responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 54

فلا نستحق شيئا لا من أسمائه و لا مما نعتقد فيها أنها أسماؤنا و هذا موضع حيرة و مزلة قدم إلا لمن كشف اللّٰه عن بصيرته

[العبد لا يستحق شيئا من حيث عينه]

و نحن بحمد اللّٰه و إن كنا قد علمناها فهي من العلوم التي لا تذاع أصلا و رأسا و بمعرفته بها دعا من دعا إلى اللّٰه على بصيرة و هو الشخص الذي هو عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ يشهد له بصدق البينة التي هو عليها فالفطن يعلم ما سترناه بإعلام اللّٰه في قوله وَ يَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ هل تلك الأسماء إذا نسبت إلى اللّٰه هل تنسب إليه تخلقا أو استحقاقا و إذا نسبت إلى العبد هل تنسب إليه تخلقا كسائر الأسماء الإلهية التي لا خلاف فيها عند العام و الخاص أو تنسب إليه بطريق الاستحقاق فالشاهد المطلوب هنا أن عين العبد لا تستحق شيئا من حيث عينه لأنه ليس بحق أصلا و الحق هو الذي يستحق ما يستحق فجميع الأسماء التي في العالم و يتخيل أنها حق للعبد حق لله فإذا أضيفت إليه و سمي بها على غير وجه الاستحقاق كانت كفرا و كان صاحبها كافرا قال اللّٰه تعالى لَقَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّذِينَ قٰالُوا إِنَّ اللّٰهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِيٰاءُ فكفروا بالمجموع هذا إذا كان الكفر شرعا فإن كان لغة و لسانا فهو إشارة إلى الأمناء من عباد اللّٰه الذين علموا أن الاستحقاق بجميع الأسماء الواقعة في الكون الظاهرة الحكم إنما يستحقها الحق و العبد يتخلق بها و أنه ليس للعبد سوى عينه و لا يقال في الشيء إنه يستحق عينه فإن عينه هويته فلا حق و لا استحقاق و كل ما عرض أو وقع عليه اسم من الأسماء إنما وقع على الأعيان من كونها مظاهر فما وقع اسم الأعلى وجود الحق في الأعيان و الأعيان على أصلها لا استحقاق لها فهذا شرح قوله وَ يَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ يشهد له بصدق النسبة أنه عين بلا حكم و كونه مظهرا حكما لا عينا

[ما في الوجود إلا اللّٰه و أعيان معدومة]

فالوجود لله و ما يوصف به من أية صفة كانت إنما المسمى بها هو مسمى اللّٰه فافهم إنه ما ثم مسمى وجودي إلا اللّٰه فهو المسمى بكل اسم و الموصوف بكل صفة و المنعوت بكل نعت و أما قوله سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ من أن يكون له شريك في الأسماء كلها فالكل أسماء اللّٰه أسماء أفعاله أو صفاته أو ذاته فما في الوجود إلا اللّٰه و الأعيان معدومة في عين ما ظهر فيها و قد اندرج في هذا الفصل إن فهمت جميع ما ذكرناه في تقسيم الضميرين المنصوب و المرفوع فالوجود له و العدم لك فهو لا يزال موجودا و أنت لا تزال معدوما و وجوده إن كان لنفسه فهو ما جهلت منه و إن كان لك فهو ما علمت منه فهو العالم و المعلوم

[الاسم الذي يستدعيه تأييد الدعوة]

و الذي يقصده أكثر الناس بقولهم أي اسم منح اللّٰه الرسول من أسمائه هو الاسم الذي يستدعيه تأييد دعوته و هو المعبر عنه بالسلطان و الإعجاز أثره و إن منحه النبي فهو الاسم الذي يتأيد به في حصول الرتبة النبوية و صحتها و قد يكون لكل شخص اسم يمنحه بحسب ما تقتضيه رتبته من مقام نبوته أو رسالته غير أن الاسم الواهب هو الذي يعطي ذلك إلا إذا كان المقام مكتسبا فقد يعطيه الاسم الكريم أو الجواد أو السخي انتهى الجزء الحادي و الثمانون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(السؤال الحادي و العشرون)أي شيء حظوظ الأولياء من أسمائه

الجواب هنا تفصيل هل يريد بالاسم الذي أوجب لهم هذه الحظوظ أو الاسم الذي يتولاهم فيها أو الاسم الذي تنتجه هذه الحظوظ

[أقسام الحظوظ و أنواع الأسماء الخاصة بها]

فإن أراد الاسم أو الأسماء التي أوجبت لهم هذه الحظوظ فالحظوظ على قسمين حظوظ مكتسبة و حظوظ غير مكتسبة و لكل واحد من القسمين اسم يخصه من حيث ما يوجبها و من حيث ما يتولاها و من حيث ما تنتجه فما كان من الحظوظ المكتسبة فالأسماء التي توجبها هي الأسماء التي تعطيهم الأعمال التي اكتسبوها بها و هي مختلفة كل عمل بحسب اسمه فكل عامل إذا كان عارفا يعلم الاسم الذي يخص تلك الحركة العلمية من الأسماء الإلهية و يطول التفصيل فيها و الأسماء التي تتولاهم في حال وجودها لهم فهي بحسب ما هو ذلك الحظ فالحظ يطلب بذاته من يتولاه من الأسماء و الحظوظ مختلفة و كذلك الأسماء التي توجبها الحظوظ و تنتجها فهي بحسب الحظوظ أيضا فتختلف الأسماء باختلاف الحظوظ و على هذا النسق الكلام في الحظوظ التي هي غير مكتسبة من التفصيل

(السؤال الثاني و العشرون)و أي شيء علم المبدأ

الجواب سأل بلفظ في العامة يعطي البدء و في الخاصة يعطي موجب

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست