responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 494

و هو يتجلى فيها و منهم العلماء به من حيث التجلي بالعلامة فهم فيه بحسب علامتهم و منهم العلماء به عن نظر فكري فلا يقيدوه و يؤمنوا بكل تجل يعطي التقييد و التحديد فيفوتهم من اللّٰه خير كثير فمحبوبهم أقرب إليهم مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ و لكن لا يعلمون أنه هو فمحبوبهم لا يزال ظاهرا لهم و هم لا يعرفونه و هذه الطائفة على نوعين طائفة تقول إنا نطمع أن نرى محبوبنا و طائفة تقول محال رؤية محبوبنا لكن ليس بمحال علمنا به إذ ليست الرؤية مطلوبة لذاتها و إنما هي طريق إلى حصول علم عند الرائي بالمرئي فبأي وجه حصل فهو ذاك و قد علمناه و من علمنا به أن رؤيته من حيث إدراك البصر محال فيئسوا من ذلك فهم في نعيم الياس و الآخرون في نعيم الطمع فالطائفتان يجتمعان في الانزعاج للفهم عنه تعالى مما خاطبهم به في المسمى قرآنا أو حديثا نبويا أو مما ظهر في العالم من آثار القدرة المؤدية إلى عظمته و كبريائه و لطفه و حنانه كل آية و سورة و صورة بما تعطي فيتفاضلون في الفهم فيطلبون المزيد من العلم و هم الأكابر و منهم من يقول قد رويت فلا يطلب المزيد و رأيت منهم جماعة و هم أجهل الطوائف و رأيت أئمة من الأشاعرة على هذه القدم يرون أنهم يعرفون اللّٰه كما يعلم نفسه سبحانه من غير مزيد فهؤلاء مستريحون بجهلهم قد يئسنا من فلاحهم و يجتمعان أيضا في الانزعاج إلى اللقاء فمنهم من ينزعج إلى لقائه و منهم من ينزعج إلى لقاء ما يريد منه و يجتمعان أيضا في الانزعاج إلى الإلقاء و إلى التلقي و ينقسمون في ذلك على أقسام فمنهم المتلقي عموما و هو الكبير من الرجال و منهم المتلقي من الملك و من اللّٰه المعرض عما يجيء به غير الخاطر الإلهي و غير الملك و منهم من يتلقى الخاطر النفسي مضافا إلى هذين الخاطرين و منهم من يرجح تلقي الخاطر الشيطاني على الملكي و النفسي لكونه مقابلا لأنه إلقاء عدو محض فيلقي خلاف الحق فيريد هذا المتلقي أن يقف على خلاف الحق من حيث ما هو خلاف عند الشيطان و لهذا ألقاه و هذا المتلقي حق كله لأنه نور كله بل هو عين النور فيعرف أن إبليس جهل ما عنده من الحق حيث تخيل أنه ليس بحق فأخذه هذا المتلقي حقا من صورة شيطانية فلم يحصل ما أعطاه الشيطان في صورة ملك و لا في صورة نفس إنسانية و زال حكم الشيطان منه حين قبله هذا المتلقي فإن الشيطان يظن أنه لوهمه أن الذي ألقى إليه أمري وجود و هو عدم عند الشيطان و ما علم مرتبة هذا المتلقي و أنه ما تلقى منه إلا أمرا وجوديا فإذا رآه قد تعشق به عند أخذه و لم ير له انحطاط مرتبة و لا أثر جهل تعجب و نظر من أين أتى عليه في أمره و ما الذي صير ذلك المعدوم موجودا فعلم أن الجهل إنما قام به لا بالمتلقي و أنه هو الذي ألقى إليه الأمر الوجودي على أنه موهوم الوجود لا محقق فرأى أنه قد سعى في مزيد علو رتبته بما أفاده من العلم و هو لا يريد ذلك بل قصد ما يليق به فما علم أنه لعنه اللّٰه محل للوجود و إنما تخيل أنه محل لإيهام الوجود لا لتحققه فيكون هذا المتلقي في هذا التلقي خلاقا و هذا أكمل مراتب الأخذ في التلقي

[ انزعاج الرهبة]

و أما انزعاج الرهبة فمثل الرغبة إما رهبة منه و هو

قوله و أعوذ بك منك و إما رهبة مما يكون منه من عذاب حسي أو عذاب حجاب و هو عذاب الجهل أو التزين و ليس في الحجب أكثف و لا أقوى من حجاب التزين لأن من زين له جهله فمن المحال طلب الحاصل في زعمه لأنه حاصل عنده و ليس بحاصل في نفس الأمر فمن أراد أن يعتصم من التزين فليقف عند ظاهر الكتاب و السنة لا يزيد على الظاهر شيئا فإن التأويل قد يكون من التزين فما أعطاه الظاهر جرى عليه و ما تشابه منه و كل علمه إلى اللّٰه و آمن به فهذا متبع ليس للتزين عليه سبيل و لا يقوم عليه حجة عند اللّٰه فإن كان من أهل البصائر فهو يدعو إلى اللّٰه على بصيرة و يتكلم على بصيرة فقد بريء من التزين فهو صاحب علم صحيح و كان من أهل الزينة لا من أهل التزين فالانزعاج إلى اللّٰه قد يكون رهبة من هذا أيضا وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ «بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»

«الباب التاسع و مائتان في المشاهدة»



إذا أشهدت فأثبت يا غلام يصح لك المكانة و المقام
فتشهده بعقلك في حجاب و مشهده قوي لا يرام

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست