responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 52

ربه فيحتاج ذكره إلى ذكر كل رسول باسمه و حينئذ نذكر سببه و رسل اللّٰه في البشر محصورون و في الملائكة غير محصورين عندنا لكن من شرط أهل هذه الطريقة إذا ادعوا هذه المعرفة فلا بد أن يعرفوا السبب عند تعين الرسول بالذكر و لكن هو من الأسباب التي لا نذاع لئلا يتعب الخلق أو يتخيل الضعيف الرأي أن الرسالة تكتسب بذلك السبب إذا علم فيؤدي ذكر ذلك إلى فساد في العالم فيحفظ عليه الأمناء

[كل واحد من الرسل فاضل مفضول]

و أيضا فلا فائدة في إظهاره فإنه بكونه رسولا خص به لأنه كان رسولا بل هو رسول بأمر عام يجتمع فيه المرسلون قال تعالى تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ و قال وَ لَقَدْ فَضَّلْنٰا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلىٰ بَعْضٍ فكل واحد منهم فاضل مفضول و هو مذهب الجماعة و قد بين هذا أبو القاسم ابن قسي في خلع النعلين و هو قوله وَ إِنَّهُمْ عِنْدَنٰا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيٰارِ فخص آدم بعلم الأسماء الإلهية التي طوى علمها عن الملائكة فلم تسبح اللّٰه بها حتى استفادتها من آدم و خص موسى بالكلام و التوراة من حيث إن اللّٰه كتبها بيده قبل أن يخلق آدم بأربع آلاف سنة و خص رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بما ذكر عن نفسه من أنه أوتي جوامع الكلم و خص عيسى بكونه روحا و أضاف النفخ إليه فيما خلقه من الطين و لم يضف نفخا في إعطاء الحياة لغير عيسى بل لنفسه تعالى إما بالنون أو بالتاء التي هي ضمير المتكلم عن نفسه و هذا و إن كانت كلها منصوصا عليها إنها حصلت لهم فليس بمنصوص الاختصاص بها و لكنه معلوم من جهة الكشف و الاطلاع

(السؤال الثامن عشر)أين مقام الرسل من مقام الأنبياء

الجواب هو بالإزاء إلا أنه في المقام الرابع من المراتب فإن المراتب أربع التي تعطي السعادة للإنسان و هي الايمان و الولاية و النبوة و الرسالة و أما من مقام الأنبياء فهم من أنبياء التشريع في الرتبة الثانية و من مقام الأنبياء في الرتبة الثالثة و العلم من شرائط الولاية و ليس من شرطها الايمان فإن الايمان مستنده الخبر فلا يحتاج إليه مع الخبر إما بالمحال كالأينية لله أو بالإمكان و هو الإخبار ببعض المغيبات التي يمكن أن ينسب إليها المخبر ما نسب

[ترتيب المراتب التي تعطى السعادة]

فأول مرتبة العلماء بتوحيد اللّٰه الأولياء فإن اللّٰه ما اتخذ وليا جاهلا و هذه مسألة عظيمة أغفلها علماء الرسوم فإنه يدخل تحت فلك الولاية كل موحد لله بأي طريق كان و هو المقام الأول ثم النبوة ثم الرسالة ثم الايمان فهي فينا أعني مرتبة الولاية على ما رتبناه و هي هناك ولاية ثم إيمان ثم نبوة ثم رسالة و عند علماء الرسوم و عامة الناس الخارجين عن الطريق الخاص المرتبة الأولى إيمان ثم ولاية ثم نبوة ثم رسالة فأجبنا فيها على ما تعرفه العامة و علماء الرسوم و بينا المراتب كيف هي بالنظر إلى جهات مختلفة

[الموحدون بأى وجه كان هم أولياء اللّٰه]

فالموحدون بأي وجه كان أولياء اللّٰه تعالى فإنهم حازوا أشرف المراتب التي شرك اللّٰه أصحابها من أجلها مع اللّٰه فيها فقال شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ ففصل لتمييز شهادة الحق لنفسه من شهادة من سواه له بما شهد به لنفسه فقال و عطف بالواو وَ الْمَلاٰئِكَةُ فقدم للمجاورة في النسبة من كونه إلها و الجار الأقرب في الشرع و في العرف عند أرباب الكرم و العلم مقدم على الجار إلا بعد بكل وجه إذا اتحدا في ذلك الوجه و في هذا من رحمة اللّٰه بخلقه ما لا يقدر قدره إلا العارفون به في قوله وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لٰكِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ فنحن أقرب جار و للجار حق مشروع يعرفه أهل الشريعة و كذلك قوله وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ فينبغي للإنسان أن يحضر هذا الجوار الإلهي عند الموت حتى يطلب من الحق ما يستحقه الجار على جاره من حيث ما شرع و هو قوله لنبيه صلى اللّٰه عليه و سلم أن يقول قٰالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ أي الحق الذي شرعته لنا فعاملنا به حتى لا ننكر شيئا منه مما يقتضيه الكرم فلو علم الناس ما في هاتين الآيتين من العناية بالعباد لكانوا على أحوال لا يمكن أن تذاع يقول تعالى قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىٰ شٰاكِلَتِهِ و

قال صلى اللّٰه عليه و سلم في مثل هذا المقام أ فلا أكون عبدا شكورا

[أولوا العلم جيران الملائكة]

ثم قال تعالى وَ أُولُوا الْعِلْمِ يعني من الجن و الإنس و من شاركهم من الأمهات و المولدات العلماء بالله فجعلهم جيران الملائكة لتصح الشفاعة من الملائكة فينا لحق الجوار أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الضمير في أنه يعود على اللّٰه من شهد اللّٰه فشهادتهم بتوحيده على قدر مراتبهم في ذلك فلذلك فصل بين شهادته لنفسه و شهادة العلماء له ثم قال قٰائِماً بِالْقِسْطِ أي بالعدل فيما فصل به بين الشهادتين ثم قال بنفسه لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ نظير الشهادة الأولى التي له فحصلت شهادة العالم له بالتوحيد بين شهادتين إلهيتين أحاطتا بها حتى لا يكون للشقاء سبيل إلى القائل بها

[الشهادة الثالثة لله بالتوحيد]

ثم تمم بقوله اَلْعَزِيزُ ليعلم أن الشهادة الثالثة له مثل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست