responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 434

أصلا و لهذا وصف الحق نفسه بالرضا و الغضب و الرحمة و الانتقام و الحلم و القهر فالاعتدال لا يصح معه وجود و لا تكوين أ لا ترى أنه لو لا التوجه الإلهي على إيجاد كون ما ما وجد و لو لا ما قال له كن ما تكون فلما كانت كمية الحرارة أكثر من غيرها في الجسم أعطته الحركة و ما ثم خلاء إلا ما عمره هذا الجسم و لا بد له من الحركة فتحرك في مكانه و هي حركة الوسط لأنه ليس خارجه خلاء فيتحرك إليه و الحركة تطلبها الحرارة و هي حركة في الجميع من انتقال و أظهر اللّٰه صور العالم كله في هذا الجسم على استعدادات مختلفة في كل صورة و إن جمعها جسم واحد و حاكم واحد فقبلت الصور الأرواح من النفس الرحماني كما قبلت الحروف المعاني عند خروجها لتدل على المعنى الذي خرجت له و ظهر حكم الزمان بالحركة فظهرت الصور بالترتيب فقبلت التقدم و التأخر الزماني و ظهر حكم الأسماء الإلهية بوجود هذه الصور و ما تحمله و قد ذكرنا في عقلة المستوفز ترتيب وجود العالم كيف كان و لله كما ذكرنا فيه وجه خاص و في كل ما وجد فيه و عن ذلك الوجه الخاص وجد و لا يعرف السبب قط ذلك الوجه الخاص الذي لمسببه المنفعل عنه و لا عقل و لا نفس إلا اللّٰه خاصة و هو رقيقة الجود فتحرك بالوجود الإلهي لا بفعل النفس و هي حركة النفس الرحماني لإيجاد الكلمات فسوى العرش و وحد فيه الكلمة الرحمانية ثم أوجد صورة الكرسي و انقسمت فيه الكلمة و تدلت إليه القدمان و لهذا التدلي انقسمت الكلمة فله الخلق و الأمر و كان انقسامها إلى حكم و خبر ثم أدار الفلك الأطلس بتوجه خاص لحكمة أخفاها عمن شاء و أظهرها و قسمه على اثني عشر مقدارا فعمت المقادير و جعلها بروجا لأرواح ملكية على طبائع مختلفة سمي كل برج باسم ذلك الملك الذي جعل ذلك المقدار برجاله يسكنه كالأبراج الدائرة بسور البلد و كمراتب الولاة في الملك و هي البروج المعلومة عند أهل التعاليم و لكل برج ثلاث وجوه فإن العقل الأول له ثلاث وجوه و إن كان واحدا و ما من حقيقة تكون في الأول إلا و لا بد أن يتضمنها الثاني و يزيد بحكم لا يكون للأول إذا كان المتقدم غير اللّٰه و

[إن اللّٰه مع كل شيء]

أما اللّٰه فهو مع كل شيء فلا يتقدمه شيء و لا يتأخر عنه شيء و ليس هذا الحكم لغير اللّٰه و لهذا له إلى كل موجود وجه خاص لأنه سبب كل موجود و كل موجود واحد لا يصح أن يكون اثنين و هو واحد فما صدر عنه إلا واحد فإنه في أحدية كل واحد و إن وجدت الكثرة فبالنظر إلى أحدية الزمان الذي هو الظرف فإن وجود الحق في هذه الكثرة في أحدية كل واحد فما ظهر منه إلا واحد فهذا معنى لا يصدر عن الواحد إلا واحد و لو صدر عنه جميع العالم لم يصدر عنه إلا واحد فهو مع كل واحد من حيث أحديته و هذا لا يدركه إلا أهل اللّٰه و تقوله الحكماء على غير هذا الوجه و هو مما أخطأت فيه و جعل اللّٰه لكل وال ساكن في هذا البرج أحكاما معلومة عن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست