responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 448

و المولدات و ربما نشير إلى شيء من هذه الأسرار متفرقا في هذا الكتاب في المنازل منه إن شاء اللّٰه تعالى

[لكل اسم من هذه الأسماء الإلهية روحانية ملك تحفظه و تقوم به]

و جميع الأسماء الإلهية المختصة بهذا الإنسان الموصوف بهذه الصفة التي ينزل بها هذه المنازل معلومة محصاة و هي الرفيع الدرجات الجامع اللطيف القوي المذل رزاق عزيز مميت محي حي قابض مبين محص مصور نور قاهر عليم رب مقدر غني شكور محيط حكيم ظاهر باطن باعث بديع و لكل اسم من هذه الأسماء روحانية ملك تحفظه و تقوم به و تحفظها لها صور في النفس الإنساني تسمى حروفا في المخارج عند النطق و في الخط عند الرقم فتختلف صورها في الكتابة و لا تختلف في الرقم و تسمى هذه الملائكة الروحانيات في عالم الأرواح بأسماء هذه الحروف فلنذكرها على ترتيب المخارج حتى تعرف رتبتها فأولهم ملك الهاء ثم الهمزة و ملك العين المهملة و ملك الحاء المهملة و ملك العين المعجمة و ملك الخاء المعجمة و ملك القاف و هو ملك عظيم رأيت من اجتمع به و ملك الكاف و ملك الجيم و ملك الشين المعجمة و ملك الياء و ملك الضاد المعجمة و ملك اللام و ملك النون و ملك الراء و ملك الطاء المهملة و ملك الدال المهملة و ملك التاء المعجمة باثنتين من فوقها و ملك الزاي و ملك السين المهملة و ملك الصاد المهملة و ملك الظاء المعجمة و ملك الثاء المعجمة بالثلاث و ملك الذال المعجمة و ملك الفاء و ملك الباء و ملك الميم و ملك الواو و هذه الملائكة أرواح هذه الحروف و هذه الحروف أجساد تلك الملائكة لفظا و خطا بأي قلم كانت فبهذه الأرواح تعمل الحروف لا بذواتها أعني صورها المحسوسة للسمع و البصر المتصورة في الخيال فلا يتخيل أن الحروف تعمل بصورها و إنما تعمل بأرواحها و لكل حرف تسبيح و تمجيد و تهليل و تكبير و تحميد يعظم بذلك كله خالقه و مظهره و روحانيته لا تفارقه و بهذه الأسماء يسمون هؤلاء الملائكة في السموات و ما منهم ملك إلا و قد أفادني و كذلك هذه الكواكب التي ترونها إنما هي صور لها أرواح ملكية تدبرها مثل ما لصورة الإنسان فبروحه يفعل الإنسان و كذلك الكوكب و الحرف لو لا الروح ما ظهر منه فعل فإن اللّٰه سبحانه ما يسوي صورة محسوسة في الوجود على يد من كان من إنسان أو ريح إذا هبت فتحدث أشكالا في كل ما تؤثر فيه حتى الحية و الدودة تمشي في الرمل فيظهر طريق فذلك الطريق صورة أحدثها اللّٰه يمشي هذه الدودة أو غيرها فينفخ اللّٰه فيها روحا من أمره لا يزال يسبحه ذلك الشكل بصورته و روحه إلى أن يزول فتنتقل روحه إلى البرزخ و ذلك قوله كُلُّ مَنْ عَلَيْهٰا فٰانٍ و كذلك الأشكال الهوائية و المائية لو لا أرواحها ما ظهر منها في انفرادها و لا في تركيبها أثر و كل من أحدث صورة و انعدمت و زالت و انتقل روحها إلى البرزخ فإن روحها الذي هو ذلك الملك يسبح اللّٰه و يحمده و يعود ذلك الفضل على من أوجد تلك الصورة الذي كان هذا الملك روحها فما يعرف حقائق الأمور إلا أهل الكشف و الوجود من أهل اللّٰه و لهذا نبه اللّٰه قلوب الغافلين ليتنبهوا على الحروف المقطعة في أوائل السور فإنها صور ملائكة و أسماؤهم فإذا نطق بها القارئ كان مثل النداء بهم فأجابوه فيقول القارئ ألف لام ميم فيقول هؤلاء الثلاثة من الملائكة مجيبين ما تقول فيقول القارئ ما بعد هذه الحروف تاليا فيقولون صدقت إن كان خيرا و يقولون هذا مؤمن حقا نطق حقا و أخبر بحق فيستغفرون له و هم أربعة عشر ملكا ألف لام ميم صاد راء كاف هاء ياء عين طاء سين حاء قاف نون ظهروا في منازل من القرآن مختلفة فمنازل ظهر فيها واحد مثل ق ن ص و منازل ظهر فيها اثنان مثل طس يس حم و هي سبعة أعني الحواميم طه و منازل ظهر فيها ثلاثة و هم الم البقرة و الم آل عمران و الر يونس و هود و يوسف و إبراهيم و الحجر و طسم الشعراء و القصص و العنكبوت و لقمان و الروم و السجدة و منها منازل ظهر فيها أربعة هم المص الأعراف و المر الرعد و منازل ظهر فيها خمسة و هي مريم و الشورى و جميعها ثمان و عشرون سورة على عدد منازل السماء سواء فمنها ما يتكرر في المنازل و منها ما لا يتكرر فصورها مع التكرار تسعة و سبعون ملكا بيد كل ملك شعبة من الايمان و

إن الايمان بضع و سبعون شعبة أرفعها لا إله إلا اللّٰه و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و البضع من واحد إلى تسعة فقد استوفى غاية البضع فمن نظر في هذه الحرف بهذا الباب الذي فتحت له يرى عجائب و تكون هذه الأرواح الملكية التي هذه الحروف أجسامها تحت تسخيره و بما بيدها من شعب الايمان تمده و تحفظ عليه إيمانه و هذا كله من النفس الرحماني الذي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست