responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 472

من يبول و يغوط و يتمخط من مزاج لا يبول و لا يغوط و لا يتمخط و الأعيان التي هي الجواهر ما فقدت من الوجود حتى تعاد إليه بل لم تزل موجودة العين و لا إعادة في الوجود لموجود فإنه موجود و إنما هي هيأت و امتزاجات نسبية و أما قولنا بالجواز في الإعادة في الهيئة و المزاج الذي ذهب فلقوله ثُمَّ إِذٰا شٰاءَ أَنْشَرَهُ و ما شاء فإن المخبر عن اللّٰه فرق بين نشأة الدنيا و نشأة الأخرى و فرق بين نشأة أهل السعادة و نشأة أهل الشقاء فنشأة أهل السعادة لها اللطف و الرقة و لا سيما للمتشرعين المنكسرة قلوبهم الناظرين إلى الرسول دائما بعين حق مع شهود بشريته و إنه من الجنس و من عادة الجنس الحسد إذا ظهر التفوق و قد ارتفع عن هؤلاء و لهم فتح البركات من السماء و الأرض كما لأهل الشقاء فتح العذاب و الزيادة لما زادوا هنا من المرض في قلوبهم عند ورود الآيات الإلهية لإثبات الشرائع فكلاهما أهل فتح و لكن بما ذا فاعلم ذلك فإنه في علم الأنفاس دقيق وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الفصل الرابع و الأربعون»في اللطيف من النفس

يرجع كثيفا و ما سببه و الكثيف يرجع لطيفا و ما سببه كالملحن في الرفع و الخفض في صوته اعلم أن اللطف من المحال أن يرجع كثافة فإن الحقائق لا تنقلب و لكن اللطيف يرجع كثيفا كالحار يرجع باردا و البارد حارا

[إن الأرواح إذا تجسدت كثفت]

فاعلم أن الأرواح لها اللطافة فإذا تجسدت و ظهرت بصورة الأجسام كثفت في عين الناظر إليها و الأجسام لها الكثافة شفافها و غير شفافها فإذا تحولت في الصور في عين الرائي أو احتجبت مع الحضور فقد تروحنت أي صار لها حكم الأرواح في الاستتار و تتنوع الصور عليها كما تتنوع عليها الأعراض بحمرة الخجل و صفرة الوجل و هو انموذج منبئ أن لها قوة التحول في الصور إذا قامت بها أسباب ذلك فأما سبب كثافة الأرواح و هي من عالم اللطف فلكونهم خلقوا من الطبيعة و إن كانت أجسامهم نورية فمن نور الطبيعة كنور السراج فلهذا قبلوا الكثافة فظهروا بصور الأجسام الكثيفة كما أثر فيهم الخصام حكم الطبيعة لما فيها من التقابل و التضاد و الضد و المقابل منازع لمقابله كقول رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فيما حكى اللّٰه عنه مٰا كٰانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ فوصفهم بالخصومة فمن هذه الحقيقة التي أورثتهم الخصومة تجسدوا في صور الأجسام الكثيفة و أما الكثيف يرجع لطيفا فسببه التحليل فإن الكثائف من عالم الاستحالة و كل ما يقبل الاستحالة يقبل الصور المختلفة و المتضادة و أظهر ما يكون ذلك في أهل التلحين فالصوت بما هو صوت لا تتبدل صورته فيغلظه الملحن في موضع و يرققه في موضع بحسب الرتبة التي يقصدها ليؤثر بذلك في طبيعة السامعين ما شاء من فرح و سرور و انبساط أو حزن و هم و انقباض و لهذا جعلوا ذلك في الموسيقى في أربعة في البم و الزير و المثنى و المثلث فإن المحل الذي يريدون أن تؤثر فيه هذه الأصوات مركب من مشاكلتها من مرتين و دم و بلغم فيهيج سماع هذا الصوت ما يشاكله من الأخلاط التي هو عليها السامع فيكون الحكم بسبب معين يقصده الملحن حتى يكون له ذلك سببا إلى معرفة الأصل في قوله تعالى إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ فهو قصد الملحن أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فأتى بالكلام الذي هو الصوت الممتد و المنقطع في المخارج لإظهار أعيان الحروف التي تقع بها الفائدة عند السامع أ لا ترى إلى صوت السنانير و إن لم يكن لهم حروف تتقطع في نفسها يغيرون أصواتهم لتغير أحوالهم ليعرفوا السامع ما يقصدونه بذلك الصوت فعند الجوع يرق صوت السنور و يخفى و يلطف و عند الهياج يغلظ و يجهل و يتتابع فيعلم من صوته أنه هائج أو أنه جائع فيؤثر ذلك في نفس السامع بحسب قبوله إما رقة و حنانا فيطعمه و إما غير ذلك ثم إن في هذا الباب يظهر تجلى الحق في الصور التي ينكر فيها أو يرى فيها في النوم فيرى الحق في صورة الخلق بسبب حضرة الخيال فإن الحضرات تحكم على النازل فيها و تكسوه من خلعها ما تشاء أين هذا التجلي من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و من سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ فالحكم للحضرة و الموطن لأن الحكم للحقائق و المعاني توجب أحكامها لمن قامت به و إذا كان هذا الحكم في العلم الإلهي فظهوره في أعيان المحدثات أقرب مأخذ الوجود المناسبة الإمكانية وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الفصل الخامس و الأربعون»في الاعتماد على أصل المحدثات

أصل المحدثات هو ما ترجع إليه بعد فراغها من النظر في ذاتها و هو في

قول الشارع من عرف نفسه عرف ربه و قد تكون المعرفة بالله الحاصلة بعد المعرفة بالنفس علما بالعجز

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست