responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 49

لهم إليه تعالى إلا و الرسول هو الحاجب فلا يشهدون منه أمرا إلا و يرون في سيرهم قدم الرسول بين أيديهم و لا يخاطبهم إلا بلسانه و لغته كمحمد الأواني قال تركت الكل ورائي و جئت إليه فرأيت أمامي قدما فغرت و قلت لمن هذا اعتمادا مني إنه ما سبقني أحد و إني من أهل الرعيل الأول فقيل لي هذه قدم نبيك فسكن روعي و الحالة الأولى هي حالة عبد القادر و أبي السعود بن الشبل و رابعة العدوية و من جرى مجراهم و أصحاب الايمان إذا كانوا علماء جمع لهم بين الأمرين فهم أكمل الرجال بشرط أنهم إذا ساروا إليه و أخذوا مجالسهم عنده بالحديث المعنوي كما تقدم و حديث السمع رأوا سريان سره تعالى في الموجودات من

قوله من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا و من كونه ينزل إلى السماء الدنيا التي لا أقرب منها فإنها أقرب مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ فالتحق عنده عالم الطبع بالعالم الروحاني و عاد الوجود عنده كله ملأ أعلى و مكانة زلفى فلم يحجبه كون و لا شغله عين و استوى عنده الأين و عدم الأين و كان و ما كان فرآه في الحجاب و العسس و سمع كلامه و حديثه في الغث و الجرس

[السائر في وقوفه و الواقف في سيره]

هذا صفة سيرهم على طبقاتهم و منهم من كان سيره فيه بأسمائه فهو صاحب سير منه و إليه و فيه و به فهو سائر في وقوفه و واقف في سيره و الخضر و الأفراد من أهل هذا المقام و من هنا كانت قرة عينه صلى اللّٰه عليه و سلم في الصلاة لأنه مناج مع اختلاف الحالات المحصورة من قيام و ركوع و سجود و جلوس ما ثم أكثر من هذه الأركان و هي حالات تربيع روحاني فأشبهت العناصر في التربيع فحدثت صور المعاني من امتزاج هذه الحالات الأربعة كما حدثت صور المولدات الجسمية الطبيعية من امتزاج هذه العناصر

(السؤال الثالث عشر)فإن قلت و من الذي يستحق خاتم الأولياء كما يستحق محمد صلى اللّٰه عليه و سلم خاتم
النبوة

فلنقل في الجواب الختم ختمان ختم يختم اللّٰه به الولاية و ختم بختم اللّٰه به الولاية المحمدية فأما ختم الولاية على الإطلاق فهو عيسى عليه السلام فهو الولي بالنبوة المطلقة في زمان هذه الأمة و قد حيل بينه و بين نبوة التشريع و الرسالة فينزل في آخر الزمان وارثا خاتما لا ولي بعده بنبوة مطلقة كما أن محمدا صلى اللّٰه عليه و سلم خاتم النبوة لا نبوة تشريع بعده و إن كان بعده مثل عيسى من أولي العزم من الرسل و خواص الأنبياء و لكن زال حكمه من هذا المقام لحكم الزمان عليه الذي هو لغيره فينزل وليا ذا نبوة مطلقة يشركه فيها الأولياء المحمديون فهو منا و هو سيدنا فكان أول هذا الأمر نبي و هو آدم و آخره نبي و هو عيسى أعني نبوة الاختصاص فيكون له يوم القيامة حشران حشر معنا و حشر مع الرسل و حشر مع الأنبياء

[ختم الولاية المحمدية]

و أما ختم الولاية المحمدية فهي لرجل من العرب من أكرمها أصلا و يدا و هو في زماننا اليوم موجود عرفت به سنة خمس و تسعين و خمسمائة و رأيت العلامة التي له قد أخفاها الحق فيه عن عيون عباده و كشفها لي بمدينة فاس حتى رأيت خاتم الولاية منه و هو خاتم النبوة المطلقة لا يعلمها كثير من الناس و قد ابتلاه اللّٰه بأهل الإنكار عليه فيما يتحقق به من الحق في سره من العلم به و كما أن اللّٰه ختم بمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم نبوة الشرائع كذلك ختم اللّٰه بالختم المحمدي الولاية التي تحصل من الورث المحمدي لا التي تحصل من سائر الأنبياء فإن من الأولياء من يرث إبراهيم و موسى و عيسى فهؤلاء يوجدون بعد هذا الختم المحمدي و بعده فلا يوجد ولي على قلب محمد صلى اللّٰه عليه و سلم هذا معنى خاتم الولاية المحمدية

[ختم الولاية العامة]

و أما ختم الولاية العامة الذي لا يوجد بعده ولي فهو عيسى عليه السلام و لقينا جماعة ممن هو على قلب عيسى عليه السلام و غيره من الرسل عليهم السلام و قد جمعت بين صاحبي عبد اللّٰه و إسماعيل بن سودكين و بين هذا الختم و دعا لهما و انتفعا به و الحمد لله

(السؤال الرابع عشر)بأي صفة يكون ذلك المستحق لذلك

الجواب بصفة الأمانة و بيده مفاتيح الأنفاس و حالة التجريد و الحركة و هذا هو نعت عيسى عليه السلام كان يحيى بالنفخ و كان من زهاد الرسل و كانت له السياحة و كان حافظا للامانة مؤديا لها و لهذا عادته اليهود و لم تأخذه في اللّٰه لومة لائم كنت كثير الاجتماع به في الوقائع و على يده تبت و دعا لي بالثبات على الدين في الحياة الدنيا و في الآخرة و دعاني بالحبيب و أمرني بالزهد و التجريد

[صفة خاتم الولاية المحمدية]

و أما الصفة التي استحق بها خاتم الولاية المحمدية أن يكون خاتما فبتمام مكارم الأخلاق مع اللّٰه و جميع ما حصل للناس من جهته من الأخلاق فمن كون ذلك الخلق موافقا لتصريف الأخلاق مع اللّٰه و إنما كان ذلك كذلك لأن الأغراض مختلفة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست