responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 480

«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»

«الباب الموفي مائتين في حال الوصل»



لو فاتنا ما فات لم تك صورة و الوصل فينا درك ذاك الفائت
ما فات إلا كوننا لم نبغه فإذا ابتغينا كان ثبت الثابت
و به تفاضلت الرجال فمنهم حي و ذاك الحي عين المائت
و الميت منا ليس يعرف موته و الناطق المعصوم عين الصامت

[أن الوصل إدراك الفائت و هو إدراك السالف من أنفاسك]

اعلم أن الوصل في اصطلاح القوم إدراك الفائت و هو إدراك السالف من أنفاسك و هو قوله تعالى يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ و العلة في ذلك أن كل حال له نفس يتضمن ذلك النفس جميع ما سلف من أنفاس ذلك المتنفس من حيث ما كانت عليه تلك الأنفاس من الأحكام فله فائدة المجموع و ما يتميز به من غيره و هو قول الطائفة لو أن شخصا أقبل على اللّٰه دائما ثم أعرض عنه طرفة عين كان ما فاته في تلك اللحظة أكثر مما ناله و هذه المسألة حيرت العارفين بالوصل إذا صح لم يعقبه الفصل هذا هو الحق فإن الحق سبحانه لا يقبل وصله الانفصال و لا تجلى لشيء ثم انحجب عنه لأن العالم بما هو به عالم لا يكون بخلاف حكم علمه فالحق مع الكون في حال الوصل دائما و بهذا كان إلها و هو قوله تعالى وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ أي على أي حال كنتم من عدم و وجود و كيفيات فهكذا هو في نفس الأمر و الذي يحصل لأهل العناية من أهل اللّٰه أن يطلعهم اللّٰه و يكشف عن بصائرهم حتى يشهدوا هذه المعية و ذلك هو المعبر عنه بالوصل أعني شهود هذا العارف فقد اتصل العارف بشهود ما هو الأمر عليه فلا يتمكن أن ينقلب هذا الوصل فصلا كما لا ينقلب العلم جهلا فإنه يعطيك هذا المشهد الكيفية فيه على ما هي عليه فهذا يا أخي معنى الوصل عند الطائفة في اصطلاحهم جعلنا اللّٰه و إياكم من أهل الوصل وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الحادي و مائتان في حال الفصل»



الفصل فوت الرجاء إن كنت تعقله و دع يفوتك فالمرجو قد حصلا
من غير ما هو مرجو لطالبه و هو الدليل لعبد اللّٰه إذن كملا
لا بد منا و منه و الدليل لنا الفرق ما بين من يدري و من جهلا

[أن الفصل فوت ما ترجوه من محبوبك]

اعلم أن الفصل عند الطائفة فوت ما ترجوه من محبوبك و عندنا الفصل هو تمييزك عنه بعد كونه سمعك و بصرك فإن وقع لك التمييز قبل هذا فليس هو الفصل المذكور في هذا الباب فإن المراد به هنا الفصل الذي يكون عن الوصل و هذا هو الذوق و قبل الذوق قد يخطر للعبد من الرجاء أن يكون الحق فيتفق أن يطلع على إحالة هذه الكينونة فيكون أيضا هذا من الفصل المبوب عليه في هذا الباب و ما ثم أعلى من هذا الرجاء ثم ينزل من هذا إلى ما يرجوه من التحقق بالأسماء و الصفات و النعوت في الأكوان علوها و سفلها فكل ما فاتك من هذه الأمور فهو فصل أيضا من هذا الباب و لكن من شرط هذا الفصل و الوصل أن يكون من مقام المحبة و إن كانت من طريق الإرادة فإن المحبة و إن كانت عين الإرادة فهي تعلق خاص كالشهوة لها تعلق خاص و هي إرادة و كذلك العزم حال خاص في الإرادة و الهم و النية و القصد كل ذلك أحوال للإرادة

[أن الرجاء من صفات المؤمنين]

و اعلم أن الرجاء من صفات المؤمنين من حيث ما هو مؤمن و الفعل تابع له فهو من أحوال المؤمنين ما هو من أحوال العارفين فإنهم على بصيرة من أمرهم فلا رجاء عندهم و هكذا نعت كل من هو من أمره على بصيرة كما قال لاٰ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَ لاٰ حَيٰاةً وَ لاٰ نُشُوراً و كَمٰا يَئِسَ الْكُفّٰارُ مِنْ أَصْحٰابِ الْقُبُورِ فالفصل الذي يكون للعارفين ما هو فوت ما يرجى و إنما هو تحقيق ما يقع به التمييز بين الحقائق و لا يكون ذلك إلا للعلماء بترتيب الحكمة في الأمور فيعطي كل ذي حق حقه كما فصل كل شيء بما يتميز به عن أن يشترك مع غيره فأما في الأسماء الإلهية فبما تدل عليه من حيث ما هي عدد فلما قبلت الكثرة احتيج إلى الفصل إما في ذات المسمى من نسبة معانيها إليه و إما من حيث ما تظهر فيه آثارها فيحدث

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست