فاحذر فإنك ممكور و مخدوع
لا تقف ما لست تدريه و تجهله فإن ودك مفروق و مجموع
أنت الإمام و لكن فيك حكمته تعطي بأنك مخلوق و مصنوع
فكيف يأنس من تفني شواهده أكوانه و هو في الأسماع مسموع

[أن الأنس عند القوم ما تقع به المباسطة من الحق للعبد]

اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح منه أن الأنس عند القوم ما تقع به المباسطة من الحق للعبد و قد تكون هذه المباسطة على الحجاب و على الكشف و الأنس حال القلب من تجلى الجمال و هو عند أكثر القوم من تجلى الجمال و هو غلط من جملة ما غلطوا فيه لأن لهم أغاليط في العبارة لعدم التمييز بين الحقائق فما كل أهل اللّٰه رزقوا التمييز و الفرقان مع الشهود الصحيح و لكن الشأن في معرفة ما هو هذا الذي وقع عليه الشهود و قد رأينا جماعة ممن شهد حقا و لكن ما عرف

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 540
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست