responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 433

ما تعطيه حقيقة الموصوف و إنما تقدمت في الحق لتقدم الحق بالوجود و تأخرت في الخلق لتاخر الخلق في الوجود فيقال في الحق إنه ذات يوصف بأنه حي عالم قادر مريد متكلم سميع بصير و يقال في الإنسان المخلوق إنه حي عالم قادر متكلم سميع بصير بلا خلاف من أحد و العلم في الحقيقة و الكلام و جميع الصفات على حقيقة واحدة في العقل ثم لا ينكر الخلاف بينهم في الحكم فإن أثر القدرة يخالف أثر غيرها من الصفات و هكذا كل صفة و العين واحدة ثم حقيقة الصفة الواحدة واحدة من حيث ذاتها ثم يختلف حدها بالنسبة إلى اختصاص الحق بها و إلى اتصاف الخلق بها و هذه الحقيقة لا تزال معقولة أبدا لا يقدر العقل على إنكارها و لا يزال حكمها موجودا ظاهرا في كل موجود

فكل موجود لها صورة فيه و لا صورة في ذاتها
فحكمها ليس سوى ذاتها و ذلك الحكم من آياتها
تجتمع الأضداد في وصفها فنفيها في عين إثباتها
فالمعنى القابل لصورة الجسم هو المذكور المطلوب في هذا الفصل و هو المهيا له و الجسم القابل للشكل هو هباء لأنه الذي يقبل الأشكال لذاته فيظهر فيه كل شكل و ليس في الشكل منه شيء و ما هو عين الشكل و الأركان هباء للمولدات و هذا هو الهباء الطبيعي و الحديد و أمثاله هباء لكل ما تصور منه من سكين و سيف و سنان و قدوم و مفتاح و كلها صور أشكال و مثل هذا يسمى الهباء الصناعي فهذه أربعة عند العقلاء و الأصل هو الكل و هو الذي وضعنا له هذا الفضل و زدنا نحن حقيقة الحقائق و هي التي ذكرناها في هذا الفصل التي تعم الخلق و الحق و ما ذكرها أحد من أرباب النظر إلا أهل اللّٰه غير أن المعتزلة تنبهت على قريب من ذلك فقالت إن اللّٰه قائل بالقائلية و عالم بالعالمية و قادر بالقادرية لما هربت من إثبات صفة زائدة على ذات الحق تنزيها للحق فنزعت هذا المنزع فقاربت الأمر و هذا كله أعني ما يختص بهذا الفصل من حكم الاسم الآخر الظاهر التي هي كلمة النفس الرحماني و هو الذي توجه على الدبران من المنازل و كواكبه ستة و هو أول عدد كامل فهو أصل كل عدد كامل فكل مسدس في العالم فله نصيب من هذه الكمالية و عليه أقامت النحل بيتها حتى لا يدخله خلاء و من أهل اللّٰه من يراه أفضل الأشكال فإنه قارب الاستدارة مع ظهور الزوايا و جعله أفضل لأن الشكل المسدس كبيوت النحل لا يقبل الخلل مع الكثرة فيظهر الخلو و المستدير ليس كذلك و إن أشبهه غيره في عدم قبول الخلل كالمربع فإنه يبعد عن المستدير و الاستدارة أول الأشكال التي قبل الجسم و جعل بعضها في جوف بعض لأن الخلأ مستدير و لو لم يكن كذلك ما استدار الجسم لأنه ما ملأ إلا الخلأ فلا يقبل استدارة أخرى من خارج فإنه ما ثم خلاء غير ما عمره الجسم فلو عمر بعض الخلأ لم يقبل سوى الشكل المسدس و إنما وصف بالكمال لأنه يظهر عن نصفه و ثلثه و سدسه فيقوم من عين أجزائه

(الفصل الخامس عشر)من النفس الرحماني في الاسم الإلهي الظاهر

و توجهه على إيجاد الجسم الكل و من الحروف على حرف الغين المعجمة و من المنازل على رأس الجوزاء و هي الهقعة و تسمى الميسان

[أن اللّٰه لما جعل في النفس القوة العملية أظهر بها صورة الجسم الكل في جوهر الهباء]

اعلم أن اللّٰه تعالى لما جعل في النفس القوة العملية أظهر اللّٰه بها صورة الجسم الكل في جوهر الهباء فعمر به الخلأ و الخلأ امتداد متوهم في غير جسم و لما رأينا هذا الجسم الكل لم يقبل من الأشكال إلا الاستدارة علمنا أن الخلأ مستدير إذ كان هذا الجسم عمر الخلأ فالخارج عن الجسم لا يتصف بخلاء و لا ملا ثم إن اللّٰه فتح في هذا الجسم صور العالم و جعل هذا الجسم لما أوجده مستديرا لما عمر به جميع الخلأ كانت حركته في خلائه فما هي حركة انتقال عنه و إنما حركته فيه بكله كحركة الرحى تنظر في حركتها بجميعها فتجدها لم تنتقل عن موضعها و تنظر إلى حركة كل جزء منها فتجده منتقلا عن حيزه إلى حيز آخر بحركة الكل و هكذا كل حركة مستديرة فهي متحركة ساكنة لأنها ما أخلت حيزها بالانتقال من حيث جملتها و لا سكنت فتتصف بالسكون و هذا لا يكون إلا في المستدير و أما غير المستدير فلا يسمى لشكله فلكا أي مستديرا و هذا هو أول الصور الطبيعية فأظهرت الطبيعة فيه حكمها فقبل الحرارة و الرطوبة و البرودة و اليبوسة بحكم التجاوز في النقيضين خاصة فتحرك بغلبة الحرارة عليه فإن الاعتدال لا يظهر عنه شيء

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست