responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 500

فإنه أعم و أكبر إحاطة و لا يدخل مذهبنا في مذهبهم

[أن الشيء لا يتكرر في الوجود]

اعلم أنه من علم إن الاتساع الإلهي لا يقتضي أن يكون شيء في الوجود مكررا علم إن التلوين هو الصحيح في الكون فإنه دليل على السعة الإلهية فمن لم يقف من نفسه و لا من غيره على اختلاف آثار الحق فيه في كل نفس فلا معرفة له بالله و ما هو من أهل هذا المقام و هو من أهل الجهل بالله و بنفسه و بالعالم فليبك على نفسه فقد خسر حياته و ما أورثهم هذا الجهل إلا التشابه فإن الفارق قد يخفى بحيث لا يشعر به فلا أقل أن يعلم أن ثم ما لا يشعر به فيكون عالما بأنه متلون في نفسه و لا يعرف فيما تلون و لا ما ورد عليه قال تعالى وَ أُتُوا بِهِ مُتَشٰابِهاً أي يشبه بعضه بعضا فيتخيل إن الثاني عين الأول و ليس كذلك بل هو مثله و الفارق بين المثلين في أشياء يعسر إدراكه بالمشاهدة إلا من شاهد الحق أو تحقق بمشاهدة الحرباء فلا دليل من الحيوانات على نعت الحق ب‌ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ أدل من الحرباء فما في العالم صفة و لا حال تبقي زمانين و لا صورة تظهر مرتين و العلم يصحب الأول و الآخر ف‌ هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ فلون و وحد الهوية في الكثرة فمن لم يقدر على تقرير الوحدة في الكثرة جعل هذه الصفات نسبا و إضافات لوجوه مختلفة و هذا مذهب النظار و أما الطائفة فأقرت الهوية و الوحدة و جعلت الوجه الذي هو منه أول هو عينه منه آخر و ظاهر و باطن صرح بذلك أبو سعيد الخراز فرجال اللّٰه ما أثبتوا للحق إلا ما هم عليه و لا يثبت في الكون و في جميع المخلوقات إلا ما هو الحق عليه فارتبط الكل بالكل و ضرب الواحد في الواحد فلم يتضاعف بل هو عين ما ضرب و كذلك ما يضرب في الواحد أو يضرب الواحد فيه من واحد أو كثرة لا يتضاعف بل هو عين ما ضرب فهكذا الأمر فالتلوين ضرب الواحد في الكثرة فلا يظهر سوى عين تلك الكثرة المضروب فيها الواحد أو المضروبة في الواحد و الحق واحد بلا شك و ضرب الشيء في الشيء نسبته إليه و نحن كثيرون عن عين واحدة جلت و تعالت انتسبت إليها إيجادا و انتسبنا إليها وجودا فمن عرف نفسه خلقا و موجودا عرف الحق خالقا موجدا فإذا نظرت إلى أحدية العالم ضربت الواحد في الواحد و إذا نظرت إلى العالم ضربت الواحد في الكثير و العالم أثر أسمائه و الأثر كما قدمنا صورة الاسم في اللوائح فما ضربت أحدية الحق إلا في صور أسمائه فما زلت عنه فلم يخرج بعد الضرب إلا هو و الأسماء كثيرة كذا ورد الخبر الإلهي فيها من التسعة و التسعين فما فوقها مما يعلم و مما لا يعلم و العين واحدة و الألوان مراتب و التلوين نسبة إليها فإن قلت واحد صدقت و إن قلت كثيرون صدقت فإن أسماء اللّٰه كثيرة لمعان مختلفة و اللّٰه الهادي «بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»

«الباب الثالث عشر و مائتان في حال الغيرة»

شعر في المعنى

إن التغير حال كونه خطر ما بين علم و حكم يذهب الناس
إن قال ما ذا بحكم رده علم من الحقيقة ردا فيه إفلاس
كذاك ذو الكم ممن فهو أجهل من لم يهده في ظلام الليل نبراس
و ضنة الحق أولى أن تنزهه عنها فليس لذاك الحكم إيناس

[أن الغيرة مشاهدة الغير إذا ثبت أن ثم غيرا و لها ثلاث مقامات]

اعلم أنه لما كانت الغيرة عند الطائفة على ثلاثة مقامات غيرة في الحق و غيرة على الحق و غيرة من الحق كان لها ثلاثة أحوال بحسب ما تنسب إليه من أجل التجانس فأما الغيرة فأصلها مشاهدة الغير إذا ثبت أن ثم غيرا فإذا ثبت صح ما قلناه عنهم من التفاصيل و أعني بثبوته عين وجود الغير لا عين معقوليته فإنه معقول بلا شك و لكن هل هو موجود العين هذا الغير المعقول أم لا فمن قال بالظاهر في المظاهر لم يقل بوجود الغير مع ثبوت حكمه و حاله المعبر عن ذلك بالغيرة و هو أثر استعداد المظاهر في الظاهر و الغير موجب الكثرة عينا أو حالا لا بد من ذلك و الكثرة معقولة بلا شك و لكن هل لها وجود عيني أم لا فيه نظر فمن قال إن هذه الكثرة الظاهرة في العين أحوال مختلفة قائمة بعين واحدة لا وجود لها إلا في تلك العين فهي نسب فلا حقيقة لها عينية في الوجود العيني و من قال إن لها أعيانا لم يقل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست