responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 499

صلى اللّٰه عليه و سلم كما صح عنه لما سئل عن رؤية ربه بعينه المقيدة ذات الطبقات

فقيل له هل رأيت ربك أراد السائل رؤية البصر المقيدة بالجارحة فقال نوراني أراه أي نور هذا الإدراك يضعف عن ذلك النور الإلهي و إن كان للبصر المقيد إدراك في النور الإلهي على حد مخصوص فإن النور الإلهي كما قيل التشبيه بالمصباح الوارد في القرآن على الصفات المخصوصة المذكورة كذلك يقبل إدراك البصر إياه إذا حصل تلك الشرائط كلها فتدبرها في نفسك و يخرج قوله لاٰ تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ على وجهين الوجه الواحد أنه نفى أن تدركه الأبصار على طريق التنبيه على الحقائق و إنما يدركه المبصرون بالأبصار لا الأبصار و الوجه الثاني لا تدركه الأبصار المقيدة بالجارحة كما قررنا فإذا لم تتقيد أدركته و هو عين النور الذي وقع فيه التشبيه بالمصباح و هو النور الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فلا يقبل التشبيه لأنه لا صفة له و كل من له صفة فإنه يقبل التشبيه لأن الصفات تتنوع في القابلين لها بحسب ما تعطيه حقيقة الموصوف كالعلم يتصف به الحق و السمع و البصر و القدرة و الإرادة و القول و غير ذلك من الصفات و يتصف بها المخلوق و معلوم أن نسبتها إلى المخلوق لا تكون على حد نسبتها إلى الخالق بل نسبتها إلى البشر تخالف نسبتها إلى الملك و كلاهما مخلوقان فاعلم ذلك فهذه اللوائح التي تلوح للبصر مشاهد ذاتية ثبوتية ما هي سلبية فإن الوصف السلبي ليس من إدراك البصر بل ذلك من إدراك العقول و ما يدرك بالعقل لا يدخل في اللوائح و أما ما يلوح من أنوار الأسماء الإلهية عند مشاهدة آثارها فتعلم بأنوارها أي تظهرها أنوارها فالاسم الإلهي روح لأثره و أثره صورته و البصر لا يقع من الاسم إلا على أثره الذي هو صورته كما تقع على صورة زيد الجسمية و يصح أن يقال رأى زيدا من غير تأويل و يصدق مع كون زيد له روح مدبرة غيب فيه لها صورة و هي جسديتها فأثر الأسماء الإلهية صور الأسماء فمن شاهد الآثار فقد صدق في أنه شاهد الأسماء فلوائحها أن تجمع بين نسبة ذلك الأثر المشهود و بين الاسم الذي هو روح صورة ذلك الأثر كما ترى شخصا و لكن لا تعرف أنه زيد المطلوب عندك و يراه آخر ممن يعرفه فيعرف أنه رأى زيدا فهذا العارف هو صاحب اللوائح و الآخر ليس هو من أصحاب اللوائح لأنه ما لاح له ارتباط الاسم بهذه الصورة و الفرق بين الشخصين المدركين معلوم فما كل من رأى علم ما رأى فهذه اللوائح الحالية لمن أراد معرفتها على الاختصار و الاقتصاد وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الثاني عشر و مائتان في التلوين»



إن التلون من حال إلى حال دليل صدق على العالي من الحالي
ضد العاطل

فمن تحقق بالأنفاس يعرفه بالحال فيه كمثل الحال في الحال
الوقت

فالفعل ماض و آت ثم بينهما فعل يسمى بفعل الآن و الحال
حال أهل النحو

فالحال زائلة و الحال دائمة و هو الصحيح الذي قد قيل في الحال
حال أهل النظر

[التلوين مقام ناقص و هو تلون العبد في أحواله]

اعلم أن التلوين عند أكثر الجماعة مقام ناقص و هو تلون العبد في أحواله و أنشدوا في ذلك

كل يوم تتلون غير هذا بك أجمل
إلى أن قال بعضهم علامة الحقيقة رفع التلوين بظهور الاستقامة فلو لم يزد بظهور الاستقامة لكان قد نبه على علم غامض محقق فلما زاد هذه اللفظة أفسد الأمر و التحق في حده بالقائلين بنقصه و قالت طائفة بل التلوين هو علامة على صاحبه بأنه متحقق محقق كامل إلهي و هو الذي أرتضيه و هو مذهبي و به أقول و على قدر تمكنه في التلوين يكون كماله و بهذا نحد التمكين فنقول التمكين في التلوين هو التمكين فمن لم يتمكن لم يتلون الأمر عنده و آيته من كتاب اللّٰه كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ فنكر و قالت هذه الطائفة في التلوين بزيادة لو سكتت عنها لكان أولى إذ ليس للتقييد بها تلك الفائدة و هو قولها لأن في التلوين إظهار قدرة القادر فيكشف منه العبد الغيرية و هذه الزيادة إجمالية تدل على ما ذهبنا إليه و التلوين نعت إلهي و كل نعت إلهي كمال إذ لا يتصور في ذلك الجناب نقص أصلا بوجه و لا نسبة و ما تكمل المقامات و الأمر إلا أن تكون من النعوت الإلهية فإن الكمال لله على الإطلاق و هو قوله في استشهادنا يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ و ليس التلوين غير هذا فيدخل في مذهبنا مذهب الجماعة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست