responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 519

أن تنسب إلا إلى اللّٰه و العبودية صفة للعبد فمن شاهد عبوديته كان لمن شاهد و لهذا ينسب عباد اللّٰه إلى العبودة لا إلى العبودية فهم عبيد اللّٰه من غير نسبة بخلاف نسبتهم إلى العبودية فإن الحق لا يقبل نسبة العبودية لأنه عين صفة العبد لا عين العبد فمن شاهد العبودية فلم يشاهد كونه عبدا لله ففرق بين ما ينسب إلى الصفة و بين ما يضاف إلى اللّٰه قال أهل اللسان رجل بين الخصوصية و الخصوصة و بين العبودية و العبودة و العبودية نسبة إليها و العبودة نسبة إلى السيد و أما قول من قال الفرق إثبات الخلق فهو كما تقدم في معنى قولهم إشارة إلى خلق بلا حق غير أن بينهما فرقانا فإنه قال إثبات الخلق و لم يقل وجود الخلق لأن عين وجود الخلق عين وجود الحق و الخلق من حيث عينه هو ثابت و ثبوته لنفسه أزلا و اتصافه بالوجود أمر حادث طرأ عليه قد عرفناك بما يعقل من هذه اللفظة فقوله إثبات الخلق أي في الأزل وقع الفرق بين اللّٰه و الخلق فليس الحق هو عين الأعيان الثابتة بخلاف حال اتصافها بالوجود فهو تعالى عين الموصوف بالوجود لا هي فلهذا قال هذا القائل في الفرق إنه إثبات الخلق و أما قول من قال إن الفرق شهود الأغيار لله أراد من أجل اللّٰه فهذه لام العلة فيشاهد في عين وجود الحق أحكام الأعيان الثابتة فيه فلا يظهر إلا بحكمها و لهذا ظهرت الحدود و تميزت مراتب الأعيان في وجود الحق فقيل أملاك و أفلاك و عناصر و مولدات و أجناس و أنواع و أشخاص و عين الوجود واحد و الأحكام مختلفة لاختلاف الأعيان الثابتة التي هي أغيار بلا شك في الثبوت لا في الوجود فافهم و أما قول من قال التفرقة شهود تنوعهم في أحوالهم يريد ظهور أحكامهم في وجود الحق فإنها متنوعة و الحق لا يقبل التنوع فثبت إن ذلك حكم الأعيان و المشهود لهذا العبد التنوع فالمشهود له الأعيان ففرق بينها و بين الوجود و أما قول من قال في التفرقة

جمعت و فرقت عني به ففرط التواصل مثنى العدد
فإنه أراد ظهور الواحد في مراتب الأعداد فظهرت أعيان الاثنين و الثلاثة و الأربعة إلى ما لا يتناهى بظهور الواحد و هذه غاية الوصلة أن يكون الشيء عين ما ظهر و لا يعرف أنه هو كما رأيت النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في المنام و قد عانق أبا محمد ابن حزم المحدث فغاب الواحد في الآخر فلم نر إلا واحدا و هو رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فهذه غاية الوصلة و هو المعبر عنه بالاتحاد أي الاثنين عين للواحد ما في الوجود أمر زائد كما إن زيدا هو عين عمرو بل عين أشخاص هذا النوع الإنساني في الإنسانية فهو هو من حيث الإنسانية و ليس هو هو من حيث الشخصية فانعطاف الواحد بنفسه على مرتبة الاثنين هو عين ظهور الاثنين و ما ثم سوى عين الواحد و هكذا ما بقي من الأعداد التي لا تتناهى فتحقق معنى التفرقة إن كنت ذا لب سليم وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الرابع و العشرون و مائتان في معرفة عين التحكم»

عين التحكم عند القوم التصرف لإظهار الخصوصية بلسان الانبساط في الدعاء و هذا ضرب من الشطح و قريب منه لما يتوهم من دخول النفس فيه إلا أن يكون عن أمر إلهي فلا مؤاخذة على صاحبه فيه

مهما تحكم عارف في خلقه عن غير أمر فالرعونة قائمه
ترك التحكم نعت كل محقق لزم الحياء و لو أتته راغمه
ما للرجال الصم أعيان الورى المصطفين له نفوس حاكمة
بل هم عبيد لم يزالوا خشعا في كل حال فالشهادة دائمة
إن التحكم في الحجاب مقامه خلف الستور المرسلات المظلمة
فإذا كان عن أمر إلهي بتعريف فالإنسان فيه عبد ممتثل أمر سيده بطريق الوجوب فإن عرض عليه عين التحكم من غير أمر عرض الأمانة و قبله فليس هناك بل مرتبته مرتبته في قبول الأمانة المعروضة التي قال اللّٰه فيمن حملها إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولاً ظلوما لنفسه جهولا بقدر ما تحمل لأنه جهل ما في علم اللّٰه فيه هل هو مما يؤدي الأمانة إلى أهلها أم لا فعين التحكم مخصوص بالرسل في إظهار المعجزات و التحدي بها عن الأمر الإلهي فإنهم مرسلون بالدلالات على أنهم رسل اللّٰه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 519
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست