responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 44

كراسي و منهم من أعد لهم درانك و الكل يشهدون جليسهم من غير حديث من الطرفين

[مجالس أهل الحديث]

فلنذكر مجالس أهل الحديث و هي ثمانية و أربعون مجلسا و عند الترمذي الحكيم ستة و خمسون مجلسا لأن الترمذي يراعي من الإنسان حظ طبعه فيزيد اثني عشر مجلسا و هو الصحيح و من يقتصر منا في الإنسان على روحانيته من غير طبيعته فهي ستة و ثلاثون مجلسا فلهذا وقع الخلاف بيننا و بين العلماء من أهل هذه المجالس فمنا من اعتبر ذلك و منا من لم يعتبر و الأولى اعتبارها

[مجالس الجمع بين العبد و الرب]

فأما مجالس الجمع بين العبد و الرب فاربعة مجالس يعلم فيما يحادثه به الحق فيها كيف يخاطب الخلق من أجل اللّٰه و كيف يثني على الحق تبارك و تعالى و يعلم معنى قوله بُورِكَ مَنْ فِي النّٰارِ وَ مَنْ حَوْلَهٰا و يحادثه فيها بمثل قوله كُلُوا مِمّٰا رَزَقَكُمُ اللّٰهُ حَلاٰلاً طَيِّباً فيعرف من أين طيب له و بما طيب له و بما طاب له و يعلم الاسم الآخر ما نسبته إلى الحق و ما حظ العبد منه و يعلم ما يقول كلما ورد على ملأ أعلى من روح و بشر في السموات و الأرض و يعلم شهادة التوحيد بالنسبة إلى اللّٰه و بالنسبة إلى الملائكة و بالنسبة إلى العلماء من البشر الحاصلة لهم من باب الشهود لا من باب الفكر و يعلم منازل الرسل و من أين خصوا بما خصوا به و بما ذا يفضل بعضهم بعضا و بما ذا لا يفضل و من أي نسبة ينسبون إلى اللّٰه و أشياء غير هذا محصورة

[مجالس الفصل بين الرب و العبد]

و أما مجالس الفصل فيحصل فيها ما يحصل في هذه المجالس من طريق أخرى و ذوق آخر غير أنه يختلف عليه الحال عند انتهاء المجالسة بمشاهدة أسماء إلهية لم يكن يعرفها قبل ذلك أو بمشاهدة أسماء إلهية من حيث أعيان أكوان خاصة أو بمشاهدة أعيان أكوان خاصة من غير ارتباط بأسماء إلهية و إن كانت في نفس الأمر مرتبطة بها و لكن يكون بينها و بين هذا العبد حجاب رقيق

[المجالس الأربعة ذات المراتب]

و أما المجالس الأربعة التي بقيت ذات المراتب فسأذكر ما يكون فيها و في هذه الست الحضرات من الحديث في الفصل الثامن في سؤاله ما حديثهم و نجواهم و هذه المجالس أيضا توجد في الحضرة الثانية و الرابعة و أما الحضرة الثالثة فمجالسها ستة مجالس و أما الحضرة الخامسة ففيها أربعة مجالس و أما الحضرة السادسة ففيها مجلسان و هذه كلها مجالس أهل الحديث لا مجالس الشهود إلا عند بعض العارفين فإنه قد تكون مجالس شهود متخيل من خلف حجاب الخيال

[المجالس الاثنا عشر المزيدة عند الترمذي]

و أما الاثنا عشر مجلسا الذي لهم على مذهب الترمذي كما قررنا و هي تمام الثمانية و الأربعين مجلسا فحديثهم فيها نذكره عند ذكر الستة و الثلاثين مجلسا في الفصل الثامن إن شاء اللّٰه فإن ذلك الفصل سورته

(السؤال السادس)فإن قلت كم عددهم

قلنا في الجواب عدد أهل بدر أهل الحديث منهم أربعون نفسا و ما بقي فلهم مجالس الشهود من غير حديث فإن الحديث للحضور مع المعنى الذي يعطيه الكلام لا مع المتكلم إلا أن يكون المتكلم بحيث يتخيله السامع فيجمع بين الحديث و الشهود و لكن ما هو الشهود المطلوب لأهل الأذواق فلا بد أن تكون أنت من حيث أنت للاستفادة عند الحديث و لكن يسمعه لا بعينك بل بظهوره فيك فمن كونك مظهر تسمع و من كونك عينا تكون مظهرا فافهم

[رمزية الصباح و الأربعين]

و

قد أشار لسان الخبر الصدق إلى هذا العدد بقوله من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه أي كان من الحديث بالله عن اللّٰه و الصباح ظهور عين العبد مظهرا لا عينا و بطون عينه في مظهره كبطون الليل عند وجود الصباح و الأربعون إشارة إلى أعيان هؤلاء الأشخاص فهو عين ما قلنا إن أهل الحديث منهم أربعون نفسا

[استفادة أصحاب المجالس من التجلي بغير حديث]

فبقي أهل المجالس من غير حديث مائتين و ثلاثة و سبعين نفسا و هم تمام الثلاثمائة و الثلاثة عشر فجلوسهم جلوس مشاهدة للاستفادة من حيث إن أعيانهم مظهر لبصر الحق فيرونه به و هم غيب في ذلك المظهر و تكون استفادتهم من ذلك التجلي استفادة أصحاب الرصد فتعطيهم الأرصاد العلوم من غير حديث لكنه حديث معنوي بدلالات ظاهرة تقوم تلك الدلالات مقام الخطاب بالحروف و الإشارات في عالم الحروف و الإشارات فالغرض الحاصل من هذه المجالس سواء كانت مجالس شهود أو حديث حصول علو ينتقش في عين هذا المظهر من نظر أو سماع و هؤلاء هم المعتنى بهم من أهل اللّٰه

(السؤال السابع)فإن قلت بأي شيء استوجبوا هذا على ربهم تبارك و تعالى

قلنا في الجواب الأدب الإلهي إنه لا يجب على اللّٰه شيء بإيجاب موجب غير نفسه فإن أوجب هو على نفسه أمرا ما فهو الموجب و الوجوب و الموجب عليه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست